طواف..

[راضية]

وقفت على الباب..يدى خجلى من أن ترتفع لتدقه..لكن قلبى ..لم يستأذنى ولم ينتظر أن يومىء له خجلى ليفعل..
آه..آه يارب من قلة الزاد وطول السفر..يارب ..ليس لدى أى مبرر لما اقترفت من ذنب..ولا أجد أى اعتذار يجب ما فعلت..لكن..ألوذ بك منك..ألوذ برحمتك من غضبك..وبرضاك من سخطك..
يارب خلقت كيد الشيطان ضعيفا..وخلقتنى ضعيفا..إنها حرب الضعفاء..ومن أين يأتى الضعف؟؟من البعد والعصيان..من الذنب وقهر الإيمان..لكن ماذا أفعل فى ضعفى؟؟هل أصبح الضعف قويا؟؟هل امتلك أغلالا يقيدنى بها فلا أستطيع حتى أن أرفع يدى لأدق باب حبيبى..؟؟..
ويضحك الضعف منى فيقول...لا سيدتى..أنا لا أمتلك أغلالا..لكن قائد جندى هو اليأس..إن نجح فى مهمته ابتلعك وعملك وسد عليك السبل..
صرخت:اليأس...اليأس مم؟؟وممن..من رحمة الله أم من مغفرته..من صبره أم من حنانه؟؟؟من نوره أم من أمانه؟؟
ورفعت رأسى فوجدت الباب مفتوحا..لم يكن مغلقا يوما..يا الله..حتى مع الكافرين الذين مازالوا على قيد الحياة ولم تبلغ أرواحهم الحلقوم..تنتظرهم..وتتعجلهم..وترسل إليهم تدعوهم..وتتحبب إليهم وهم يتبغضون إليك..وأنت عنهم غنى..بل وتستجيب لهم إن دعوك مخلصين لك الدين فكيف بالمسلم..فكيف بالمؤمن..فكيف بالتائب؟؟
يارب أتيناك وما فى جعبتنا زاد..أثقلتنا الذنوب ومزقتنا الخطوب ونبذتنا البلاد..وأنت رب العباد..فارحمنا بما ترحم به عبادك الصالحين..وأحينا فى ظل عفوك وحبك ورضاك آمنين..واجعلنا ممن تتوفاهم الملائكة طيبين..وارزقنا فرحة وشربة ماء من حوض نبيك الأمين.. لا نظمأ بعدها أبدا يوم الدين..إنك أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين..يارب العالمين..
آمين..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..