قول بعض الناس : لم تسمح لي الضروف ، أو لم يسمح لي الوقت :
فنقول : إذا كان المقصود إنه لم يحصل وقت يمكّن الإنسان من فعل ذلك الشيء بلا بأس ، أما إذا كان قصد المتكلم أن للظروف أو للوقت تأثيراً في الأمور فلا يجوز قول تلك العبارة .
8- قول بعض الناس ( ما صدقت على الله أن يكون كذا وكذا ) :
إن مقصود هذا القول عند قائله : إنه ما توقع وما ظن أن يكون كذا وكذا ، وليس معناه - ومقصوده - أنه ما صدّق أن الله يفعل كذا لعجزه عنه ؛ بل المعنى : ما كان يقع في ذهني ولا يخطر ببالي هذا الأمر ، فالمعنى صحيح .
ولكن هذا اللفظ فيه إيهام ، وعليه يكون تجنب هذا اللفظ أحسن .
9- ومن ذلك ، قول بعض الناس ( لا سمح الله أو لا قدّر الله )
يُكره استخدام قول ( لا سمح الله ) لأن هذا القول يُوهم السامع بأن احداً يُجبر الله تعالى على شيء فيقول ( لا سمح الله ) والله تعالى لا مُكره له .
والأفضل أن يقول : لا قدّر الله ؛ لأن عبارة ( لا قدّر الله ) أبعد عن الستوهم في المعنى وهي أيضاً بمثابة الدعاء والطلب ، وليس معناها رد القدر أو عدم الإيمان بوقوعه .
10- حكم قول بعض الناس ( المرحوم فلان أو المغفور له فلان أو فلان المرحوم .... وهكذا )
إن قول الناس لمثل هذه الألفاظ - في الغالب - ليس من باب الإخبار عن فلان أنه مرحوم وأن الله تعالى قد غفر له ورحمه ، لأنه لا يجوز أن يُقطع لأحد بأن الله تعالى قد غفر له . بل إن قول الناس هذا من باب الدعاء وسؤال الرحمة لذلك الميت ، وهو من باب الرجاء كذلك ، وليس من باب الخبر القطعي ، فعلى ذلك فلا حرج في قول تلك الكلمات ؛ ولكن الأفضل استبدالها بغيرها مثل : ( فلان نسأل الله له المغفره والرحمة والجنة ..... ) أما إن أراد القائل أن فلان - فعلاً - قد غُفر ذنبه أو رحمه الله فلا تجوز .
يتبع بإذن الله حكم قول بعض الناس عن شخص قتل في سبيل الله إنه شهيد .........ز
وقفه :-
خطب ثلاثة إخوة من العرب إلى عمهم ثلاث بنات له فقال : مرحبا بكم لا أذم عهدكم ولا استطيع ردكم ، خبروني عن مكارم الأخلاق ، فقال الأكبر : الصون للعرض والجزاء بالفرض . وقال الأوسط : النهوض بالثقل والأخذ بالفضل . وقال الأصغر : الوفاء بالعهد والأنجاز للوعد ، قال : أحسنتم للجواب ووفقتم للصواب .
الحقاق
10/2/1425 هجري