عالم يتساقط
اليوم اصبحت التداعيات للسقوط من كل مكان تسود العالم وتطال
هذه التداعيات كل نواحي الحياة دون استثناء ..
تطال الدول التي اخذت انظمتها السياسية والاقتصادية تتهاوى
كقطع الكرتون .. بالامس رحلت روسيا - رغم ضخامتها - واليوم
بين اعيننا تولت بغداد لاحقة ... والغيب لايعلمه الا الله وعلى من
الدور غدا ؟!!!
الهوي الاخلاق اصبح واضحا للعيان دون مواراة فما كان بالامس
يجري على استحياء اصبح فنا وادبا يحترم وله حقوق ومنظمات
داعمة ونقابات ؟!!!
الشواذ الجنسي في امريكا صار له دعاة وانصار ومحافظين ...
القنوات الفضائية العالمية تعرض العملية الجنسية بالصوت
والصورة دون ادنى قطرة ماء من خجل وغيره..؟!!
وتراجع المد المستحي ليظهر المنكر في اشنع صورة ..
الفن ايام زمان كان هدوءا ومريحا للاعصاب وايام ام كلثوم
وعبدالحليم وفريد الاطرش وغيرهم في شرقنا العربي ايام هدوء
ورومانسية حقيقية يندمج المستمع فيها مع روعة اللحن وعذب
الكلمات وجمال الصوت في سلاسل راقية تشعرك انما تسمعه هو فن ..
اما اليوم الموسيقى الصاخبة التي نسمعها ويصر اصحابه على انها
فن وما هي مزيج من اعصاب نافرة تريد ان تفرغ شحنة عصبيتها في
اصوات نحاسية خالية من التناغم الجميل .. اما الكلمات فكما
يقول نزار قباني تجلب من سوق الخضار ؟!!
وللتغطية على رداءة الصوت ظهر الفيديو كليب الذي يشد المستمع
الى الصورة العارية الراقصة امامه لينسى او يتناسى رداءة كل
شيء في الاغنية ...
فهل افلس العالم من كل شيء ؟ ام ماذا ؟!
رغم التقدم العلمي المذهل على كل الاصعدة الا انه يرافقه تخلف
اخلاقي على كل الاصعدة ايضا واصبح العلم خادما للفساد والتدمير
بدل تقديم خدمته لرفاهية الانسان ..
اليوم الرعب النووي يهدد الدول المنتجة للسلاح النووي قبل
غيرها والتخبط في تفسير الحياة ومحاولات الاستنساخ هي الاخرى
تمثل هوي اخلاقي - رغم جراءتها كموضوع علمي...
والعلم اذا سار على هذا المنوال في عدم وجود رادع اخلاقي يقوم
بضبطه سيستيقظ لانسان ذات يوم على غول مفترس يقوم بالقضاء على
الحياة على وجه الارض باسم العلم..
حتى نحن في شرقنا العربي مهبط الاديان السماوية تراجع الدين من
حظيرة الحياة لدينا رغم وجود كتبه وطقوسه بين ايدينا لكن روحه
غابت عنا .. طبع القرءان في زماننا باجمل مايطبع به كتاب على
وجه التاريخ لكنه نزع من قلوبنا باسوأ مايكون .. والصحابة
ايام زمان الذين كانوا يقرأون القرءان على جلود الحيوانات
والعظام اكثر تطبيقا له منا الذين جاء الينا في ابهى حلة..
والقضية ليست في المظهر لكن في الجوهر دائما ...
وجوهرنا افسدته الالة بضجيجها والمصانع بدخانها والرتابة في
تتابعها وماديات هذا العصر الذي سهلت الحياة مما دعت بالانسان
للخمول وعدم اجهاد العقل بفكرة ولا الجسد بتعب فجاء انسان هزيلا
خاملا عالة على الالة التي يقول انه يسيرها لكنه اضحى عبدا لها
في كل نواحي الحياة
__________________
مع تحياتي
عبدالحفيظ العمري
|