أخي النقيب
كلا فأنا معذور في اتهامي لك بالفتنة
كيف لا وقد أوضحت السبب في مقالاتي السابقة
ومن أخبرك أن من يقول الحقيقة لا يصبح فتّاناً
فالنمام الصادق فتّان
والمغتاب الصادق فتّان
والذي يسب ولي الأمر ويظهر عيوبه للناس علناً وإن كان صادقاً
فتانٌ ً أيضاً
الشريعة الإسلامية ليست شريعة عواطف وتحمس
نحن متعبدين بقوانين شرعها الله ورسوله
وإن تكلمت عن وجود الآلاف المؤلفة . فأذكرك بقوله تعالى
{ ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم }
ويقول تعالى { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين }
الله تعالى أمرك بطاعته واتباع رسوله . لم يأمرك أن تنظر إلى فلان أو علان
وإذا حصل الفساد فهناك طرق مقننة ومعروفة عند أهل العلم لإصلاحها
مثل مكاتبتهم ونصحهم بالمعروف من غير تشهير وبلبلة
وبالتالي تكون قد برأت ذمتك أمام الله
أخي العزيز
لحقوق ولاة الأمر بوابة فقه كبيرة
لا يجوز مطلقاً لعامة الناس التهاون أو الإجتهاد فيه
ولنا في سيرة الإمام أحمد بن حنبل خير مثال
صاحب البصيرة الرجل العالم الفقيه الصابر المحتسب
وقصته الطويلة والشهيرة مع الحاكم المأمون . والمقام يطول حولها
أخي : إن كنت صادقاً في طلبك للحق . فارجع لأهل الاعلم
ولا ترجع لمساهم ولا غيره
وإن تعاليت عن الحق . فإني أبرأ إلى الله مما تقوم به