مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-05-2003, 11:10 AM
أمير المعالي أمير المعالي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 4
إفتراضي حمراء الاستجابة !

بعد فاجعة العراق الأخيرة ؛ أصيب عدد من الناس وافر بنوع من الإحباط جراء ما حصل ، إذ العراق كانت غير متوقعة السقوط بهذه الطريقة ، وما تبع سقوطها من تدمير متعمد ، وإرهاق لأهل العراقة ، فحدث بين صفوف البعض نوع من اليأس والشعور بتأخر نصر الله تعالى ، وتعدى الأمر عند آخرين إلى ترك الدعاء ، والتكلم فيه قدحا وتذمرا !

إن ما مر علينا وعلى أمتنا المباركة في أحداث العراق الأخيرة ، لهو كارثة كبيرة في حركة حياة الأمم ، فقبل العراق فلسطين الحبيبة ، وما بينهما من وقائع في عمر التاريخ كثير جليل ، فليس الدمار والهزيمة على صعيد المجال الحربي ـ إن هو إلا دمار العمران والبنى التحية للمجتمعات ـ إنما دمار المسلم في ذاته وفكره وروحه وتعلقاته .

غير أننا دائما يظهر لنا الجانب المادي المشاهد ، ويغيب عنا الجانب المعنوي الصارخ ، كمثل اهتمامنا بالدعاء والقنوت ، وترك التحرك الواعي المنهجي لبناء الأمة ، وتتبع سنن النصر المبين .

ويطيب لنا دائما ـ إذ نحن نذكر النصر وفلسطين وكرامة هذه الأمة ـ يطيب لنا ذكر الناصر صلاح الدين الأيوبي ، ونصره الكبير وتحرير بيت المقدس ، وتطهيره من رجس الأعداء ، نعم ، وكأن صلاح الدين كان وليد يومه ، أتى به الله تعالى في تلك السنوات من أجل تحرير القدس الشريف ، ويغيب عنا أن صلاح الدين الأيوبي رحمة الله عليه ، ما هو إلا نتاج حركة واعية استمرت لعشرات السنين ، حركة شملت مناحي حياة المجتمع المسلم وقتها ، وحرصت على لمس كافة المحركات النفسية والعلمية والفكرية والدعوية فيه ، فكان النتاج طبيعيا ؛ وفق سنن الله المبثوثة في الكون وفي الآفاق .

وبنظرة فاحصة مؤمنة واعية ، لما مر على الصحابة الكرام ، إذ هم ضيق شديد ، وكرب قوي ، وصل بهم الأمر إلى التكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول خباب بن الأرت رضي الله عنه شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا : ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا . فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، ما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " . البخاري وأبي داود .

ندرك أنه هو ذا نفسه السؤال يتكرر اليوم ، مع فارق الجيل القرآني الفريد ، ذاك الجيل الذي كان يعاني من العذاب ما يعاني ، ثم تتنزل عليه آيات بينات ، تنقله إلى ساحة أوسع من الفكر والتطلع ، وسعة العمل الدعوي والإيماني ، قال تعالى : ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ * )


يقول صاحب الظلال : ( نزلت الآيات تبشر بغلبة أهل الكتاب من الروم في بضع سنين غلبة يفرح لها المؤمنون ، الذين يودون انتصار ملة الإيمان من كل دين .

ولكن القرآن لم يقف بالمسلمين وخصومهم عند هذا الوعد ، ولا في حدود ذلك الحادث . إنما كانت هذه مناسبة لينطلق بهم إلى آفاق أبعد وآماد أوسع من ذلك الحادث الموقوت . وليصلهم بالكون كله ، وليربط بين سنة الله في نصر العقيدة السماوية والحق الكبير الذي قامت عليه السماوات والأرض وما بينهما . وليصل بين ماضي البشرية وحاضرها ومستقبلها . ثم يستطرد بها إلى الحياة الأخرى بعد هذه الحياة الدنيا ، وإلى العالم الآخر بعد عالم الأرض المحدود . ثم يطوف بهم في مشاهد الكون ، وفي أغوار النفس ، وفي أحوال البشر ، وفي عجائب الفطر . . فإذا هم في ذلك المحيط الهائل الضخم الرحيب يطلعون على آفاق من المعرفة ترفع حياتهم وتطلقها ، وتوسع آمادها وأهدافها ، وتخرجهم من تلك العزلة الضيقة . عزلة المكان والزمان والحادث . إلى فسحة الكون كله:ماضيه وحاضره ومستقبله ، وإلى نواميس الكون وسننه وروابطه .

ومن ثم يرتفع تصورهم لحقيقة الارتباطات وحقيقة العلاقات في هذا الكون الكبير . ويشعرون بضخامة النواميس التي تحكم هذا الكون , وتحكم فطرة البشر ؛ ودقة السنن التي تصرف حياة الناس وأحداث الحياة ، وتحدد مواضع النصر ومواضع الهزيمة ؛ وعدالة الموازين التي تقدر بها أعمال الخلق ، ويقوم بها نشاطهم في هذه الأرض ، ويلقون على أساسها الجزاء في الدنيا والآخرة .

وفي ظل ذلك التصور المرتفع الواسع الشامل تتكشف عالمية هذه الدعوة وارتباطها بأوضاع العالم كله من حولها - حتى وهي ناشئة في مكة محصورة بين شعابها وجبالها - ويتسع مجالها فلا تعود مرتبطة بهذه الأرض وحدها إنما هي مرتبطة كذلك بفطرة هذا الكون ونواميسه الكبرى ، وفطرة النفس البشرية وأطوارها ، وماضي هذه البشرية ومستقبلها . لا على هذه الأرض وحدها ، ولكن كذلك في العالم الآخر الوثيق الصلة بها والارتباط .

وكذلك يرتبط قلب المسلم بتلك الآفاق والآماد ؛ ويتكيف على ضوئها شعوره وتصوره للحياة والقيم ؛ ويتطلع إلى السماء والآخرة ؛ ويتلفت حواليه على العجائب والأسرار ؛ وخلفه وقدامه على الحوادث والمصائر . ويدرك موقفه هو وموقف أمته في ذلك الخضم الهائل ، ويعرف قيمته هو وقيمة عقيدته في حساب الناس وحساب الله ، فيؤدي حينئذ دوره على بصيرة ، وينهض بتكاليفه في ثقة وطمأنينة واهتمام . )

ثم يقول رحمه الله : ( وأول هذه الإيحاءات ذلك الترابط بين الشرك والكفر في كل مكان وزمان أمام دعوة التوحيد والإيمان . ومع أن الدول قديما لم تكن شديدة الاتصال , والأمم لم تكن وثيقة الاربتاط كما هو الشأن في عصرنا الحاضر . مع هذا فإن المشركين في مكة كانوا يحسون أن انتصار المشركين في أي مكان على أهل الكتاب هو انتصار لهم ; وكان المسلمون كذلك يحسون أن هناك ما يربطهم بأهل الكتاب , وكان يسوءهم أن ينتصر المشركون في أي مكان ; وكانوا يدركون أن دعوتهم وأن قضيتهم ليست في عزلة عما يجري في أنحاء العالم من حولهم , ويؤثر في قضية الكفر والإيمان .

وهذه الحقيقة البارزة هي التي يغفل عنها الكثيرون من أهل زماننا ؛ ولا ينتبهون إليها كما انتبه المسلمون والمشركون في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم . منذ حوالي أربعة عشر قرنا . ومن ثم ينحصرون داخل حدود جغرافية أو جنسية ؛ ولا يدركون أن القضية في حقيقتها هي قضية الكفر والإيمان ؛ وأن المعركة في صميمها هي المعركة بين حزب الله وحزب الشيطان .

وما أحوج المسلمين اليوم في جميع بقاع الأرض أن يدركوا طبيعة المعركة ، وحقيقة القضية ؛ فلا تلهيهم عنها تلك الأعلام الزائفة التي تتستر بها أحزاب الشرك والكفر ، فإنهم لا يحاربون المسلمين إلا على العقيدة ، مهما تنوعت العلل والأسباب .

والإيحاء الآخر هو تلك الثقة المطلقة في وعد الله , كما تبدو في قولة أبي بكر - رضي الله عنه - في غير تلعثم ولا تردد ، والمشركون يعجبونه من قول صاحبه ؛ فما يزيد على أن يقول:صدق . ويراهنونه فيراهن وهو واثق . ثم يتحقق وعد الله ، في الأجل الذي حدده : " في بضع سنين " . . وهذه الثقة المطلقة على هذا النحو الرائع هي التي ملأت قلوب المسلمين قوة ويقينا وثباتا في وجه العقبات والآلام والمحن ، حتى تمت كلمة الله وحق وعد الله . وهي عدة كل ذي عقيدة في الجهاد الشاق الطويل . والإيحاء الثالث هو في تلك الجملة المعترضة في مساق الخبر , من قول الله سبحانه: " لله الأمر من قبل ومن بعد " . . والمسارعة برد الأمر كله لله . في هذا الحادث وفي سواه . وتقرير هذه الحقيقة الكلية ، لتكون ميزان الموقف وميزان كل موقف . فالنصر والهزيمة ، وظهور الدول ودثورها ، وضعفها وقوتها . شأنه شأن سائر ما يقع في هذا الكون من أحداث ومن أحوال ، مرده كله إلى الله ، يصرفه كيف شاء ، وفق حكمته ووفق مراده . وما الأحداث والأحوال إلا آثار لهذه الإرادة المطلقة ، التي ليس لأحد عليها من سلطان ؛ ولا يدري أحد ما وراءها من الحكمة ؛ ولا يعرف مصادرها ومواردها إلا الله . و إذن فالتسليم والاستسلام هو أقصى ما يملكه البشر أمام الأحوال والأحداث التي يجريها الله وفق قدر مرسوم . ) في ظلال القرآن .

رحم الله الأستاذ سيد ! .
__________________
<center>

نحن لا نرضى بنار الغســـــق *** نحن لا نرضى بنور الشفـــــــق

نحن لا نرضى بنجم الصبح لاح *** لا و لا نرضى تباشير الصباح

نحن لا نرضى نجوما لامعـــة *** أنما نبغي شموسا طالعــــــــــة



</center>
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م