شريط تفجير مجمع المحيا

[Bilal Nabil]

اخي ابو نعيم

لم يحدث اني انتميت لحزب طوال حياتي ، على الرغم ان اكثر من 90 % من شباب و فتايات فلسطين لهم تاريخ حزبي مع احدى القوى. اتخذت قراري اللاحزبي مبكرا لسبب بسيط و هو ان المتحزب لا يملك حرية النقد و التفكير كما هو حال اللامتحزب.

ما اعجبني في حزب التحرير هو انضباطهم المطلق ، و كانهم يتكلمون بلسان واحد ، فلم يحدث ان رايت كهذا الانضباط في اي حزب اخر. فعالمهم و جاهلهم ، كبيرهم و صغيرهم يحفظون نفس الافكار عن ظهر قلب.

التحريريون يطرحون فكرة ''الحتمية التاريخية للحل الاسلامي المتعدد المراحل'' ، و طرحهم للاسلام يماثل طرح الماركسيون لنظرية ''الحتمية التاريخية و صراع الطبقات''.

حزب التحرير يصقل عقول اتباعه بنظرية ''المؤامرات'' .... فليس يوجد في العالم سوى امريكيا و بريطانيا و سرائيل ، و ماتبقى فهم عملاء بدءا بزعامات العالم الاسلامي و انتهاء بالتنظيمات .... فزعماء ايران و مصر و الخليج ليسوا سوى عملاء لامريكيا!! اما البقية فهم عملاء لبريطانيا. و حتى العمليات الاستشهادية تتم بامر بريطاني كجزء من الصراع الخفي بين بريطانيا و امريكيا. صدام و الشاه عملاء بريطانيين و امريكيا اطاحت بالشاه و استبدله بعميل امريكي ( الخميني) ..!!!

في اطار نظريات المؤمرات ، قام حزب التحرير بتحليل مسالة غزو الكويت و هو كالاتي :

(( بريطانيا اصيبت باحباط بسبب خسارتها ايران و وقوع هذه الدولة تحت سيطرة عملاء امريكيين، لذا تم عقد اتفاقية انجلوـ امريكية تقضي بتقسيم الخليج بينهما ، و بناء على ذلك تقرر دعوة صدام البريطاني ان يقضي على ال الصباح الامريكان و يستبدلهم بعملاء انجليز مقابل ان تعترف بريطانيا بايران و بقية الخليج كمنطقة نفوذ امريكية، و بناء على ذلك فلن تحدث حرب بين امريكيا و العراق ابدا))
هذا ملخص فكرة حزب التحرير عام 1990 ، و لكن كلنا يعلم ما حدث و ان هذا التحليل خاطئ!!!

بمعنى اخر ، ان فقهاء حزب التحرير ليسوا سوى بشر و تحليلاتهم قد تكون بعيدة كل البعد عن الواقع ...


بالاضافة الى ذلك ، فان اتهاماتهم للخميني بالعمالة لامريكيا و اتهاماتهم للامام حسن البنا بالعمالة لبريطانيا و ان عبدالناصر اعدم سيد قطب بامر بريطاني لانهم تاكدوا ان سيد قطب قرر ترك الاخوان المسلمين و الانضمام لحزب التحرير .....


سيدي العزيز

كل هذه النظريات عن الماضي و الحاضر و المستقبل سمعتها من ابناء حزب التحرير في فلسطين مئات المرات .... و يؤسفني ان اؤكد ان معظم هذه النظريات لا يوجد سند او دليل يدعمها ، و ستثبت الايام عدم صحة الكثير منها.

فحزب التحرير ليست قوة الخير الوحيدة في هذا الكون و كذلك الحال بالنسبة للوهابية ....

لا تستطيع جماعة او فئة ان تحتكر الخير و ان تصف الاخرين جميعا بالشر ، فارجو من التحريريين و الوهابيين و التكفيريين ان يخففوا من تعصبهم لارائهم و ان يعترفوا بحق الاخرين في تبني اراء مغايرة ، فالاسلام و الخير ليش حكرا لفئة من الناس.