في الحوار

[محمد ب]

الحوار أنواع منه المرضي المذموم ومنه الصحي المحمود.
الحوار الصحي هو الحوار الذي يهدف المرء حين يخوض غماره إلى معرفة حقيقة تفيده دنيا وآخرة وتفيد المصلحة العامة وهدف النهوض بمجتمعه.
وهذا هو الهدف الوحيد فهو لا يهدف في الحوار إلى إظهار مهارته وذكائه في إفحام الآخرين ولا إلى تبيين أنه أحسن من سواه في العلم أو في الذكاء أو في حيازته للسلطة.
وهو في هذه الحالة يسر إن اتضح له الحق على يد مخالفه في الرأي،ولا يمنعه كبرياؤه من الأخذ بالحق الذي ظهر له!
نحن العرب مع الأسف ينتشر عندنا الآن النوع المرضي المذموم ومن صفاته:
1-الهدف من الحوار ليس معرفة الحقيقة بل إفحام الخصم،أو تضليل الناس عن الأهداف الأنانية الخاصة.
2-ينتج عن ذلك انعدام العدالة والإنصاف مع الخصم وتصيد أخطائه وعدم الإقرار له بالجوانب الصائبة في ما يقول.
والأساس في أخذنا بالحوار الصحي هو الإخلاص أي العمل لوجه الله وليس لدنيا نصيبها أو جاه أو سلطة أو شهوة من شهوات نفسنا.
ومن الحكايات المأثورة أن واحداً من الصالحين نهى ابنه عن الجدال مع الآخرين.
فقال له:يا أبت! أنتم كنتم تجادلون أيضاً!
فقال له:ما أبعد الفارق بيننا وبينكم يا بني! كنا نجادل ونضع أيدينا على قلوبنا مخافة أن يزل خصمنا أو يضل وأنتم تجادلون وتدعون له أن يضله الله ويزله!