المقاومة العراقية تكتب التاريخ بحروف من ذهب .

[اش بك ياشيخ]

العراقيون يكتبون التاريخ بحروف من ذهب
فالعراقيون ليسوا بحاجة لاستعارة عناوين البطولة
ضربوا الفندق الذي نزل به مساعد وزير الدفاع الأمريكي ولفوفيتز, وضربوا الفندق الذي تأخذ منه المخابرات الأمريكية مركزا لها, وتمكنوا من تصفية شبكة التجسس الأسبانية, واقتصوا من أحد أعضاء حكومة الاحتلال العميلة. تمكنوا من تصفية العشرات من المخبرين والمأجورين وأفراد الشرطة العراقيين الذين باعوا أنفسهم للمحتل . حولوا مقر الأمم المتحدة في بغداد إلى رماد, حيث قتل رئيس البعثة الذي وعده بوش بتعينه أمينا عاما للأمم المتحدة.

حولوا مقر الصليب الأحمر إلى جحيم , مرسلين بذلك رسالة واضحة إلى أية منظمة غربية حتى وأن كانت إنسانية , طالما بقي الإحلال والمحتلين, أحرقوا السفارة الأردنية كإشارة لكل دولة عربية تتحالف مع الأمريكان, قتلوا وجرحوا المئات من المحتلين الأمريكان, مما دفع بأكثر من 50% من جنودهم في العراق بتأكيد عدم استعدادهم للخدمة ثانية في الجيش الأمريكي بعد انتهاء فترة عقودهم.

عملوا على تدمير عجلة الاقتصاد الذي يستمد منه الإحلال قوته, بتفجير محطات الطاقة الكهربائية, والأهم من ذلك كله , وسائل نقل النفط, احرقوا أنابيب نقل النفط التي تمر من المناطق الكردية والتي تذهب إلى تركيا مما منع الأمريكان من تصدير ولو برميل نفط واحد.

صور تحطم الطائرات الحربية الأمريكية , إحراق العربات المقاتلة من نوع أبرامز , والتي صنعتها واشنطن لمواجهة الاتحاد السوفيتي في حالة اندلاع حرب عالمية ثالثة. مع صور العراقيين وهم يرقصون على مشاهد الأمريكيين وهم يجمعون بقايا أشلاء جنودهم من دباباتهم المحترقة , صور مشاهد الفرح عند العراقيين حول القطار المحترق بتعزيزاته التي ينقلها لقوات الاحتلال , إن كل هذه المشاهد تبعث الفرح ليس في قلوب العراقيين أو العرب وحدهم , بل كل سكان المعمورة.

إن المقاتلين العراقيين وهم يتصدرون مسيرة الإنسانية بأهدافهم النبيلة , إنما يكتبون تأريخ الشعوب الصغيرة وهي تتصدى للإمبراطورية المتعفنة, بحروف من ذهب.

أن يتحول العراق إلى كوريا أو فيتنام أو أفغانستان جديدة , هذا لا يعني أي شئ , فالعراقيون ليسوا بحاجة لاستعارة عناوين البطولة من الآخرين.

بمقاومة شعبه وعزيمته الجبارة, ستصبح كلمة " عراق " بعد وقت ليس بالطويل, عنوانا ورمزا للنضال البطولي العالمي . النضال ضد إمبراطورية متعفنة وأقوى إمبراطورية على الإطلاق, ودون حاجة العراقيين إلى أية قوى عظمى أخرى لمساعدتهم, هكذا سيدخل الشعب العراقي التاريخ.

مضافا إلى كل هذا , فالمقاومة العراقية البطولية تقدم خدمة جليلة للنضال العالمي بشكل خاص, فلقد أحبطت خطط أمريكا في السيطرة على النفط العراقي واستخدامه كسلاح لمعاقبة الأوربيين.

لحد الآن وأمريكا تدفع عشرات المليارات دون أن تحصل على أي مقابل, وثانيا فالمقاومة العراقية قتلت في المهد أي محاولة من الدول العربية التابعة لأمريكا من مساعدتها ــ أي أمريكا ــ سياسيا أو اقتصاديا , بينما في حرب الخليج الأولى 1990ـ1991 أنتزع الأمريكان 150 مليارا تقريبا من السعودية والإمارات العربية المتحدة , بينما العشرة مليارات التي وُعدوا بها في مؤتمر مدريد ـ أمريكا طلبت 55 مليار ــ, فالكويت لم تقدم أكثر من 500 مليون والإمارات دفعت 200 مليون دولار , والسعودية دفعت بليون واحد.

وكلها على شكل ديون. ومجموع ما دفعت دول الخليج لا يصل إلى مليارين , وليس 150 بليون ,كما في حرب الخليج الأولى! وثالثا فأن المقاومة العراقية دفعت الأوربيين للتفكير بالتخلي ـ على الأقل مؤقتاـ عن سياساتهم التابعة لسياسة الولايات المتحدة , وأن يفرضوا شروطهم في العلاقة معا, ملفت للانتباه أن الاتحاد الأوربي والدول الأوربية مجتمعة, قدموا مبلغ 0,8 بليون دولار فقط, مما أثار غضب أحد العراقيين المتعاونين مع الاحتلال وتهديده باستثناء فرنسا وألمانيا من حفلة توزيع عقود النفط!

وأخيرا فأن كل هذه الأسباب مجتمعة جعلت البيت الأبيض يؤجل مشاريعه في الهجوم على دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط إلى أجل غير قريب . أن هذا الأمر لوحده يعكس حجم الخدمة الجبارة التي أسدتها المقاومة العراقية للإنسانية , المقاومة التي نحني رؤوسنا لها إحتراما.
عن جريدة " برن " اليونانية ΓΙΩΡΓΟΣ ΔΕΛΑΣΤΙΚ


مركز الإعلام الإسلامي العالمي
Global Islamic Media Centre