# رفـعــة التــواضـــع:
التواضع خلق كريم يزيد صاحبه رفعة وعزاً ، ويحببه إلى قلوب الآخرين ، ومن تواضع لله رفعه ، ومن تكبر على الله أو على عباده أذله ووضعه ، قال الله تعالى: { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً ، إن الله لا يحب كل مختال فخور } .
وقال صلى الله عليه وسلم: [ إن الله أوصى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ] .
وبينما كان المهلب يتبختر في جبته قال له أحدهم: هذه مشية يبغضها الله ورسوله ، فقال له المهلب: أما تعرفني ؟ فقال: بل أعرفك .. أوّلك نطفة مزدة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين ذلك تحمل العذرة ، فمضى المهلب وترك مشيته .
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " يحشر المتكبرون أمثال الذر يطأهم الكبير والصغير " ، وللكبر مظاهر منها: الترفع عن مجالسة الفقراء والمساكين ، ومخاطبة الناس باستعلاء ، والرغبة في التكريم والتعظيم ، والإستخفاف بحديث الآخرين وعدم النظر إليهم ، وحب المدح والثناء ، وكراهية النصيحة ، والغرور بما عنده من علم ، وارتداء الغريب من اللباس ، والبطش باالآخرين ظلماً وعدواناً ، والرغبة بأن يتبعه الناس ، وحب الجلوس في صدر المجلس ، والغضب إذا لم يقف أحد له ، والتفاخر بما عنده من أنساب وجاه ومنصب وجمال وكثرة الأنصار ، وكراهية مقاطعة الحديث وتعمد الجلوس في مكان مرتفع !
وللكبر أسباب منها: العلم الذي لا يصاحبه تقوى ، والعبادة التي تفتقد العلم والخشية ، أما علاجه: فبتقوى الله ومعرفة حقيقة النفس .
وتذكر ما عند الله من الأجر للمتواضعين ، والإبتعاد عن الحسد والرياء والحقد والعجب ، ومجالسة الفقراء والمساكين والمسح على رأس اليتيم ، والخوف من انتقام الله من المتكبرين ، والإمتناع عن مدح الذات ، والإنشغال باالعمل الصالح ، والتفكير في ضعف الإنسان وقربه من الموت .