أمرأة خالدة

[عبدالحفيظ احمد]

في رثاء الخالة/ حورية عبدالله المروعي

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
حياتك في فم الدنيا حياتي
اموتك هل يكون به مماتي؟
لأن مكانك في وسْط قلبي
مكان الامهات الفاضلات
وكيف ولا وانت كنت أمًا
على نفسي كباقي الامهاتِ
اسير اليك من شغفي وشوقي
على عجلٍ كسير العادياتِ
لالتمس البراءة وهي تضفي
عليّ من لديك كما الهباتِ
والثم كفك الطاهرْ لعلمي
بانه من كفوف المؤمناتِ
احقا قد مضيت - خلاك ذمٌ
وغادرت لدنيا الترّهاتِ
واضحت هذه الدنيا خلاء
من القلب السماوي الصفاتِ
واصبحت الديار بلا حياةٍ
وكانت في حياتك عامراتِ
وكانت كعبة القصّاد جاؤا
باعيادٍ وفوداً زائراتِ
دهاه الموت افزع كل حيٍ
وأسوأه مع الموت الفواتِ
اجول الطرف فيها لست القى
سوى باكين حولي وباكياتِ
***
عليك قد جرى ماكان قدماً
على ( احمد ) جرى في الخالياتِ
اتى الناعي فما صدقت حتى
رايتك بين جنبيّ الصَفاتِ
وادركت الحقيقة بعد حزنٍ
بأن الموت درب الكائناتِ
بان الموت غاية كل حيٍ
تعالى ام تدانى في الصفاتِ
مصير مصائرٍ شتى تلاقتْ
على بابهْ وفوداً ذاهبات
***
اقلـّب كل اوراقي لعّلي
اراكِ بين طي الذكرياتِ
وايام خلت قد كنت فيها
حياةَ للبنين وللبناتِ
نرى الدنيا بعينيك ضياءً
اذا ُحلكت ونهدى بالشياتِ
وسعت الكل خيراً دون منٍ
كمثل الشمس نوراً للجهاتِ
فكنتِ تكرمين فانت غيثٌ
يجاري الغيث في سح الهباتِ
وكنتِ ترحمين فانت امٌ
ولكن فوق كل الامهاتِ
وكنتِ تولمين فانت فينا
نظير لحاتمٍ في السيداتِ
ايطوي كل هذا جوف قبرٍ
تناهى موقعاَ وسط الفلاتِ
دفنا المكرماتِ هناك طراً
لانكِ انتِ كل المكرماتِ
فمن لي بعدكِ ام حنون
تمد اليّ ايدٍ حانياتِ
ومن ليّ بعدكِ قلب رؤوفُ
يعزعليه في الدنيا شتاتِ
ومن ليّ بعدكِ اذنٌ ستصغي
الى همي ودنيا مشكلاتِ
ومن ليّ بعدكِ وجه صبوحٌ
ارى فيه الصلاح من السماتِ
ومن ليّ بعدكِ صوت رخيم ٌ
تنزه عن سبابٍ او شماتِ
ينادي لي ويمطرني دعاء
وتعبق منه اخبار الرواةِ
ومن لي ( حورية ) اخرى بديلهْ
اذا غادرت نحو الحورياتِ
ُ نعزّى فيكِ من قومٍ كثيرٍ
ولكن من يعزّي للثباتِ
عزاؤنا ذكريات عنكِ تبقى
مع الايام دهراً خالداتِ
***
بنيها انتم الامل المرجّى
اذا ذهبت واضحت للرفاتِ
خذوا من دربها درساً وزاداً
لايامٍ ستأتي كالحاتِ
ليبقى ذكرها فينا زمانًا
نراجعه على مر الحياةِ
[/poet]