وتستمر التساؤلات
تعالق نصيا مع قصيدتي أخي الشاعر مجالس ورد قائلا:
قد تسائلت ُ قديما
وتفكرت ُ سنينا
فوجدت الشعر سرّا
يختفي عنّا وفينا
فهو إحساس ٌ تراه ُ
صادق ٌ حينا وحينا
فيه إن شئت خيال ٌ
مبهم ٌ ليس يقينا
يتغنى حين تمرح
يبك إن كنت حزينا
لا تلمني فهو عشقي
وهو للروح قرينا
ذاك إحساس ُ وجودي
دونه أرجع طينا
***
فأجبته قائلا:
يا صديق الحرف قل لي:
ما شعــورٌ يحــــــــــتوينا
كلّما رقّ نســـــــــــــيمٌ
هيّج الإحســـــاس فينا
أو بكى إلفٌ مــــــــــناهُ
من بكاه كـــــــــم بكـينا
أو إذا دبّ حـــــــــــنينٌ
نتهـــــــــــــاوى ظامئينا
فكرنا نســــــــــج خيالٍ
من فـــــــــــؤادٍ قد ألينا
ذاب من شــــوقٍ لليلى
وليالي العاشـــــــــقينا
نطلق الأرواح تســــعى
في ركاب البائســــــينا
وكأنّ الشّعـــــــر مـسٌّ
من جنونٍ يعــــــــــترينا
***
فعاد وقال:
قال بعض الناس وصفا
يبدُ للعقل رزينا
إن بعض الشعر نسج ٌ
من خيال الحالمينا
نسمة الفجر تلامس
خدّ زهر الياسمينا
تلتقيها باشتياق
يا أعزّ الناس فينا
تحتسي منه رضابا
وتعانقه حنينا
لهدوء الليل عندي
جلبة تبدي سكونا
وارتجاج الغصن يبدو
كأكف ألوا لهينا
هزّه الشوق فأودى
بحياء الأولينا
لا تقل ذلك وهم ٌ
أو هراء ٌ تزدرينا
أنّ في الأشياء سرّ ٌ
قد قضى أن لا يبينا
***
فقلت:
قد أجدت القــــول حــقـّـاً
بحــديث العــارفـــــــــــينا
سيظلّ الشعر وقـــــــــداً
غامضاً لن يســـــــــــتبينا
في هشيم الروح يسري
من لظاه كم شقــــــــينا ؟
تضرم النيران حـــــــــتّى
توقــظ الإحســـــاس فينا
عندهـا نشــدو بلحـــــنٍ
سوف يبك السامعـــــينا
إنّ للشـعــــر حــــــــديثاً
مـن شجون العــاشقـينا
***
ثم تعالق أخي الشاعر رائد الجشي مع النص قائلا:
يا رفيقي قد بلينا
مذ عشقنا حالمينا
كل إحساس دفين
يغرق الإحساس فينا
يجعل الأفكار تلهوا
كم سهرنا كم شُقينا
ربما نسميه خلي
إختبار العاشقين
***
فأجبته قائلا:
يارفـيق الدرب إنّا
مـذ بلينا صابرينا
وليالي الدهر تحنو
كسـيوف المعـتدينا
لحـظة الفـرح ثوانٍ
من نسيم العابرينا
ثمّ نصحـو كي نلاقـي
واقع البؤس يقـينا
***
ولأن سجالنا من وقد الشعر أحببت أن تشاركوني به.
*