الإستواء

[النقيب]

- ومن قال لك يا عابر سبيل إن مذهب اهل السنة والجماعة هو أن يأخذوا بظاهر ما تشابه من ايات كتاب الله!
- أليس الله تبارك وتعالى قال: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}.

السلف الصالح أغلبهم فوضوا المعنى إلى الله فلم يؤولوا تأويلا تفصيليا ولم يأخذوا بالمعنى الظاهر بل قالوا لها معنى يليق بالله عزوجل ولم يخوضوا فيه، ولم يقولوا استوى في جهة بينما من علماء الخلف قالوا استوى أي قهر العرش والقهر من معاني الاستواء في اللغة، إذا السلف والخلف أجمعوا انها لا تعني شيئا يشبه المخلوقات في شيء، السلف والخلف نزهوا الله عن النقائص ولم يقولوا استوى يعني جلس! ولم يقولوا استوى اي تخصص بجهة! ولم يقولوا استوى لها معنى يشبه صفات المخلوقات! بل السلف فوضوا المعنى قالوا الله اعلم بالمعنى ولم يحددوه كماتفعلون انتم بينما من الخلف من حدد لها معنى متوافقا مع معاني العقيدة الاسلامية فقالوا استوى اي قهر العرش فالعرش الذي هو اعظم المخلوقات مقهور لله تعالى فكيف بما هو اصغر من العرش! اذا كل المخلوقات مقهورة لعظيم قدرة الله تبارك وتعالى، هذا المعنى الذي قاله علماء اهل السنة.
فلماذا تكفرونهم لمجرد ذلك!؟

هل تنكرون مطلق التأويل في كتاب الله!؟

- من قال لك يا عبر سبيل ان مذهب اهل السنة والجماعة هو أن ينكروا وجود التأويل في القرآن الكريم!؟
أليس النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عمه عبدالله بن عباس بأن يرزقه الله علم التأويل فقال: [اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب].

ثم ماذا تفعلون أنتم يا مانعي التأويل بقوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}. فهل تمنعون تأويل هذه الآية فتزعمون أن الله يسكن في مكان ما بين المخلوق وووريده الذي في عنقه!؟

ثم ماذا تفعلون أنتم يا مانعي التأويل بقوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}، هل تمنعون تأويلها فتصفون الله بالنسيان!
لقد أقيمت عليكم الحجة العلمية الشرعية كما أتى بها علماء الإسلام ومشايخ الإسلام ويكفينا في ذلك ما قاله احد اكابر علماء السلف الصالح ابو جعفر الطحاوي: [ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات].

اذا انتم لستم على منهج السلف الصالح بل انتم لم تقولوا استوى فقط بل زدتم عليها وهذا منكم تأويل ضلالي في غير محله تأولتم الاستواء على ما لا يليق بالله فقلتم هو الاستقرار، بينما السلف الصالح قالوا استوى بلا كيف بلا كيفية بلا تمثيل ولا تشبيه.
كفرتم الناس لانهم تأولوا الاستواء بالقهر بينما انتم أولتم الاستواء بالاستقرار والعياذ بالله وهذا هو التأويل الضال الذي أتيتم به فحسبنا الله ونعم الوكيل أما سمعتم بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء} فكيف تصفونه بالاستقرار! من أين أتيتم بها هذه ما وردت في كتاب ولا في سنة. فاتقوا الله وتراجعوا

اللهم أصلح حال هؤلاء المكفراتيين واهدهم الى الحق يا أرحم الراحمين.