دم .. وقضية
لعل بعض أبياتها يفي
قيلت في استشهاد موت محمد الدرة
وما أكثر الدرر اليوم
-----------------------------
" دم وقضية " خمسون عاما
أقضا مضجع الحرِّ اغتماما
على ورق الدعاوى ماء حبر
يزيد هرائه (تال تعامى)
ينادي بالقضية في زجاج
كما رسم الغوي له ورامَ
ومن عجب لأهل الأرض يأتي
(أمير البوس) يقتاد الأنامَ
لمائدة الخسيفة والتجني
وضبطُ النفس مطلبه دواما
ولا مترجل للفصل يخطو
على ساح المذلة مستهاما
فلسطين الحبيبة امضي امضي
فنصرك لو علمت دنى مراما
سيهتف بالرؤى البيض استفيقي
دم أندى وأشلاء ترامى
محمد واحد شهدت دروب
له بالعزة العلياء هاما
يجيء إلى المخاوف ليس أمر
يراوده سوى يمضي أماما
فيمضي .. درب رفعته تأتّى
ووهج الشمع يبتهج ابتساما
ويمضي للعلا والورد غاف
وأطياف الوداع بكت غراما
محمد واحد من ألف جرح
وإن كان الحبيب قضى إماما
مضى تحدوه من أم رؤوم
مباركة .. ودمع العين هامَ
بُنيّ امضي وماء العين وجد
يزيد إذا يراك تقول ماما
مضى البطل المؤمل في حشود
رأت بفعالها ألا كلامَا
فبالحجر الكليم تميت وغدا
ويخزى خلفه وغد أقامَ
وبالحجر النطوق يداح ظلم
ويشفى صدر من ذاق الحِـمامَ
محمد فجر الأعداء غيظا
أهان كبارهم لما تسامى
تسامى في الورى أن كان شبلا
يُعرّفه الوغى أسد اليتامى
ولما سار في جمع التحدي
مشى لم يختلف يمنا وشاما
يرافقه ليوم الله قلب
أذاب النفس كي يحيى عصاما
وإذ بخليقة ليست بإنس
ترقب خطوة موتا زؤاما
وتنتشر الجموع تثور غضبى
وتنتفض الحجارة من أيامى
وينثر حقده الباغي رصاصا
يصيب ولا يصيب لهم ذِماما
ومن بين الجموع هتاف حرٍّ
كفى ظلما كفى ضيما إلى مَ
ليقصده الطغاة بفيض نار
تلقاها الصغير منى .. ونامَ
تموت الأرض والأنفاس تخبو
محمد مات .. حيوه قياما
إذا سقط الشهيد أبت نفوس
حياةً بعده ترضى اللِّـمامَ
ويسقط رافعا فينا سلاما
ليكتب موته معنى السلامَ
ويسقط هانئا بالنوم راحا
ونشقى بعده عاما وعاما
ويسقط في انتفاضته وسام
ويعلو صمتنا فينا (وساما)
__________________
للتواصل :
alburag@maktoob.com
|