النموذج الغربي للأسرة : هل هو المثـال و المــآل
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
بحث سبق لي ان اعددته - لدراسة اجتماعية قام بها الدكتور احمد عروة من جامعة الجزائر و هو متخصص بالطب الاجتماعي
اتمنى من كل قلبي ان يستفيد منه اخواننــا في الخيـــام خصـوصا
أولئك الباحثون في الامور الاجتماعيــة .
النموذج الغربي للأسرة : هل هو المثـال و المــآل
تتعرض الأسرة في البلدان العربية و الإسلامية لجاذبية حضارية خارجية قوية و مغرية تهدد بنيتها و وظيفتها الاجتماعية و دعائمها الخلقية و الشرعية و لما كانت الأسرة هي الخلية الأساسية التي تتكون الأجيال و تنمو في بيئتها النفسية و الأخلاقية فان ضربات الغزو الفكري و الثقافي تنصب عليها خاصة .
و لما كان الوضع لا يختلف كثير في العالم الإسلامي بصفة عامة فسيكون تدخلنا على مستوى المبادئ و العموم و سنتناول فيه النقاط التالية :
= العوامل العامة التي تؤثر في وضع الأسرة
= اختلاف الأوضاع في المجتمع العربي الإسلامي و المجتمع الغربي المعاصر
= تصادم الحضارات و تأثيره على وضع الأسرة
= الأسرة الإسلامية بين الأصالة و التطور
= آفاق منهجية لسياسة الأسرة
****************
العوامل العامة التي تؤثر في أوضاع الأسرة
تخضع الأسرة في نشوئها و أحوالها و تطوراتها في المجتمعات البشرية لأربع عوامل أساسية : هي
= العامل البيولوجي
= العامل العقائدي
= العامل الاقتصادي
= العامل الثقافي
أولا – العامل البيولوجي : هو عامل فطري يتمثل في دافع الغريزة الجنسية و التناسلية و التي تحصل بها روابط الزوجية و العائلية . أما الروابط الزوجية فتحدثها الغريزة الطبيعية و العاطفية التي تجمع بين الذكر و الأنثى و تؤلف بينهما جنسيا و نفسيا. و أما روابط الأسرة فتثبت بدافع الإنجاب الذي يعقب التعامل الجنسي ثم الحاجة الحتمية للطفل الى مدة طويلة من الاحتضان و التربية في ميادين المطعم و الملبس و المأمن و الاعتناء الصحي و تلقين اللغة و السلوكيات التي يتميز بها البشر .
ثانيا – العامل العقائدي : يتمثل في مفهوم محدد واسع او ضيق للوجود و الحياة و تدخل العلاقات الزوجية و العائلية ضمن ذلك المفهوم و طبقا لأهدافه المقررة و للمقاييس الخلقية التي يضعها لخدمة تلك الأهداف . قد يكون ذلك العامل منطلقا من مفهوم مادي للوجود يجعل كل اهتماماته في تلبية المصالح الدنيوية و الاقتصادية التي تصبح منبع القوانين الوضعية التي تسير المجتمع على مستوى الأفراد و الأسر و الجماعات . و قد يكون هذا العامل منطلقا من مفهوم روحي او ديني مثالي يعطي للحياة البشرية أبعادا معنوية و أخلاقية تهيمن على النزعات و الغرائز الأولى و تخضعها لأهدافها و مقاصدها المتسامية .
ثالثا – العامل الاقتصادي : يعطي للأسرة وظيفة اجتماعية إنتاجية و معاشيه تختلف باختلاف النظم الاقتصادية التي تتنوع حسب العوامل الطبيعية و الحضارية المختلفة كما يظهر في النماذج التالية :
= النظام الاقتصادي العشائري:
كما الحال في المجتمعات البدوية و الريفية حيث تتميز الأسرة بانتسابها الى عنصر سلفي تتفرع منه و تتعصب اليه بالروابط الضيقة و المتينة و المتعاضدة بين أفرادها في حياتهم و عملهم و سلوكهم و تعاملهم مع غيرهم . و بالجملة فان الأسرة العشائرية تتميز بحجمها الكبير و عصبيتها في علاقاتها الخارجية (( فهي متماسكة في روابطها الداخلية متباعدة في علاقاتها الخارجية .
= النظام الاقتصادي الحضري التقليدي :
تتنوع و تتخصص الوظائف الاقتصادية و الحرفية حسب التطور الحضاري و التنظيم السياسي و تنوع الحاجات المعاشية و الترفيهية و الثقافية و مهما حافظت الأسرة على نظامها الداخلي و سماتها و عصبياتها فإنها تنفتح على آفاق المجتمع الكبير لأن الأسرة و الأفراد في حاجة الى التبادل و التكامل الوظيفي و لهذا تنسج روابط مختلفة بين الأفراد و الفئات و الأسر عن طريق التعامل و التعارف و التعاطف و التصاهر إذا فالأسرة الحضرية (( متماسكة في روابطها الداخلية متقاربة في روابطها الخارجية ))
= النظام الاقتصادي الصناعي المتقدم :
كما يظهر في المتجمع الغربي المعاصر يتميز بظهور قطاعات إنتاجية و استهلاكية و مهنية في أقصى الاختصاص بينما الحاجة الى جمع الوسائل و الاختصاصات من ناحية أخرى تستقطب الكفاءات التكنولوجية و الخبرات المهنية و الأيادي العاملة الأخرى و تنزعها من جذورها العائلية و القبلية و حتى الجهوية و توزعها حسب ما تطلبه المرافق الاقتصادية المختلفة وينتج عن ذلك تغيرات عميقة في بنية الأسرة بسبب
- انفلات الأولاد القاصرين القادرين على العمل من قبضة الأسرة و تشردهم لطلب العلم و الوظيفة و الرزق .
- - نسج روابط اجتماعية مصالحية جديدة بين الأفراد و الفئات .
- اندفاع الأفراد إناثا و ذكورا في دوامة التنافس الاجتماعي على الكسب و المكانة .
للبحــث بقية ان رغبتم تابعت انزاله و إلا توقفت
تقبلوا تحياتي
الدومــري
__________________
مابعرف شو بدي قول الطاسة ضايعة
آخر تعديل بواسطة الدومري ، 10-11-2002 الساعة 02:00 PM.
|