هارون هاشم رشيد شاعر لقصائده وقع خاص في النفس فهو "شاعر اللاجئين" لعله أكثر شاعر عبر عن مأساة التشرد الفلسطيني عام 1948.
ولم تزل تتردد في الذاكرة قصيدته "مع الغرباء":
أبي قل لي بحق الله هل نأتي إلى يافا
فإن خيالها المحبوب في عيني قد طافا
أندخلها أعزاء برغم الدهر أشرافا؟
وقصيدته التي اشتهرت في الوطن العربي كله بعد أن بثتها إذاعة صوت العرب بصوت فايدة كامل :
لن ينام الثأر في صدري وإن طال مداه
لا ولن يهدأ في روحي وفي قلبي لظاه
صوت أمي لم يزل في مسمع الدنيا صداه
وأبي ما زال في سمعي وفي روحي نداه
الآن تنشر جريدة السفير اللبنانية قصيدة جديدة له يحيي فيها بطولات المقاومة اللبنانية وأهل الجنوب البواسل:
http://www.assafir.com/iso/today/weekly_culture/5.html
(1)
آتٍ الى لبنانَ، يومَ القُدسِ، في اليومِ الحبيبِ
آتٍ الى الوطنِ المُحَصَّنِ بالهلال وبالصَّليبِ
بعقيدةِ البذلِ السَّخي، ومَوقفِ العزمِ الدؤوبِ
ما فيهِ إلا وحدةٌ للصَّفِ في اليومِ العَصيبِ
(2)
آتٍ الى بوابةٍ التَّاريخِ في أرضِ الجَنوبِ
آتٍ إليها أحضنُ الغالي من التُّربِ الخَضيبِ
آتٍ أُغازِلُهُ، أُناجيهِ، أُكفِّرُ عَنْ ذُنوبي
آتٍ لِفاطِمتي، تُطِلُ عليَّ من ليلِ الكُروبِ
وتقومُ تنهضُ مِنَ مآسيها مِنَ الجُرح الصَّبيبِ
آتٍ الى لبنانَ وهو يَتيهُ بالبُرْدِ القَشيبِ
بعباءَةِ الأبرارِ والنُّسَّاكِ فُرسانِ الحروبِ
المبدعينَ النَّصرَ، تاجَ العِزِ في الزَّمنِ الجَديبِ
(3)
مَنْ قالَ إنّا قَدْ هُزمنا في مواجهةِ الخُطوبِ
إنَّ الأُلى هُزِموا أباطرةُ المآثمِ والذَّنوبِ
فالفارسُ العربي أنَّى كانَ كالسَّهمِ المُصيبِ
ولهُ على مَرِّ الدُّهورِ النَّصرُ في اليومِ العصيبِ
(4)
هذي الكتائبُ، وهي تَدْفِقُ مثلَ شلالٍ رَهيبِ
لتقول يَومَ القُدسِ قَولَتَها على سَمْعِ الشُّعوبِ
قُولوا <<لنصر الله>> نَصرُ اللهَ آتٍ عَنْ قريبِ
فالقدسُ في الأسرِ المذلِّ، وعالمِ الحُزنِ الكئيبِ
فرضٌ علينا نحنُ نُصرتها على الخَصم الكذوبِ
نصرٌ على الخصمِ المداهنِ والمداجي واللَّعوبِ
هذي الكتائبُ أقسمت بالله صافيةَ القُلوبِ
لتظلَّ قَولتها تجلجلُ في النَّواحي والدُّروبِ
هي قُدسنا تبقى وإن مالتْ موازينُ الحروبِ
(5)
سمراءُ فاطمةُ الجنوب، حَبيبتي قُولي أجيبي
يا راية للنَّصر شامخةً على رأس الكثِيبِ
هذا أنا آتٍ إليكِ فعانقي كُوني نَصيبي
لأقولَ للأحزانِ عن عيني يا أحزانُ غِيبي
هذا أنا في حضنِ غاليتي على الصَّدرِ الرحيبِ
قلبانِ.. قلبٌ واحدٌ في ساعة الهول الرَّهيبِ
قلبانِ قلبٌ واحدٌ بالحبِ يخفقُ بالوجيبِ
(6)
مَرْمى العيونِ تلوحُ من <<حيفا>> تباشيرُ الوثوبِ
مَرمى العيونِ تجيءُ من <<عكا>> أغاريدُ الحبيبِ
مَرمى العيونِ تقولُها <<بيسانُ>> تهدرُ باللّهيبِ
بُشرى بالاستشهادِ يُعلي راية الحقِّ السَّليبِ
(7)
آتٍ الى لبنانَ في زَهوٍ بإعجازٍ عَجيبِ
آتٍ الى حيثُ التقت <<فيروزنا>> بالعندليبِ
ليقولها (يوماً سنرجعُ) يا عصافيرَ الجنوبِ
يوما الى الحي المُلفَّعِ بالغيومِ وبالطُّيوبِ
والقدسُ ترجع مثلما كانت محررةَ الدُّروبِ
<<والله أكبر>> فوقها نصرٌ على الخصمِ الغريبِ