مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #2  
قديم 24-06-2003, 06:03 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي



.

مكانتها عند أهل البيت (عليهم السلام)

مما يؤكد مكانتها وجليل منزلتها ورفيع قدرها أن الحسين (عليه السلام) كان قد عهد إليها في حفظ العيال والأطفال والقيام بشؤونهم بعد قتله.

وكذلك أوصى لها في الظاهر في إبلاغ الأحكام والمعارف والأجوبة على المسائل. وإن كان الواقع هذا يخرج عن الإمام زين العابدين. وما ذاك إلا محافظة على الإمام (عليه السلام). وستراً عليه من كيد الأعداء وطغيان بني أمية الذين تمادوا في ظلم أهل البيت. إن قيام زينب بالمهمات الدينية والشرعية وهي تتلقى العلوم من الإمام زين العابدين بن علي، فيه من التأكيد على جلالة قدرها ما لا يخفى على لبيب وفطين.

علم السيدة زينب

لقد اهتمت السيدة زينب بتلقي العلم والمعرفة منذ نعومة أظفارها وفي وقت مبكر من حياتها، حيث أنها روت عن أمها فاطمة (عليها السلام) .

وقد أشار ابن أبي الحديد المعتزلي إلى أسانيد خطبة الزهراء للاحتجاج حول منطقة فدك إلى أسانيد منتهية كلها إلى السيدة زينب نقلاً عن أبي بكر الجوهري.

وكما روت عن أمها الزهراء، فقد روت أيضاً عن أبيها علي، وعن أخويها الحسنين. ( زينب الكبرى، النقدي: ص35).

ولم تختزن السيدة زينب العلم لنفسها أو تحتكره لذاتها بل أفاضت من معارفها ومروياتها على أبناء الأمة، فكانت تتحدث ليس فقط للنساء بل حدثت العديد من رجالات بيتها وسائر الأصحاب والتابعين، فقد روى عنها جابر، وعباد العامري، وابن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين، وروى عنها حبر الأمة عبد الله بن عباس، وزوجها عبد الله بن جعفر، وروى عنها محمد بن عمر الهاشمي، وعطاء بن السائب، وروى عنها أحمد بن محمد بن جابر، وزيد بن علي بن الحسين) (زينب الكبرى، النقدي: ص37).

ويكفي لإدراك مقام زينب الريادي في ميدان المعرفة والعلم أن نتأمل ما رواه الصدوق محمد بن بابويه (طاب ثراه) من أنه كانت لزينب نيابة خاصة عن الإمام الحسين (عليه السلام) بعد شهادته، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرم حتى برئ زين العابدين.

كما أن شهادة الإمام زين العابدين في حقها لم تكن جزافاً ولا مبالغة وهو الإمام المعصوم حيث قال لها: (أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهّمة)

فهذه العبارة دلالة كبيرة ومهمة في التأكيد على علمها وسعة معرفتها وأن هذه العلوم التي لديها ليست كسبية شأن الناس الذين يتعلمون والفقهاء والعلماء الذين يأخذون العلم على بعضهم البعض. وإنما هي في ذلك شأن آبائها الطاهرين في علومهم وأنها كانت على هذه الدرجة من الإلهام وتحصل لها المعرفة بواسطته. وأنها تنال من الفيض الإلهي في المعرفة والعلم ما تمتاز به عن غيرها وتسمو إلى المقامات العالية المراتب الفائقة بحيث لا يضاهيها أحد سوى الأئمة الأطهار معدن العلم ومستودعه.


عبادتها

لقد عاشت زينب (عليها السلام) آفاق المعرفة الصحيحة والدقيقة والشاملة وأجواء الروحانية والقدسية في ظل أخويها وأمها وأبيها وجدها (صلوات الله عليهم أجمعين). وتربت عليها في جميع جهاتها وأنحائها، وهم (عليهم السلام) العابدون الحقيقيون بكل مراحلها واعتباراتها. وأهل العبادة فيها، ولذلك ما تركت زينب العبادة في أحلك الأوقات، وأصعب الحالات وأمضى الآلام والمحن. وهل هناك محنة أشد وأصعب وأكثر ألماً من محنة كربلاء التي واجهت زينب فيها ما لا يمكن أن يتحمله إنسان آخر مهما بلغ من قوة التحمل والصبر.

ورغم هذا لم تنقطع زينب عن عبادتها ونوافلها وتلاوة كتاب الله، فليلة العاشر وهي أشد الليالي وأصعبها وأخطرها وأمضّها، حيث أنها تعلم بالمصير الذي يجري على أخيها الحسين وعلى أهل بيته وأبنائه وأخوته وأصحابه، وتحوط بها المتاعب والمخاطر من كل الجهات. ومع ذلك لم تزل قائمة راكعة ساجدة تالية للقرآن صابرة محتسبة. بل في ليلة الحادي عشر من محرّم تلك الليلة التي قامت بها بحفظ العيال والأطفال وتولت حراستهم والمهام الأخرى التي ألقيت على عاتقها وعهد الحسين (عليه السلام) بها إليها. ومنها المحافظة على الإمام زين العابدين، التي تعني المحافظة على الإمامة التي عهد الله لعباده مع هذا الحال لم تترك عبادتها، وما يترتب عليها من صلوات ونوافل بل وهي في طريق الأسر إلى الكوفة ثم إلى الشام لم تترك العبادة. إنها قطعاً دون المعصومين عبادة، ولكنها حاكت درجة الأوصياء في العبادة وفاقت العارفين والمجتهدين والعابدين من أهل الصلاح والدين والاتصال بالله والتمحض له.

أم المصائب

زينب هي النموذج الأسمى في الصبر. لقد واجهت وعاشت المصائب، من طفولتها وأيام صباها، فقد لازمتها المصائب والمحن كأنها وإياها قرينان، حتى سميت بأم المصائب، لقد فقدت جدها الرسول الكريم وفقده مأساة عظيمة لأن وجوده كان حياة للمسلمين، وفقدت أمها البتول، وفقدت أباها أمير المؤمنين وعاشت مأساة شهادته في محرابه بين مناجاته وصلاته، ثم جاءت كربلاء ومحنتها الشديدة فهي أشد المحن، وأقسى النوائب، وأفجع الحوادث عليها، لقد شهدت قتل الحسين وأبنائه وإخوته وأبناء عمومته وأصحابه بشكل وحشي همجي، بعيداً عن الرحمة والشفقة. وعاشت محنة الأسر وذله، وعاشت ذل الموقف بين يدي القتلة. وعاشت حقدهم وشماتتهم ومر عدوانهم وجبروتهم وطغيانهم، وأصرت على ذلك كله، وعاشت المسؤولية الكبرى ومهامها في حفظ العيال والأطفال، والقيام بواجبهم والقيام أيضاً بواجب الوصية التي عهدها إليها أخوها الحسين.

ولذلك كان صبر زينب صبر الأنبياء، وصبر الأوصياء والأصفياء، وحتى أن الصبر عجز عن صبرها.

أسفارها

أجمع المؤرخون على أن السيدة زينب (عليها السلام) سافرت أولاً مع أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) من المدينة إلى عاصمة حكمه الكوفة.

ورجعت إلى مسقط رأسها المدينة المنورة مع أخيها الحسن سيد شباب أهل الجنة وأول السبطين. وفي عام ستين للهجرة سافرت مع أخيها الحسين (عليها السلام) ريحانة رسول الله إلى كربلاء للمرة الثانية. وأخذت من العراق بعد واقعة الطفل إلى الكوفة أسيرة مع السجاد زين العابدين (عليه السلام) وعيالات الحسين ومن معهم من نساء الهاشميين والأنصار، ومنها صيرت إلى الشام، ومكثت بالشام أسيرة، وبعدها رجعت إلى العراق مع السجاد زين العابدين (عليه السلام) إلى كربلاء لتجديد العهد بزيارة أخيها الحسين والشهداء معه من آل رسول الله، ورجعت منها إلى المدينة في حالة مشجية.

والسفرة الأخيرة، كانت مع زوجها عبد الله بن جعفر (رحمه الله) حين جاء بها إلى قرية قرب دمشق ليتعاهد أمور ملكه وفي هذه السفرة توفيت ودفنت في هذه القرية. والتي تبعد عنها من الجهة الشرقية الجنوبية ما يقرب من سبعة كيلومترات، وتعرف اليوم بقرية (قبر الست)، ولم يحدثنا التاريخ عن غير هذه السفرات للسيدة زينب (عليها السلام).

وفاتها

لم تمكث العقيلة بعد فاجعة كربلاء إلا زمناً قليلاً حتى تناهبت الأمراض جسمها، ولازمت الفراش وهي تعاني آلام المرض، وما هو أشق منه وهو ما جرى عليها من الرزايا، وكان ماثلة أمامها حتى الساعات الأخيرة من حياتها، وقد وافتها المنية ولسانها يلهج بذكر الله وتلاوة كتابه، وقد صعدت روحها الطاهرة إلى السماء كأسمى روح صعدت إلى الله تحفّها ملائكة الرحمن.

وكان تاريخ وفاتها على أرجح الأقوال يوم الأحد لخمسة عشر مضين من شهر رجب سنة (62)، وقد آن لقلبها الذي مزقته الكوارث أن يسكن ولجسمها المعذّب أن يستريح.

أما قبرها فإن المشهور في الأوساط الإسلامية أنه موجود في الشام حيث هو قائم الآن، وقد أُحيط بهالة من التقديس والتعظيم، وتؤمّه الملايين من الزائرين متبركين ومتوسلين به إلى الله تعالى، شأنه شأن مرقد أخيها أبي الأحرار (عليه السلام) الذي صار أعز مرقد في الأرض.

فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت صابرة محتسبة ويوم تبعث حية مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م