يا نرمين ..

[شيماء الراوي]

" وداعاً أيها الغريب ..
كانت إقامتك قصيرة ، لكنها كانت رائعة ..
عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيراً ..
وداعاً أيها الغريب ..
كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل ..
قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس ..
لحناً سمعناه لثوان هنالك من الدغل ..
ثم هززنا الرؤوس ، وقلنا أننا توهمناه ..
وداعاً أيها الغريب ..
لكن كل شيء ينتهي .. "
د. أحمد خالد توفيق



يا نرمين ..
يا صديقةً وجدتها بعد عذاب ..
لم تفعلين هذا بي ؟؟
لم ترميني في نهر الجحيم ..
أنا لا أعرف السباحة ..
نرمين ..
كيف يسبح الناس في نهر من الجحيم ؟؟
كيف ؟؟
احترقت أطراف ثوبي السفلية ..
لا تدفعيني ..
لا أرجوك ..
ارحميني ..
ارأفي بحالي ..
لا تظلميني ..
أسمعك تقولين ..
هو طريق معبد بالورد ..
طريق مزهر .. مخضر .. بديع ..
لكن والله يا نرمين لا أرى هذا ..
ألا ترين تلك الصخرة السوداء الكبيرة ؟؟
ألا تلفح وجهك حرارة النيران ؟؟
نرمين ..
أنا لم أتعود أن أحرق نفسي ..
كنت دوماً أتيه في جنبات جنتي ..
وحدي ..
أرسم خيالات ..
وألف صورة ..
أرسم أحلاماً ..
أرسم أشكالاً ..
استخدم ألواناً فضية ..
من بحر خيالي ..
هناك يا نرمين ..
في جنتي ..
ركن صغير ..
تعالي إليه ..
هل رأيته ؟؟
إنه عالمي وحدي ..
وركني وحدي ..
ركني المحبب ..
تعالي ..
هل ترين هذه البحيرة الفضية المياه ؟؟؟
كأنها بحيرة من زئبق ..
يرتسم الوجه فوقها كأنه بدر منير ساطع فياض ..
أرأيت الشجرة التي تنحني على هذه البحيرة ..
نعم ..
أكبر شجرة ..
ذهبية ..
هل رأيت أغصانها ..
اقتربي أكثر ..
أنت لم تري أشعة الشمس عندما تتخللها ..
لم تري ثمارها ..
تعالي وانظري ..
هنا مجلسي ..
حيث أجلس دوماً ممسكة بقلمي ..
أكتب كلمة ..
أو أرسم رسمة ..
أترين جدران عالمي ؟؟
جدرانٌ وهمية ..
تميزينها من اللوحات عليها ..
هل أُحسن الرسم ؟؟
نرمين ..
بخجل أقول لك ..
هل ترين هناك ؟
ذاك الركن ؟
خلف الشجرة الكبيرة ؟؟
أترين ؟
منطقة سوداء ..
اسميها الأرض المحرمة ..
أخاف أن أطلعك على ما فيها ..
لكني قد أفعل يوماً ..
***