مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #6  
قديم 28-11-2003, 10:19 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

الشافعي بعد مالك


عاش الشافعي في ظل الإمام مالك ورعايته حتى مات الإمام مالك سنة 179هـ والشافعي في نحو التاسعة والعشرين.. وبكى الشافعي أستاذه الإمام مالك ابن أنس أحر بكاء وعكف على قراءة القرآن ملتمسا العزاء.. وشعر أنه أصبح غريبا في المدينة».
لم تطب له الحياة بعد بالمدينة بعد أن توفي شيخه..
وبدأ يبحث عن مكان يعمل فيه عملا يعيش منه.. وعاد الى أمه بمكة، مودعا المدينة من خلال الدمع.
وكان اولي اليمن قد أقبل الى الحجاز في ذلك الوقت، فتوسط بعض أقرباء الشافعي من القرشيين عند والي اليمن، فصحبه معه الى اليمن ووكل إليه عملا.
لم يكن عند أم الشافعي ما تساعد به ابنها ليتزود في سفره هذا، وليقيم في اليمن حتى يقبض راتبه، فرهنت دارا كانت لها بمكة، وسافرت معه.
ولقد غضب منه أحد شيوخه بمكة وعنفه لأنه يترك الفقه من أجل الوظيفة بقوله: «تجالسوننا وتسمعون منا، فإذا ظهر لأحدكم شيء دخل فيه؟».
وتولى الشافعي عملا مهما في نجران باليمن، وهناك عاود دراسة علوم الفراسة التي كانت مزدهرة باليمن، حتى تفوق فيها.
ولزم يحيى بن حسان تلميذ الليث بن سعد المصري وصاحبه، فأخذ عنه كل ما انتهى اليه من فقه الليث.
وقام الشافعي بعمله في نجران خير قيام، وأحبه الناس لعدله، لتمسكه بالشريعة، وإغلاقه باب المجاملة والملق.
ثم أنه وجد حاكم نجران يظلم الناس، فقاوم الحاكم ووقف في المسجد يحض الناس على مقاومته، وأخذ يضرب لهم الأمثال لما يجب أن تكون عليه سيرة الحاكم بالإمام علي بن أبي طالب وسيرته في الخلافة، فأثار عليه أعداء كثيرين من الذين رفض مجاملتهم.

الوشاية


ووشى حاكم نجران بالشافعي، دس عليه أنه أسس حزبا عليا يعد للثورة على الخليفة، يولي أحد أحفاد الإمام علي، بدلا من هارون الرشيد، وأنه يؤيد الحفيد في الثورة على الرشيد.
وكان العباسيون غلاظا على العلويين، يسفحون دماءهم بالظن. فقد كانوا يعرفون أن كثيرين يرون العلويين أحق منهم ومن الأمويين بالخلافة.
فزع الرشيد من قراءة كتاب والي نجران وخاصة من قوله عن الشافعي: «لا أمر لي معه ولا نهي، فهو يعمل بلسانه ما لا يقدر عليه المقاتل بسيفه».
وفي الحق أن الشافعي ما كان يخفي حبه لعلي وللطالبيين، فقد قيل له يوما: خالفت عليا بن أبي طالب رضي الله عنه فيما قلت». فقال لمناظره «أثبت لي هذا عن علي بن أبي طالب حتى أضع خدي في التراب وأقول قد أخطأت وأرجع عن قولي إلى قوله».
ووجد في اليمن كثيرا من الطالبيين، وحضر مجالس العلم معهم ولكنه كان يستمع ولا يتكلم فإذا سئل في ذلك قال: «لا أتكلم في مجلس يحضره أحدهم وهم أحق بالكلام مني ولهم الرياسة والفضل».
وهكذا شاع عنه حبه لبني علي، والطالبيين جميعا.
قيل له إنك لمتشيع تشايع عليا بن أبي طالب وتشايع بنيه من بعده ومنهم الثائر العلوي على الرشيد.. فقال: «يا قوم ألم يقل رسول الله(صلى الله عليه) لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين؟ قال عليه الصلاة السلام: إ، أوليائي من عترتي المتقون، فإذا كان واجبا علي أن أحب قرابتي ذوي رحمي إذا كانوا من المتقين، أليس من الدين أن أحب قرابة رسول الله (صلى الله عليه) إذا كانوا من المتقين؟».
وكتب والي نجران مرة أخرى الى هارون الرشيد أن الشافعي يؤلب عليه الأمة وأنه يقود تسعة من الثوار، يوالون الثائر العلوي الذي يطالب بالخلافة.
فأرسل الرشيد إلى والي نجران أن يرسل إليه الثوار مهانين في الأصفاد.
كانوا تسعة على رأسهم الشافعي، وضع الحديد في أرجلهم وأعناقهم تنفيذا لأمر الرشيد وسيقوا إليه مهانين...
كان الشافعي في الرابعة والثلاثين، فارسا، بطلا في رياضة الرمي، جلدا قوي البنيان، ولكنه جهد من الرحلة والإهانة.
وأدخلوهم على الرشيد والى جواره محمد بن الحسن فقاضي الدولة، الذي تلقى عنه الشافعي من قبل في الكوفة.
وكان الشافعي يدعو بهمهمة يسمعها الحاضرون: «الله يا لطيف أسألك اللطف فيما جرت به المقادير».
أنكر التسعة تهمة الثورة على الرشيد، ولكنه أمر بقطع رؤوسهم جميعا وسأله التاسع أن يمهله حتى يكتب لأمه فليس لها غيره، وأقسم أنه بريء من الإعداد للثورة على الرشيد، ولكن الرشيد أمر بقطع رأسه.
كل هذا والشافعي في الأصفاد: الأغلال في عنقه الحديد في قدميه، رأسه بالرغم من كل ذلك شامخ.
ويا لله كان مجهدا.
وهاهو ذا يرى الموت رأي العين، ولكنه على الرغم من كل شيء ثابت الجنان، عميق الإيمان لا يملك إلا أن يدعو الله بالنجاة...
وعندما انتهى الرشيد من قتل الرجل التاسع، قال الشافعي: «السلام عليك يا أمير المؤمنين وبركاته... ولم يقل ورحمة الله.
فقال الرشيد: «وعليك السلام و رحمة الله وبركاته ـ بدأت بسنة لم تؤمر بإقامتها، ورددنا عليك فريضة قامت بذاتها، ومن العجب أن تتكلم في مجلسي بغير أمري».
قال الشافعي: «إن الله تعالى قال في كتابه العزيز: (وعد الله الذين آمنوا منكم عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) وهو الذي إذا وعد وفى، فقد مكنك في أرضه وأمنني بعد خوفي حيث رددت علي السلام بقولك: وعليك رحمة الله. فقد شملتني رحمة الله بفضلك يا أمير المؤمنين».
فقال الرشيد: «وما عذرك من بعد أن ظهر أن صاحبك ـ يعني الثائر العلي ـ طغى علينا وبغى، واتبعه الأرذلون وكنت أنت الرئيس عليهم؟
فقال الشافعي: «أما وقد استنطقتني يا أمير المؤمنين فسأتكلم بالعدل والإنصاف. لكن الكلام مع ثقل الحديد صعب فإن جدت علي بفكه أفصحت عن نفسي. وإن كانت الأخرى فيدك العليا ويدي السفلى والله غني حميد».
فأمر الرشيد بفك الحديد عنه، وأجلسه.
وقال الشافعي: حاشا لله أن أكون ذلك الرجل، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا...) لقد أفك المبلغ فيما بلغك وإن لي حرمة الإسلام وذمة النسب وكفى بهما وسيلة.. وأنت أحق من أخذ بكتاب الله. أنت ابن عم رسول الله(صلى الله عليه) الذائد عن دينه المحامي عن ملته وأنا يا أمير المؤمنين لست بطالبي ولا علوي وإنما أدخلت في القوم بغيا علي. أنا رجل من بني المطلب بن عبد مناف.ع. أنا محمد بن إدريس بن عثمان بن شافع بن السائب..
فقاطعه الرشيد: «انت محمد بن إدريس»؟
فقال الشافعي: «ولي مع ذلك حظ مع العلم والفقه، والقاضي يعرف ذلك».
وكان محمد بن الحسن الذي استضاف الشافعي في الكوفة من قبل، قد أصبح قاضي الدولة، يجلس بجوار الرشيد. فقال له الرشيد: «ما ذكرك لي محمد بن الحسن» ثم التفت الى القاضي وسأله: يا محمد.. ما يقول هذا؟ أهو كما يقوله؟. فقال محمد بن الحسن: إن له من العلم شأنا كبيرا. وليس الذي رفع عليه من شأنه.
قال الرشيد: فخذه حتى أنظر في أمره.
وهكذا نجا الشافعي برأسه... وخرج الى بيت محمد بن الحسن ضيفا عليه..
وما زال محمد بن الحسن بالخليفة، حتى رضي عن الشافعي، واستدعاه ليمتحن علمه.
وعقد له مجلسا من أهل العلم والفقه الرياضيات والطبيعيات والكيمياء والطب.
قال الرشيد: «إنا نراعي حق قرابتك وعلمك فكيف علمك يا شافعي بكتاب الله عز وجل فإنه أولى الأشياء أن يبتدأ به؟».
فقال الشافعي: عن أي كتاب من كتب الله تسألني يا أمير المؤمنين فإن الله قد أنزل كتبا كثيرة؟.
فقال الرشيد: «أحسنت، لكن إنما أسألك عن كتاب الله تعالى المنزل على ابن عمي محمد رسول الله(صلى الله عليه).
قال الشافعي: «إن علم القرآن الكريم كثيرة فهل تسألني عن محكمه أو متشابهه أو عن تقديمه أ تأخيره أ» عن ناسخه أو منسوخه؟».
فأعجب الرشيد وأهل المجلس بجواب الشافعي.
ثم أخذ الرشيد يسأله عن سائر العلوم الطبيعية والرياضية من طب وكيمياء وفلك وتنجيم وفراسة..
فصفق الحاضرون إعجابا بحسن إجاباته، وأجازه الرشيد بخمسين ألف دينار، فقبلها الشافعي شاكرا، وخرج الى دار مضيفه، فلحق به أحد كبار رجال الدولة فقدم إليه صرة كبيرة بها دنانير ذهبية، فردها الشافعي قائلا: «لا أقبل عطاء ممن هو دوني، إنما أقبل العطاء من الخليفة وحده».
عاد الشافعي الى دار مضيفه محمد بن الحسن، يتأمل كل الذي دار بينه وبين الخليفة.
تعلم الشافعي من المحنة ألا يزج بنفسه في صراع سياسي.
وحاول محمد بن الحسن أن يجذبه ليكون في صف بني العباس، بدلا من بني علي، ولكنه آثر العافية. أقسم ألا يخوض غمرات الصراع السياسي، وألا يقبل منصبا في الدولة، فلن يهب نفسه لشيء بعد أعظم من العلم والفقه.. وأعترف أنه أخطأ حين قبل المنصب في اليمن، فزج بنفسه فيما ليس من شأنه.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م