تنويمة الطفل القتيل

[محمد العاني]

السلام عليكم..
شُكراً يا أخي الصمصام على كلماتك المؤثرةِ بحقِّ قصيدتي المتواضعه..
و اسمح لي أن أقُصَّ عليك قصّة هذه القصيده..
القصيدة كتبتها عن قصةٍ حقيقيّة لكنّها لم تحصل لي..فأنا حين كتبتها كنتُ في العشرين من عمري..

في يوم كسائر الأيام الكئيبةِ إستقلّيتُ باصاً لنقل الرُكاب في بغداد..
و حين وصلتُ إلى المقعد الأخير حيثُ تعوّدتُ الجلوس وجدتُ أُمّاً مُنهكةَ القوى تحملُ طفلاً مريضاً لم يتجاوز السنةَ الأولى من عمره..
و كان الطفلُ يُحتضرُ في يدها و لم تكُن تملك المال لتأخذهُ إلى المستشفى بتاكسي..!!!
و كانت تحتضنُهُ و تغمرهُ بالدموعِ و تغنّي له (دللول..يا الولد يا ابني دللول)..
و في لحظةٍ لم أنسها حتّى الآن..فتح الطفلُ عيناهُ المُتعبتان و رمقني بنظرةٍ خاطفةٍ..و ابتسم..

و حين وصلنا إلى المستشفى نزلت الأم و ابنُها..و لم تكد الحافلةُ تسيرُ متراً واحداً حتّى سمعتُ صراخ المرأة و نواحها على إبنها الذي توفي في تلك اللحظه..

فأحسستُ بالمسؤولية تجاه إبتسامته البريئة التي دفعتني لأكتُبَ هذه القصيده..

و الله من وراء القصد..


محمد