يحكى أن الزاهد ابن السماك واعظ هارون الرشيد (قال له صديق : الميعاد بيني و بينك غدا نتعاتب) .. كأنها كانت هفوة من ابن السماك أو زلة تعكر لها قلب صديقه .. فقال له ابن السماك رحمه الله تعالى : بل بيني و بينك غذا نتغافر .
جواب يأخذ بمجامع القلوب، ملؤه فقه و واقعية، يشير إلى وجود قلب وراء هذا اللسان يلذعه واقع المسلمين، و تؤلمه أسباب تفرقهم.
فلماذا التعاتب المكفهر بينا ؟ كل منا يطلب من صاحبه أن يكون معصوما
أليس التغافر أولى و أطهر و أبرد للقلب؟
أليس جميل أن تقول لأخيك كلما صافحته : رب لغفر لي و لأخي هذا، ثم تضمر في قلبك أنك قد غفرت له تقصيره تجاهك ؟
أو ليس عبوس التعاتب تعكيرا تصطاد الفتن فيه كيف تشاء ؟ بلى و الله.
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
من اليوم تعارفنا = و نطوي ما جرى منا
فلا كان و لا صار = ولا قلتم و لا قلنا
و ان كان و لا بد = من العتب فبالحسنى