وانظر مثلا فيما نقل عن العلامة الامام الشيخ بن عثيمين رحمه الله حيث قال ناقلا عنه :
( وعلى كلٍ فإن يديهِ سبحانه اثنتانِ بلا شك، وكل واحدةٍ غيرُ الأخرى، وإذا وصفنا اليدَ الأخرى بالشمالِ فليسَ المرادُ أنها نقصٌ من اليدِ اليمنى". ) .
ونقل عن الدرامي رحمه الله : (( ويقولُ الدارمي المشبه عن الله: "يديه اللتين خلق بهما ءادم" )) .
ونقل عنه انه قال (( يقولُ: "كلتا يدي الرحمنِ يمينٌ إجلالاً للهِ وتعظمًا أن يوصفَ بالشمالِ" )) .
ثم يعترض على ان الله قد كتب التوارة بيده فتعالوا احبتي الكرام لنعلم قول من هذا وقد تفاجئ بأن ما وصفه هذا القاسمي انه تشبيه هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصه فتعالوا نستعرض بعض النصوص ثم نعود اليه :
هل كتب الله التوارة بيده ؟
احتج آدم وموسى ، فقال له موسى : يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة ، قال له آدم اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده ….. )) الحديث . وهو متفق عليه عند البخاري ( 4 / 146 ) ، ومسلم ( 4 / 2042 )
لاحظ ان الذي يقول هذا رسولك بأبي هو وأمي فمن اولى بالاتباع .
وهذا حديث ثاني :
إن المقسطين عند الله على منابر من نور ، عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا )) . والحديث رواه مسلم ( 3 / 1458 )
فمن الذي قال عن يمين الرحمن ؟ هل هو الدرامي أم رسول الاسلام وخاتم النبين .
وقال رسول الله ناقلا عن موسى كما في الصحيحين في اثبات ان لله يدين :
( وفي الصحيحين عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يمين الله ملأي لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه، والقسط بيده الأخرى يرفع ويخفض).
فأهل السنة مجمعون على ان نصف الله بما وصف به نفسه وقد اثبت سبحانه لنفسه يدين لكنهما قطعا ليستا كيد المخلوقين كما قال تعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير فاثبت لنفسه السمع ونفى المماثلة ) .
قال ابو عثمان الصابوني رحمه الله : إنه خلق آدم بيده كما نص سبحانه عليه في قوله عز وجل : { قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين تحريف المعتزلة والجهمية أهلكم الله ، ولا ييفونهما بكيف أو يشبهونهما بايدي المخلوقين تشبيه المشبهة خذلهم الله ……. )) .
وقال ابن قتيبة الدينوري : كما في (( الرد على الجهمية والمشبهه )) ( ص : 40 ) بعد أن فند أقوالهم في تأويل اليدين ، وردها بالأدلة الجازمة : (( فإن قال لنا : ما اليدان ها هنا ؟ قلنا : هما اليدان التان تعرف الناس كذلك ، قال ابن عباس في هذه الآية : (( اليدان : اليدان )) ، وقال النبي ? : (( كلتا يديه يمين )) ، فهل يجوز لأحد أن يجعل اليدين ها هنا نعمة ، أو نعمتين ، وقال : { لما خلقت بيدي } فنحن نقول كما قال الله تعالى ، وكما قال رسوله ، ولا نتجاهل ، ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي على أن ننكر ما وصف به نفسه ، ولكنا لا نقول : كيف اليدان ، وإن سئلنا نقتصر على جملة ما قال ونمسك عما لم يقل )) .
فنحن نؤمن بالصفة ولكننا نفوض الكيف الى الله اذ لاسبيل الى العلم به .
فكل ما نقل ليس فيه قولا واحدا ان يدي الله سبحانه كيدي البشر معاذ الله لكنهم جميعا كما هو مذهب اهل السنة يؤمنون ان لله يدين تليق به سبحانه وتعالى .
__________________
اللهم ألحقنا بحبيبنا نبى الرحمه صلى الله عليه وسلم وارزقنا قفوا آثاره واتباع سنته ,,,,
هذا وأصل بلية الاسلام ** تأويل ذي التحريف والبطلان
وهو الذي فرق السبعين ** بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان
آخر تعديل بواسطة مسلم فاهم ، 20-08-2003 الساعة 05:26 AM.
|