مما ينبغيي معرفته أن هذا التفضيل
إنما هو تفضيل جملة المهاجرين على جملة الأنصار
وأن هناك أفرادا من الأنصار هم أفضل من أفراد من المهاجرين .
قال العلامة محمد خليل هراس : " وهذا التفضيل إنما هو للجملة على الجملة ، فلا ينافي أن في الأنصار من هو أفضل من بعض المهاجرين " صفحة 240 .
ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ويؤمنــــــون بأن الله قال لأهــل بدر – وكانـوا ثلاث مئة وبضعــة عشر : " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " .
فمن معتقد أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون أن الله تعالى قال لأهل بدر : " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " .
وهذا مما صح عنه صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " فكل ما يقع منهم من ذنوب ، فإنه مغفور لهم ؛ بسبب هذه الحسنة العظيمة الكبيرة التي جعلها الله تعالى على أيديهم ( وهي غزوة بدر ) .
ففي الحديث :
1- أن ما يقع منهم من الكبائر مهما عظم فهو مغفور لهم .
2- فيه بشارة بأنهم لن يموتوا على الكفر ؛ لأنهم مغفور لهم
وهذا يقتضي أحد أمرين :-
أ - إما أنهم لا يمكن أن يكفروا بعد ذلك .
ب - وإما أنهم إن قدر أن أحدهم كفر ، فسيوفق للتوبة والرجوع إلى الإسلام .
وأيا كان ؛ ففيه بشارة عظيمة لهم ، ولم نعلم أن أحدا منهم كفر بعد ذلك " . 2 \ 238 .
ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجـرة ؛ كما أخبـر به النبي صلى الله عليه وسلم ، بل لقـد رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكانـوا أكثـر من ألف وأربع مئة " .
.. يتبع ..