الله سائلُ
نزولاً عند رجاء الأخ معين بالعودة للمشاركة في الخيمة وإيفاء لوعدٍ قطعته له بالعودة أشارك بآخر قصائدي ....
تدانتْ للقيـــاكِ الليــالي الفواصـــلُ
************ ودانتْ لسـقياكِ السـحابُ الهواطــلُ
أيا نجمةَ الإصــباحِ والمهجــةَ التي
************ لطلعتها تصـبو العيــونُ الهوامـــلُ
وذكرى الصِّبـا فيها وأهــلٌ ومنزلٌ
************ أجَـــدَّ حنيني فهـــوَ للجســـمِ هازلُ
ولا عجبٌ أنْ شــاقَ قلبي ربوعهــا
************ وأيَّــــة نفسٍ لم تشـــقها المنــــازلُ
تزاورهـا الأعيـــادُ ثكلى كســــيرةً
************ بحزنٍ وعين الطفــلِ فيها ســواحلُ
كأنَّ هلالَ العيــــدِ زورقُ مشــــفقٍ
************ يبـــادرُ بالتســــليمِ ثــــمَّ يواصــــلُ
فيــا نفسُ صــبراً للبلايــــا فربَّمـــا
************ أتى فرجٌ للمـــرءِ والمــرءُ غافـــلُ
وكم ضاقَ أمـــرٌ ثمَّ وافى اتســاعه
************ وكلُّ دجى ليـــلٍ وإنْ طـــالَ آفــــلُ
همُ الأهلُ والأحبــابُ والعزوة التي
************ عليها رســولُ الدمعِ في الخدِّ سائلُ
أغارتْ عليهمْ في ذرى الشرِّ غارةً
************ يطيرُ الحصـا من وقعها والجراولُ
فولَّى دعـــاةُ الســلمِ غدراً ولمْ تزلْ
************ بنو الحربِ في يومِ التلاقي تحـاولُ
همُ القومُ حلوا ذروةَ المجــدِ والتقى
************ فهم في ســما العليا البدورُ الكواملُ
رموهُمْ حجارَ المســـتعينِ بســـاعدٍ
************ ففاخرتِ الشهبَ الحصى والجنادلُ
حجارة ســـجيلٍ لهـــا البأسُ خائفٌ
************ على نفسـهِ والنجمُ في الغربِ مائلُ
تملَّكــــهُ رعبٌ وحقـــدٌ مخامــــــرٌ
************ فكرَّتْ أســـاطيلٌ لهـــمْ وجحافــــلُ
فيـــا فارسَ الإقــــدامِ تحكي بعــزَّةٍ
************ وقائـــع خطتهـــا القنـــا والقنابــــلُ
جهــادكَ مقبــــولٌ وعزمكَ قابــــلٌ
************ ألا في ســـبيلِ الله مــا أنتَ فاعـــلُ
ومن دانَ هــذا الدينُ حقَّاً بنصـــرِهِ
************ فليس لــــهُ من أهـــلِ دنيـــاهُ خاذلُ
لقدْ جُزتَ مقــدارَ الشـجاعةِ والندى
************ وتربُـــكَ في لعبِ الصبا متشــاغلُ
ســـراجُ العــلا وابنُ الأباةِ مكرَّمــاً
************ فهلْ أنتَ لي مصــغٍ لمــا أنا قائـــلُ
ويا سائلي عن شأنِ فضلٍ ولم يزلْ
************ بغيضــــاً إليَّ العالـــمُ المتجاهــــلُ
أقولُ وقــدْ طالَ اهتمـامي وعبرتي
************ على الخــدِّ منها مســتهلٌّ وجائــــلُ
أيا شاعراً من طبعه الجدُّ في النهى
************ إذا ضيَّعَ التدبيـــرَ في الرأي هازلُ
ويـــا كاتبــــاً للحقِّ أفـــردَ همَّـــــهُ
************ وأحيـــا بأفكارِ العُــلا وهو صائــلُ
أخا الهمَّـــة العليـــا فإمَّـــا قصــيدةٌ
************ وإمَّـــا مقالٌ صادقُ الحرفِ فاصلُ
لأقلامكَ السمرُ العــوالي تواضعتْ
************ وهابتــكَ في أغمــادهنَّ المناصــلُ
وإن لاحَ في القرطاسِ أسودُ خطِّها
************ يقولُ الدجى يا صبحُ لونــكَ حائــلُ
وُهِبتَ الهدى والعلــمَ نعمــةَ رازقٍ
************ فحـــدِّثْ بمـــا أوتيتَ فالله ســـــائلُ
وكونوا كمــا الشـمِّ الرواسي رزانةً
************ إذا ما اســـتخفَّ الحلـمَ حقٌّ وباطلُ
وهيَّــــا إلــى دارٍ وجـــارٍ ومنبـــرٍ
************ فمــا ضاعَ حقٌّ حين يرعــاهُ كافـلُ
إلى دوحِ آدابٍ إذا الفكــــرُ حفَّـــــهُ
************ لكانَ محــالاً أنْ يُرى وهوَ ماحِـــلُ
إذا الفكـرُ والشــعرُ اســتقرا براحةٍ
************ ترقَّتْ لهــا نحـــوَ النجــومِ أنامـــلُ
دعِ الشعرَ حتى يشملَ العدلَ حِكمةً
************ وقاربْ بأنْ تبـــدو كأنَّـــكَ كامــــلُ
إذا عرضتْ قلتَ الســطورُ أزاهـرٌ
************ ترفُّ نعيمـــاً والطروسُ خمائـــــلُ
وما زينــــةُ الإنســـانِ إلا منـــاقبٌ
************ يفرِّعُهـــــا أصـــلانِ عـــزمٌ وباذلُ
وقـدْ يكبرُ الخطبُ اليســـيرُ فيجتني
************ أكابـــرَ قـــومٍ ما جنتـــهُ الأسافـــلُ
أؤمِّـــلُ نفســي بالتوحِّـــدِ ســـــاعةً
************ لنأتي بمـــا لم تســتطعه الأوائـــــلُ
وحقَّ لمثـــــلي أنْ يؤمِّــــلُ مثلــــهُ
************ وفي النـاسِ مأمــولٌ يُرجى وآمِــلُ
تعالوا لنبني قلعـــةَ المجــدِ والعُــلا
************ بجيـــلٍ طواهُ الجهلُ والجهلُ قاتــلُ
وهلْ دونَ هــذا عنــدَ حَزْبٍ وسيلةٌ
************ إذا انقطعتْ فيمــا ســـواه الوسائـلُ
إذا حال أمرٌ دونَ ما الفضلُ طالبٌ
************ فجهدٌ وذو الإحسانِ والجودِ فاضلُ
لقــدْ منــحَ اللهُ العقـــولَ تمايــــــزاً
************ منابـــعُ أفشــتْ محتــواها الجداولُ
فنبــعٌ زلالٌ وافـــر الدفـــقِ ســـائغٌ
************ ونبــعٌ ضنينٌ علقــمُ الطعمِ جاهـــلُ
وما النيِّـــرُ الوهَّــــاجُ إلا مجاهـــداً
************ بحَــــدِّ ســـنانٍ أو يـــراعٍ يناضـــلُ
لهُ الخيرُ في دنيـا وأخـرى وجنَّـــةٌ
************ بها الفرحةُ الكبرى وفيها الظلائــلُ
جزى اللهُ أهلَ الفضلِ أفضلَ ما جزى
************ فعنْ طَوْله المحمودِ تنسى الطوائـلُ
__________________
آخر تعديل بواسطة سمير العمري ، 11-12-2002 الساعة 04:35 PM.
|