منوع ومفيد

[أبو الجوري]

المجاهرون في المعاصي بعيدون عن رحمة الله

من التوجيهات النبوية الكريمة التي تحث على الفضائل وتحارب الرذائل
تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من المجاهرة بالمعصية
إذا ما تغلب الشيطان على الإنسان وأوقعه في حبائله
...

فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم قال :
كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملا بالليل فيستره ربه ثم يصبح فيكشف
ستر الله عنه
ويشرح الشيخ عطية صقر معاني ودلالات هذا الحديث فيقول
يبين هذا الحديث ان جميع المؤمنين مشمولون بعفو الله ورحمته اذا استقامو على الطريق المستقيم
فامتثلو اوامره ولم يتجاوزوا حدوده
وإذا وقعت منهم خطيئة شعروا بالتقصير واستحيوا من الله فسارعوا الى الندم والتوبة
واستحيوا من الناس ان ينكشف سترهم ويظهر خطأهم
واقبلوا بعد التوبة على الطاعة يستمطرون بها رحمة الله ويلتمسون عفوه قال تعالى في صفات المتقين
والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم
ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
ال عمران 135
اما المجاهرون بالمعصية مستصغرون لذنوبهم غير مبالين بجريمتهم مغرورون بحلم الله عليهم وامهاله اياهم
وهذه هي صفة المنافقين الذين يقول فيهم الحديث
المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف ان يقع عليه والمنافق يرى ذنبه ذدباب مر على انفه فأطاره
والمجاهرون بالمعاصي يحركون في الناس الرغبة الى الشر فهم يدعون الى المنكر
ويحرضون عليه ويهزؤون بالمعروف ويصدون عنه وهذا هو سلوك المنافقين المذكورفي قوله سبحانه وتعالى
المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
التوبة 67
والمجاهرون بالمعاصي يحملون اوزارهم واوزار من قلدهم وسار على نهجهم ففي الحديث الشريف
من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة
والمجاهرون بالمعصية تبلد حسهم ومات شعورهم وعميت بصائرهم لان الحياء نزع منهم
والحياء اذا نزع من شخص لا يتورع عن معصية من المعاصي لانه لا يرى فيها باسا ولا حرجا وصدق النبي صلى الله عليه وسلم اذ يقول
ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت

وليعلم الذين يتسترون بالمعصية حياء من الله انهم في محل الرجاء ان يغفر الله لهم
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
ان الله ليدني المؤمن فيضع عليه كنفه
ويستره من الناس فيقول اتعرف ذنب كذا ؟
اتعرف ذنب كذا ؟
فيقول نعم يا رب حتى اذا قرره بذنوبه فرأى في نفسه أنه قد هلك قال له
يا عبدي اني لم استرها عليك في الدنيا الا وانااريد ان اغفرها لك اليوم
فيعطى كتاب حسناته
ان هذا التوجيه النبوي الكريم يريد من المسلمين ان يتحلو بزينة الحياء فهو شعبة من شعب الايمان ولا ياتي الا بخير
منقول للفائدة
يرجى تمريرها لكي يعم الخير والثواب بإذن الله تعالى
ولا تنسونا من الدعاء

************************************************** *******************