# كيف يتحول الإبتـلاء إلى منحة ؟
الإبتلاء من سنن الله في خلقه ولا سيما عباده الصالحين الذين رضوا به رباً وخالقاً ومعبوداً فإن الله تعالى يعرضهم للبلاء وهو قليل بجانب نعمه الكثيرة عليهم وذلك لإختبارهم أو لتصفية قلوبهم أو لرفع درجاتهم أو لتنبيههم فيما وقعوا فيه من الغفلة والتقصير ، والإبتلاء الذي يقدره الله على المؤمن ينبغي التسليم به لأن الرضا بقضاء الله جزء من إيمان المؤمن ، وصور الإبتلاء كثيرة فقد تكون محنة عامة يتعرض فيها أفراد في أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم لحكمة الرسول صلى الله عليه وسلم: [ أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فاالأمثل ] .
وليعلم المبتلى أن الله أرحم به من نفسه وأنه لن يبتليه أكثر من طاقته لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها .
وأدب المسلم مع الإبتلاء الذي يتعرض له يسير وفق منهج الإسلام وحكمته في مواجهة قدر الله وقضاءه فإذا التزم المسلم بتوجيهات الإسلام في مواجهة المحنة حولها الله له إلى منحة وجائزة وأتاه من الخير الأجر أضعافاً مضاعفة .
• أن يعلم أن مواجهته للمحنة باالسخط والجزع لن ينفع شيئاً لأن السخط يغضب ربه ويسر الشيطان ويحبط أجره ويضعف نفسه ويشمت فيه عدوه بل عليه أن يصبر ويحتسب ويطلب من الله أن يعافيه من ذلك ويثنيه على صبره { وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون } .
• أن يعلم أن الصبر يعقبه لذة ومسرة أضعاف ما كان سيحصل عليه ابتغاء ما أصيب به من إذ أن الصابر يبني له بيتاً يسمى بيت الحمد في الجنة لحمده لربه واحتسابه له.
• إن أثر المصيبة على صاحبها تحدد موقفه من الله فمن رضي بما أصابه الله به فله الرضا ومن سخط فله السخط وعلى المرء أن يختار ما هو أفضل له .
• أن يعلم أن نفسه وأهله وماله ملك لله عز وجل على وجه الحقيقة وأنه ليس إلا أمين على ما في يده ، كما قال الشاعر:
وما المال والأهلون إلا ودائع ××× ولا بد يوماً أن ترد الودائع
فإذا أخذ الله تعالى ما في يد الإنسان من فكأنه ردّ الأمانة إلى صاحبها وهو الله عز وجل .
• أن يلتزم المسلم المصاب باالدعاء النبوي الذي جاء في صحيح مسلم: [ ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره في مصيبته وأخلف له خيراً منها ] .