الكشف عن الخيانة العلمية عند الطوائف المنحرفة
لقد قام[فاهم] وتجرأ على تضعيف حديث نبوي شريف أثبته العلماء في محاولة واهية منه لنصرة اعتقاده المخالف لاعتقاد أهل السنة. فقال: [اولا : يقول ان هناك رواية تقول (يأمر الله مناديا و ملكا) بدل رواية ينزل ربنا... هذه الرواية فهو لا يعرف اسنادها ومع ذلك يصححها أتدري ماهو اسنادها: أسنادها هو عمر بن حفص ابن حفص ابن غياث عن ابيه عن الاعمش عن ابو اسحاق عن الاغر. بالله عليك اسناد ضعيف يقدمه على اسانيد صحاح رواها البخارى ومسلم واهل السنن ؟؟] إ.هـ كلام المدعو [فاهم].
ومعلوم عند المسلمين أن الذي يقول هذا حديث صحيح وهذا غير ذلك هو المحدث الحافظ الذي تتوافر فيه شروط يقبل معها التضعيف منه أو التصحيح فانظروا كيف يخالف المدعو فاهم مرة أخرى علماء الإسلام.
إن الحديث الصحيح نقبله نحن المسلمون إن كان في البخاري او في مسلم أو في غيرهما من الكتب، طالما أثبت العلماء صحة سنده.
فانظروا كيف قام المدعو [فاهم] بالكذب فقال عن حديث النسائي إنه ضعيف.
وفي الحقيقة إن لهذا الحديث الذي يتمسكون بظاهر إحدى رواياته روايات أخرى صحيحة كرواية النسائي وغيره وسوف يلي ذكرها.
2-) أما رواية النسائي فهي صحيحة وهذا نصها: [إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر مناديا يقول: هل من داع فيستجاب له]. إ.هـ.
3-) فقد جاء هذا الحديث بلفظ [يـُـنـزِِلُ] بضم الياء التحتية وكسر الزاي بالبناء للمجهول، ولفظُ [ربُّـنا] هنا من حيث النحو، نائب فاعل، فالنازل الحقيقي ليس الله جزما، وهذا يفسر الحديث الأول. وهذا الحديث بـ[الضم] صححه ابن حجر في (الفتح) أيضا، ودليل تصحيح ابن حجر له هو التزامه في مقدمة (الفتح) بقوله: [إن ما سكتُّ عنه من الأحاديث فهو إما صحيح وإما حسن]، والصحيح والحسن دليل وحجة ثابتة.
فصدق ابن حجر وصدق علماء الإسلام المعتبرين وكذب المدعو [فاهم] فكيف يقبل من أحد في هذا المنتدى أن يصدقه بعد فضيحته هذه؟؟؟؟
4-) وهاكم رواية أخرى من مسند أحمد: فإن هذا الحديث في (مسند أحمد) بلفظ: وفي حديث عثمان بن أبي العاص [ينادي مناد هل من داع يستجاب له.. الحديث]. وهو كذلك صحيح حجة.
وهذه هنا هي الرواية الرابعة لهذا الحديث وكلها صحيحة ليس كما ادعى هذا الوهابي كذبا وزورا وخيانة منه للامانة في نقل العلم الشرعي.
فالجاهل لا يعرف أن روايات عديدة لهذا الحديث جاءت صحيحة الإسناد ولكنه لم يطلع إلا على ما استطاع أن يتمسك بظاهره ليثبت اعتقاده الشاذ في أن الله ينزل من أعلى إلى أسفل من فوق إلى تحت من مكان إلى مكان وهذه في الحقيقة ليست عقيدة المسلمين بل عقيدة المجسمة الذين شبهوا الله بخلقه ونسبوا إليه الجسم والعياذ بالله من الأقوال الكفرية.
وكل هذا الكذب التي تجرأ عليه المدعو فاهم كان ليتهرب مما وضعه أهل الحديث من قاعدة توجب عليه و[بالإجماع] أن [يجمع بين الروايات] وهذا من الفية الحافظ العراقي رضي الله عنه:
[والمتن إن نافاه متن ءاخرُ *** وأمكن الجمع فلا تنافرُ]فها هو هنا يعلمنا رضي الله عنه أن نجمع بين الروايات إن اختلف الظاهر طالما كان الجمع ممكنا، والجمع ممكن فعلا، دليل ذلك ما أثبتناه عن مالك رضي الله عنه، بالاعتماد على النقل المستفيض عند أهل المذهب عنه وهو من السلف الصالح كما يعلم أحبابنا أعضاء المنتدى، فقال مالك: [يتنـزل أمره].
ولهذا مماثلة عند الإمام احمد بن حنبل رضي الله عنه لما قال في قول الله تعالى: {وجاء ربك} قال: أي جاء أمر ربك. ولا يخفى عليك ثبوت هذا عن أحمد رضي الله عنه، فيا لفضيحتك يا من تسمي نفسك فاهما!لذلك أقترح عليك يا [فاهم] أن تهرب بفضيحتك فإن أسيادك سيزعجهم افتضاح كذبك وأرسل لنا من يستطيع أن يناظرنا فقد بان عجزك وكذبك لما ادعيت أن الرواية في النسائي:
[ضعيفة]، وهذه والله فضيحة كبيرة جدا، فالافتاء بغير علم جهل كبير، والكذب في الكلام عن مرتبة الحديث له أصول متبعة عند المسلمين فلا يطلقون [التضعيف] عبثا كما فعلت أنت، لذلك أعيد عليك القول: [إذهب وتعلم ثم عد إلينا].