مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 17-05-2003, 11:35 PM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي

وصحيح صدق الشاعر الذي قال:
اذا أنت اكرمت الكريم ملكته وان أنت اكرمت الليئم تمردا
مو صحيح يا ليئمة.. صحيح كلام الشاعر يا عالية ـ فهو منطبق عليكم صحيح والا غير صحيح؟
ـ لم اسمع بهذا الشعر ابداً في حياتي.
قال بكل استهزاء وسخرية هذا قول لشاعر كبير، بتعرفي من يكون انه والدي ـ ها.. ها.. ها..
كان المحقق جالس فوق مقعده ينصت لما يقال، وكأنه حذف من الجلسة وأصبح على الهامش، حاول ان يغطي ذلك بقوله انا اعرف كيف اجعلك تتوسلين بي وتحبين قدمي، رايح أجعلك تأكلين التراب الموجود في الأرض، واجعل جسمك مأكلاً للحشرات، نهب الملف من يدي قائلاً الله يأخذ روحك.. انشاء الله. فكتب السؤال..
اثناء مداهمة المنزل عثر على أحد اعداد مجلة (الثورة الإسلامية) كيف تمكنت من الحصول عليها؟ وعن أي طريق تصل اليك؟
ـ تمكنت من الحصول عليها عبر صديقتي وهي التي تقوم بإرسالها.
من هي صديقتك اذكري اسمها؟ ومكان تواجدها حالياً؟
ـ صديقتي اسمها نوال محمد ومكان سكنها حالياً الدمام.
اين تم تعارفك عليها؟ وكيف تم اتفاقكما بحيث ترسل لك مجلة (الثورة الإسلامية)؟
ـ تم تعارفنا في احدى المناسبات حيث كان يقام حفلاً كبيراً، تم لقاءنا حيث كانت من ضمن الفتيات اللاتي يتقدمن لي بالسلام والتحية ـ
قاطعني مستهزءاً.. ايه بعد لازم يسلمون عليك.. الشيخة ام مهتدي أخذت في مواصلة الحديث دون ان اعيره أي اهتمام.. في بداية اللقاء طلبت مني ان اخرج معها لمدة خمس دقائق خارج الحفل، كان في ظني انها تريدني في مسألة فقهية أو أي مسألة خاصة، واذا بها قد أخرجت لي من حقيبتها عدد من مجلة (الثورة الإسلامية) إضافة إلى منشور صغير وحسب كما اتذكر انه كان يحث على الانفاق في سبيل الله، فكان لأول مرة أرى فيها مثل هذه الأشياء قال وهو منشداً مع الحكاية..
متى تم ذلك؟ وفي أي مناسبة؟ وهل اخذت المجلة والمنشور معك؟
ـ تم ذلك في اول عام نزلت فيه البلاد بعد الذهاب الى الدراسة الدينية وكانت المناسبة ولادة أحد الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) واعتقد انها كانت ذكرى مولد الإمام علي بن موسى الرضا(ع)، اما بشأن المنشور والمجلة فلم آخذهما معي لأنها اوصتني بأن اتصفحهما فقط حيث تأخذهم مني في نهاية الحفل رغم الحاحي الشديد باصطحابهما معي إلاّ انها رفضت قائلة بأنها سوف تسلمهم لفتاة أخرى هي على موعد معها، اما انا فوعدتني بالمراسلة لأن بحوزتها الكثير من المجلات.
أثرته من هذا الجانب، بدأ يتفاعل اكثر واكثر وينهال عليّ بأسئلته.
صديقتك نوال محمد من أي عائلة؟ اذكري عائلتها كاملاً؟
ـ اسمها نوال محمد المعيوف.
كيف كانت ترسل لك مجلة الثورة؟ وكيف كانت تتصل بك؟
ـ إتصلت بي ذات مرة وقالت انها سوف تسافر إلى امريكا مع زوجها في بعثة دراسية وسوف تجعلني اتعامل مع قريبتها واسمها فوزية وهي بدورها ستوصل لي كل شيء.
كم رقم هاتفها وكم مرة اتصلت بك؟ وفي ماذا تحدثتما؟
ـ للاسف الشديد لا يوجد في منزلهم تلفون، فقد كانت تتحدث معي من خلال تلفون الشارع، اتصلت بي ذات مرة ولم يحالفني الحظ فلم أكن موجودة حيث رفع سماعة الهاتف والدي للرد عليها والدي ـ
قال:ـ انت كذابة وانا متأكد انك تخترعين قصصاً للتحايل بها علينا فأنا لست مصدقا لما تقولين.. علا صوته وتعصب بشدة قائلاً:
قولي الصدق وإلا ستندمين.
ـ انني اقول الصدق واخذت اواصل الحديث.
ـ اتصلت بي للمرة الثانية..
وماذا حدث في المكالمة؟
ـ حالفني الحظ هذه المرة ورفعت السماعة، كنا نتفق على تحديد لقاء معين كي استلم الحاجات التي تحوي مجلات الثورة ومنشورات وغيرها تم تحديد اللقاء خلف مدرسة البنات الثانوية، حيث ستكون في اتم الاستعداد وتستقل سيارة تويوتا حمرا اللون، في تمام الساعة…. الو…… الو…… وانقطع الخط ولم نكمل اللقاء، انتظرتها ربما تتصل مرة أخرى ولكن بدون جدوى.. غابت الى الأبد.
كم الاعداد التي وصلتك من مجلة الثورة، وكيف تم ذلك؟
وصلني عدد واحد من مجلة الثورة الإسلامية رأيته ملقىً على باب منزلنا فعرفت انه منها.
اذكري مواصفاتها ومكان تواجدها حالياً؟
ـ هي طويلة، متوسطة القامة، عيونها خضراء، ترتدي نظارة طبية وسوف تنزل البلاد مع زوجها في شهر رمضان لقضاء الاجازة الصيفية مع الأهل والاقرباء.
ما هي الكتب التي كانت تصلك من الخارج؟ وما هي الكاسيتات التي كنت تسمعينها؟
ـ لم يصلني أي كتاب من الخارج، اما عن ا اسمعه من كاسيتات عبارة عن مجموعة قصائد في رثاء أهل البيت (عليهم السلام) والمصيبة الحسينية.
ضغط على زر في المكتب..
حضر الجندي، امره بإحضار الخيزران، وهو يقول اعترفي وإلا سأقطع لحملك واقطع اصابعك.
أحضر الخيزران.. أخذ يضرب بها فوق الطاولة بقوة وهو يصرخ في وجهي كذابة، كذابة..
أمرني أن أفتح يداي، فتحتهما وانا اكاد اتفجر من الضحك لأنه يذكرني بمدرسة الحساب حين كنا في الابتدائية حيث كانت تأمرنا بفتح ايدينا للضرب عقاباً لعدم حفظنا لجدول الضرب، ولكني تفاجأت حينما امرني بقلبها الى الخلف أخذ يضربني بقوة فوق الجزء الأعلى من الاصابع، في البداية استسلمت للضربة الأولى والثانية والثالثة ولم أتفوه بشيء، وبينما كنت التزم الصمت ازداد ضربه توهجاً حيث احسست ان مفاصل يدي تكاد تفصل عن بعضها البعض، لم أعد اتحمل، فقد ضاق وسعي وأخذ الآلم يزداد أطلقت صرخة مدوية في المكتب بنداء (يا مهدي) ازدادت عصبيته وأخذ ينهال عليّ ضرباً، انتقل من يدي إلى رأسي وبكل قواه انهال على جسدي من اعلى راسي الى أسفل قدمي ضربا مبرحاً لم أشعر بنفسي وقتها إلا وأنا وسط الزنزانة لا استطيع الحراك، فكل جزء مني أصبح متورماً كرمات الضرب الزرقاء والحمراء تظهر مريعة على جسدي، حتى انها اعاقتني عن القيام لتأدية فريضة الصلاة، استمر ذلك لما يقارب ثلاثة أيام، وبعد مرور يومين على ذلك الوقت تم استدعائي من جديد.

(10)

الزيارة الأولى:
…فور دخولي المكتب كانت المفاجأة العظيمة بالنسبة لي وجود أمي وأبي وجمع من المحققين من بينهم المحقق اللعين سعيد منصور والحقير عايض القحطاني، ومحمد عسيري، وظافر وسعد زهراني اضافة إلى مسؤول لجنة المحققين مع جنديين كانا يلزمان الوقوف خلف الباب، قد إحتلوا جميع المقاعد الموجودة، وقد حشرت الغرفة من دخان السيكار الذي يتطاير من الافواه، توسطت المقاعد طاولة صغيرة وضع عليها اكواب الشاي وفناجين القهوة، أما انا فلم يعد لي مقعد معهم، مع العلم انه في هذه المرة لم تكن السجّانة برفقتي اضافة الى انه تم انتزاع الكلبشة من يدي قبل دخولي غرفة التحقيق.
كنت سعيدة جداً برؤية والداي وبعد ان باشرت الجميع بالسلام، أخذت أبحث في الغرفة عن مقعد ولكني لم أجد، خرجت مني كلمات أثارت الجميع بقولي:ـ ما شاء الله.. محتلين جميع المقاعد وانا اين هو مكاني؟ أخذ كل واحد يحملق بي، ثم هممت بسحب طاولة صغيرة كانت قد اتخذت حيزاً في زاوية الغرفة وجلست فوقها مقابلة لوالدي ووالدتي بعد ان سملت عليهما وكان سلاماً جافاً جداً، لعدم تمكني من الاقتراب منهما لأن ذلك خلاف الأوامر، ضمن قائمة الممنوعات لدى المباحث.
آلمني منظر والدتي وهي تجهش بالبكاء، حيث لم تفلح محاولاتها في كتم ما اعتمل بداخلها من حزن ومهما حاولت، كان صدى النحيب والشجن ودمع العيون يفضحها، كنا نتمنى ان نتبادل العناق وقبلات الشوق والحنان، ولكن حالت الأوامر المتسلطة بيني وبينها.
قال المحقق: ها هم اهلك أتوا كي يطمئنوا عليك، فنحن قلنا لهم انك بخير وبصحة جيدة لا ينقصك شيء هنا وفي راحة تامة والجميع بخدمتك اليس صحيح؟
لزمت الصمت، اجابتهم والدتي بصوت حزين (طيبين فيكم الخير والبركة" أخذ المحقق يسهب في الحديث مع والدي عن أمن الدولة وما سعت فيه من توفير حاجيات الشعب من مدارس ومعاهد وانه لا بد على كل مواطن المحافظة على أمن الدولة وان يكون الشعب يدعون للحكومة وان يعمل الجميع على فضح المخربين في البلاد وما شابه ذلك.
هذا وكان المحقق يقاطعني بين فترة وأخرى، حينما اهوم بالكلام، خوفاً من افلات لساني حتى لا يفضحهم وحتى لا استجلب انتباه والدي ووالدتي للمعاملة السيئة التي الاقيها في السجن.
هنا انتهزت فرصة حديثة مع والدي، وفرصة صمت الجميع ـ سألت والدتي عن اخبارها واخبار اخوتي الصغار والكبار، واخبار الناس والجيران.
اجابتني انهم بخير ويهدونك السلام..
كان المحقق يتصنع في الحديث مع والدي ويتظاهر انه مندمج معه في الكلام لكن نظراته كانت تحملق بي وسمعه يصغي لحديثي مع والدتي، كذلك كان الجميع جدران بآذان.
بعد ان لزم المحقق الصمت لهنيهة من الوقت تناول على اثرها سحقات من الشاي.
قلت لوادي، انا سعيدة لوجودي في هذا المكان وأنا مرتاحة وصحتي جيدة، لقد سمنت كثيراً، حتى انظروا إلى يداي من كثرة الاكل اكل الفواكه والخضار والرز الامريكي ليل نهار، انظروا، المحقق يحاول مقاطعتي لكني لم ادع له فرصة، لي زميلة في السجن هي بخير الرجاء توصيل السلام لاهلها.
انظري يا والدتي وانت يا والدي بالفعل لقد سمنت فالفواكة منشطة جداً (رفعت اكمامي لترى يداي، أخذا ينظران الى آثار الضرب الحمراء والخدوش المليئة بالدم من اثر الرطوبة الخانقة وعضّ الحشرات داخل الزنزانة) انظروا إلى يداي وانا اقلبهما تارة بعد أخرى، كادت والدتي تصل لحالة الاغماء فازداد نحيبها وعلا بكاؤها متألمة لأجلي.
اما والدي فكان ينظر الي ويعتصر من الالم في داخله، فهو لا يستطيع ان يقول لهم شيئاً سوى مسايرتهم في الكلام.
ولكني اردت إعادة روح الاطمئنان والسكينة لوادي ووالدتي (لا تخافوا عليّ انا ابنتكم وتربيتكم، بلغوا سلامي لجميع الناس ولا ينسوني من الدعاء، كذلك انتم..
كان المحقق مع البقية كالمتفرجين في صالة للعرض، كانوا جالسين على اعصابهم وقد غطت وجوههم علامات التعجب والاستغراب وكأنهم يريدون الانتقام تعبر عن ذلك نظراتهم الحادة الشرسة، وتنهداتهم الملئية بالحقد الساخر والبله الاعمى.
بعد مضي نصف ساعة تقريباً اعلن المحقق انتهاء الزيارة حيث أمر أهلي بالجلوس لحين انصرف الى الزنزانة.
شكرته على اتاحة الفرصة لهذه الهدية الثمينة بمقابلة اهلي والاطمئنان عليهم ختمت حديثي معه بأن تكون هذه الزيارة دوم وليس يوم إنشاء الله.
تفاجأ الجميع، احسست ان في كلامي اهانة وإحراج كبيرين للمحقق، حيث بدأ الغضب يرتسم على وجهه ويبرز على مظهره، نظر إلي وهو يضغط باسنانه العليا فوق شفتيه، محاولاً السيطرة على اعصابه قائلاً الى والدي انظروا أمرتوها بالذهاب الى الدراسة الدينية والحين بتتفلسف علينا والدتي اثارها العجب بأني اتحدث معهم بهذه اللهجة (شدت يدي بحركة خفيفة من الخلف كأنها تريد اسكاتي حاولت ان تغطي الامر بقولها.. هي دائماً تتكلم هكذا وهي لم تذهب إلى الدراسة) مسكينة والدتي كانت طيبة وحسب تعبيرنا (على نياتها لا تعلم بشيء).
أجبتهم المهم لا تقلقوا عليّ فلديهم علم بأني ذهبت إلى الدراسة الدينية مرتين فوراً قاطعني المحقق وقبل ان اصرح بشيء آخر أصر بإخراجي من المكتب..
توجهت الى الزنزانة وانا سعيدة برؤية أهلي ومحادثتي معهم، وكنت وقتها متأكدة بأن والدتي ستنقل كل ما رأته وسمعته لكل من يسأل عني، رغم هذا كنت اتوقع وانتظر العقاب الصارم لجميع التصرفات التي صدرت مني اثناء المقابلة والله اعلم بما سيكون في الجلسة القادمة اتمنى ان أخرج منها بسلام..
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)



 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م