ضحك على الدقون ويا قلبي لا تحزن

[عنترنيت]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بينما كانت متقوقعاً في مكتبي ذات صباح مغبر تفاجأت بحركة غريبة في الشارع العام الذي يطل علية مكتبي المتواضع وذلك بوجود أعداد كبيرة وغفيرة من عمال النظافة الذين لم أشاهدهم منذ اكثر من سبعة اشهر وكانوا في قمة النشاط والهمة فأخذوا بتنظيف الشارع بكل أمانة مما جعلني ارفع اكف الدعاء للمولى عز وجل للمسؤول الذي أوعز لهم بأن يراعوا الله في عملهم
ولكن 00000
همس إلي أحد الأصدقاء أن مسؤولا كبيرا سوف يقوم بافتتاح مبنى خاص ( لجهة معينة ) وبما أن هذا المبنى لا يبعد عن مكتبي سوى بضعة أمتار رأيت العجب
تخيلوا ( والله على ما أقول شهيد )

أن الشوارع الفرعية للشارع العام بها من المطبات والحفر الصغيرة والكبيرة ناهيك عن الزبالة التي تقبع لأكثر من يومين في البراميل الخاصة بها والتي أصبحت لا تستوعب الكم الهائل من ( القمامة ) لترسم لنا صورة بهية لأجمل شوارع مدينتي التي أصبحت مرتع للقرود ( عوضاً ) عن الغزلان والتي وجدت لها مطاعم فاخرة لتقتات منها مع بداية كل صبح جميل

المهم

في خلال سويعات قليلة أصبحت الشوارع الفرعية تنافست شوارع جنيف وباريس
وأيضا خلال سويعات قليلة جأت المعدات لتزفلت لنا الشوارع الفرعية لتصبح منظرها يفتح النفس حتى إنني حدثت نفسي ( يا ولد قم وطق لك كم صورة فهذا حدث لا يتكرر إلا مرة في كل زيارة مسؤول ) لأحكي للتاريخ مدى حرص الراعي بالنعاج أسف اقصد الرعية
وحينما جأت ساعة الصفر المنتظرة ( أي وقت زيارة المسؤول )
وقد اصطفت طوابير من أفراد الأمن والحراسات من أصحاب الكروش والوجيه العابسة لتمنع دخول السيارات حتى يتسنى لمسئولنا الحبيب الوصول لموقع الحفل والذي صُرف له ومن اجله مبالغ قد يتهمني البعض بالمبالغة لو أنني تجرأت وذكرت نصف وليس كل المبلغ
وكعادتنا اصطفينا لنشاهد المسؤول عن قرب فهذا حدث تاريخي لأننا لا نشاهد المسؤولين إلا من خلف أجهزة التلفزيون ونحن نصفق ونهتف 0 ( يا مدور الهين ترى الكايد أحلى )
وقد كان الحفل كا المعتاد توزيع الابتسامات الباهتة وتبادل الأكاذيب والوعود والنفاق الاجتماعي بين المسؤول وأصحاب الحفل ( ومابة جديد ) أصبحت لدينا خبرة ببرامج الاحتفالات التي تقام سبع مرات في الأسبوع مما جعل أذناب وبطانة هذا الوطن تنشط لتمارس هوايتها المحببة في تزييف الوقائع والحقائق بما فيها الشوارع ونظافتها إذا كيف بالأمور الأخرى التي ينقلوها في تقاريرهم الدموية لهؤلاء المسؤولين بمباركة المسؤولين

وبعد ساعة واحدة فقط منذ ذهاب المسؤول وأنتها الحفل البهيج
عادت حليمة لعادتها القديمة
لم نشاهد ولا حتى عامل واحد لا في الشارع الرئيسي ولا الفرعي
ولم نشاهد السيارات الخاصة بنقل الزبالة
ولم نشاهد التنظيم المروري الراقي حينما كان المسؤول في طريقة إلينا
بقيت القرود ترتع في شوارعنا والمنافقين يقفون خلف المسؤولين

حينها رفعت اكف الدعاء مرة أخرى عليهم وليس لهم

اللهم 00000000000
اللهم 000000000000
اللهم 000000000000

آمين
المواطن عنترنيت