في حياتنا " بين الهزل ... والجد "
الحياة ليست كلها جاده
والحياة ليست كلها هازلة
والا تحولت في الاولى الى جحيم لايطاق .. وتحولت في الثانيه الى مسرح بهلواني كله تهريج وقهقهة.
الروح الجاده لابد لها من الاسترخاء لالتقاط الانفاس .. واستراحه تمنحها الاسترخاء وتبعدها عن كل مايشغل فكرها .. ويوتر اعصابها ..
بل ان تلك الروح على حد قول علماء النفس محتاجه الى ان تخرج من طور العقل الى طور مايشبه الجنون ( وليس الجنون بمعناه الصحيح ) بل يعني الخروج بها الى عالم خيالي لاافتراضات فيه .. ولاحدود فيه على ثرثرة اللسان ..وسقطات التخيل .
عالم يجد المرء نفسه فيه وسط حمى من الهذيان الصبياني الذي لايعرف له معنى سوى انه .. الارتقاء عن عقدة الضبط الفسيولوجي في تركيبته الجادة .. الى مناخ يسترخي فيه وينسى مفهوم الجديه والمساءله .
وكثيرون منا تمر بهم تجربة الهروب الى قول مالايعقل والى نطق مالايفهم .. والى ضحكه لم يثرها استنكار او استذكار في ساعات من نقلات حياتهم حتى ليتساءلون مع انفسهم في لحظه وعي (( أضرب من جنون الثرثرة مايقولون؟! ))
ولعلي احدى اللاتي يسعدن بالاسترخاء الهازل وارتاح اليه ساعة أن أجد ماحولي يثقل اعصابي ويشد عقلي بوثاق من الجديه الصارمة الصارخة .
وكما ان النوم استراحه للجسد فان لحظات الهروب من واقع الجديه المستمر استراحه للعقل وتنشيط لخلاياه .
انها محطة الانتظار عبر مشوار طويل ثقيل لابد من قطعه .
|