الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد
فالتثبت في سماع الأخبار وتمحيصها ونقلها وإذاعتها والبناء عليها أصل كبير نافع أمر الله به ورسوله ، قال تعالى [ ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ] ، فأمر بالتثبت ، وأخبر بالأضرار المترتبة على عدم التثبت ، وأن من تثبت لم يندم ، وأشار إلى الميزان في ذلك في قوله [ أن تصيبوا قوما بجهالة ] ، وأنه العلم والتحقق في الإصابة أو عدمه ، فمن تحقق وعلم كيف يسمع ، وكيف ينقل ، وكيف يعمل ، فهو الحازم المصيب ، ومن كان بضد ذلك فهو الأحمق الطائش الذي مآله الندامة ،
وأحوج الناس إلى هذا الأمر الولاة على اختلاف مراتبهم وطبقاتهم ، وأهل العلم على تفاوت درجاتهم ، وذلك يحتاج إلى اجتهاد وتمرين للنفس وتوطين لها على ملازمة التثبت مع الاستعانة بالله . والله الموفق المعين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم