نجوم الغناء العراقيون يعودون للتغني بالعراق والحرية
بدأ نجوم الغناء العراقيون الذين يوصم بعضهم بالانتماء الى حكم صدام حسين في العودة تدريجيا الى ساحة الغناء في بغداد ليتغنوا بالعراق والحرية بدلا من تمجيد صدام حسين وامتاع ابنه عدي.
كان العراق في الماضي يضم عشرات من فرق الغناء الشعبي ولكن في التسعينات تحتم عليهم التغني بالديكتاتور المخلوع مما اجبر كثيرين على الهرب الى الخارج او التوقف كلية.
كان المغني البارز داود القيسي مقربا من الصفوة الحاكمة ولكنه قتل في مايو (ايار) مما حفز الكثيرين على الاختباء بينما اقامت الولايات المتحدة ادارة مدنية ومجلسا حاكما مؤقتا يهيمن عليه معارضون عادوا من الخارج.
قال منتج فيديو طلب اغفال اسمه «كانوا خائفين لان اغلبهم اجبروا على الغناء للحكومات السابقة.. تعرض الناس للقمع ولذلك لا يريدون اي صلة بالماضي، ولكنهم سذج لأننا جميعا كنا جزءا من النظام بطريق او بآخر».
واثناء المقابلة في مكتبه المتواضع دخل المغني الشاب نزار الخالد وانضم الى الحديث قائلا ان الغناء في عهد صدام اثار مشاكل بسبب ابنه عدي الذي كان يهيمن على قناة الشباب الفضائية المخصصة للشباب. واضاف «كنت انا ومعي المغني الشعبي الآخر هيثم يوسف نتمتع بشعبية لدى البنات. ولذلك منعنا عدي من الظهور في التلفزيون. وفي العام الماضي وضعوا قائمة بالمغنين الذين لم يغنوا بعد من اجل صدام في التلفزيون وكنا منهم.. فاضطررنا الى هذا مرتين».
وهرب يوسف من العراق بعد ان امر عدي مجموعة من البنات بضربه في حفل موسيقي. وقال عمال سابقون في قناة الشباب ان عدي تبول مرة على احد المغنين. ولكن بالنسبة للذين عانوا من جنون العهد السابق فان الاوضاع لم تتحسن كثيرا.
قال خالد ان المغنين يتجنبون الحفلات العامة بسبب تردي الوضع الامني وخوفا من الزعماء الدينيين المتطرفين ويعانون ايضا من سرقة حق المؤلفين. اضاف «لن انتج البوما الآن خشية الخسائر المالية». هذا بينما اعلن جودت معتشر، وهو صاحب ستوديو آخر في بغداد، مولد الغناء العراقي من جديد. قال وهو يتحدث من ستوديو حديث مزود باحدث تكنولوجيا «الانتاج حاليا اقوى ولدينا اكوام من الطلبات. انها فترة احياء... مغنون سوريون واردنيون يأتون هنا للتسجيل لأن التكلفة ارخص. وعندما يستقر الوضع في بغداد فان الامور ستتحسن».
وفي الطابق الاول كان النجم صلاح البحر يستعد لتسجيل اغنية اخرى في شريطه الجديد. وعقد البحر اتفاقا مع شركة تسجيل سعودية ستنتج شريط فيديو لاغانيه في دبي. وفي سوق الغناء المزدهر في العالم العربي فهذا يعني انه حقق نجاحا.
قال البحر، 33 سنة، الذي قضى اغلب وقته في فرنسا قبل سقوط صدام «انني لا اتحدث في السياسة لأن الناس سئموها. ولكنني اغني للعراق الجديد وللحرية». كان البحر يعود الى بغداد كل عام ليتغنى بصدام. قال «لم يكن امامنا خيار. واعتقد انه يمكن العفو عنا. اغلب الناس يفهمون هذا».
ويقول الشاعر وكاتب الاغاني عادل محسن، الذي يؤلف اغاني اغلب المغنين العراقيين العائدين، ان الموسيقى امامها شوط طويل. وحاليا يهيمن على ساحة الموسيقى والغناء العراقية نجوم من دول عربية اخرى. ويقول اصحاب متاجر للأشرطة ان اكثرها مبيعا الان تسجيلات النجمين المصريين عمرو دياب وشيرين ومن سورية اصالة.
قال محسن «آمل ان نستطيع اللحاق ببقية العرب. ولكن الجمهور يقدر كثيرا المغنين الذين لم يغادروا العراق وعانوا مع المواطنين». ومن اشهر المغنين العراقيين في المنفى كاظم الساهر الذي اصبح من قاعدته في القاهرة واحدا من اكبر نجوم الغناء الشعبي في العالم العربي.
|