حينما يتبنى شخص فكرة معينة ويتحمس لها ويصل الحماس لديه لدرجة أنه يطالب بلغة التحدي الرد على تلك الفكرة وما احتوت عليه من براهين ثم بعد ذلك يأتي من يرد على تلك البراهين ويجعلها تضمحل وتتساقط الواحد تلو الآخر ثم يعجز هذا المتحدي عن الدفاع عن فكرته وبراهينه فإنه يظهر كالأحمق ويكون في موقف يدعو للشفقة وخاصة حينما يحاول أن يبرر عجزه عن الرد بأعذار واهية فمثلا يقول
إن الرد على هؤلاء شيء مذموم ) لأنه حينما يقول ذلك فإنه يكون قد ناقض نفسه بنفسه فهو في البداية كان يطالب بالرد حيث كان يقول مثلا : ( رد إن كنت قادرا على الرد ) وهذا معناه أنه عرض المناظرة على الطرف الآخر بدليل أنه طالبه بالرد وبشكل استفزازي وبأسلوب التحدي ولكن عندما جاءه الرد كالحجارة التي ملأت فمه وجعلته لا يستطيع أن يتفوه بكلمة واحدة نراه يتراجع ويدعي أن عدم مناظرتهم هي الأفضل ..كيف تكون عدم مناظرتهم هي الأفضل وأنت ابتدأت بها ؟ لماذا ابتدأت بها إذن ؟ ولماذا تحديت ؟ فهل بعد هذه الحماقة حماقة ؟ ولكنه العجز الذي يوصل للحماقة . وقد يظن أن طريقته تلك قد تنقذ ماء وجهه أمام الناس ولكن لحماقته لم يدر أنه فضح نفسه أكثر وأكثر .
اللهم لا تبلنا بداء الحماقة واجعلنا مع الحق دوما يا رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.