قصيدة (قيدي من الصّمت)
قَيْدِي مِنَ الصَّمْتِ
شعر : م . أيمن العتوم
[poet font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" shadow(color=red,direction=180)"]
عَدَتْ عَـــلَيْكَ عَوَادِي الذُّلِّ يَا بَلَدِي
وَأَشْــــــرَبُوكَ كُؤُوسَ الزَّيْفِ وَالزَّبَدِ
نَـمْشِي عُــــمَاةً إِلى حَتْفٍ وَرَائِدُنَا
إِلى النَّجَاةِ الذي يَشْـــكُو مِــنَ الرَّمَدِ
وَفي فُؤَادِيَ جُــــرْحٌ مُنْذُ أَنْ نُكِئَتْ
عُـــــرُوقُهُ الـحُـمْرُ فَيَّاضٌ إِلى الأَبَدِ
أَنَا أُعَتِّقُ أَحْزَانِي لأَشْـــــــرَبَهَا
وَلا أَزَالُ صَـــــرِيْعَ الـحُزْنِ وَالكَمَدِ
أَهْـــــوَى غِنَائِي وَآَهَاتِي تُطَارِدُنِي
وَالكَأْسُ يُتْرَعُ مِنْ بُؤْسِــــي وَمِنْ نَكَدِي
فِيْمَنْ أُغَـنِّـي إِذَا مَا حَرَّمُوا لُـغَـتِـي
وَحَاسَـــــبُونِي عَلَى فِكْرِي وَمُعْتَقَدِي ؟!
أَهِيْمُ في ظُلُمَاتِ الدَّرْبِ يَـتْـبَـعُـنِـي
حُزْنِي،وَيَسْـــخَرُ مِنْ صَبْرِي وَمِنْ جَلَدِي
كَأَنَّـنِـي وَحْـــدِيَ الـمَنْفِيُّ في وَطَنٍ
سَـــــــأَلْتُ فِيْهِ مَكَانَاً لِـي فَلَمْ أَجِدِ ؟!
وَهَلْ أَخَافُ عَلَى شَيْءٍ سَـــــأَفْقِدُهُ
فَأَيُّ شَيْءٍ سِــــــوَى الأَوْطَانِ مُفْتَقَدِ
يَـمُورُ بِالنَّارِ قَلْبِي حُرْقَةً وَأَسَــــــى
وَالـخَـــانِعُونَ لَـهُمْ أَعْصَـابُ مُبْتَرِدِ
إِذَا تَوَهَّمْتُ في قَوْمِـيَّـتِـي سَــــنَدَاً
وَجَـــدْتُ أَنَّهُمُ خَانُوا وَهُمْ سَــنَدِي
كَمْ في العِرَاقِ شَــــــرِيْدٍ مَا يُدَثِّرُهُ
إِلاَّ الرَّدَى وَهْوَ مَا يَلْقَى مِــنَ الـبُـرُدِ
شَــعْبٌ يَـمُوتُ لأَحْكَامٍ قَدِ اتـُّخِذَتْ
بِـمَجْلِسٍ في شُـــــؤُوْنِ الأَمْنِ مُنْعَقِدِ
لَنَا الفَنَاءُ بِأَيْدِيْنَا وَنُشْــــــــهِرُهُ
سَــــيْفَاً عَلَيْنَا ، وَلا نَخْلُو مِنَ الـحَسَدِ
في كُلِّ قُطْرٍ لَنَا مَأْسَــــــاةُ أَنْدَلُسٍ
كَأَنَّنَا قَـــدْ أَلِفْنَا البُؤْسَ مِــــنْ أَمَدِ
إِذَا اتَّفَقْنَا عَــــــلَى حَبْلٍ لِيَجْمَعَنَا
حَبْلٍ مِــــنَ البُغْضِ وَالأَهْوَاءِ وَالـمَسَدِ
مَتَى نَرَى في بِلادِ العُرْبِ خَـــــافِقَةً
بِوَحْــــدَةٍ تَـحْتَ ظِـلِّ الوَاحِدِ الأَحَدِ ؟!
**********
يَا سَــــائِقَ الإِبْلِ إِنْ تَشْرَبْ عَلَى ظَمَأٍ
مِـــــنَ الـمَهَانَةِ ، إِنَّ الإِبْلَ لَـمْ تَرِدِ
هَذِي بِلادِي عُــرُوقِي بِالـمُنَى نَبَضَتْ
وَخَاطِـــرِي ، وَالهَوَى المَنْقُوشُ في كَبِدِي
هِـــــيَ الـحَبِيْبَةُ عُمْرِي كُلَّهُ فَلَقَدْ
رَهَنْتُ أَمْسِـــي ، وَيَوْمِي دُوْنَهَا ، وَغَدِي
أَقُــــوْلُ هُمْ أَهْلِيَ الـحَامُونَ تُرْبَتَهَا وَالذَّائِدُونَ إِذَا السَّـــــادَاتُ لَـمْ تَذُدِ
لَيْسُوا أُولَئِكَ بَاعُوهَا وَأَشْـــــرَفُهُمْ
لَدَى الـمَزَادِ عَلَى فِلْسَــــيْنَ لَـمْ يَزِدِ
يَدُورُ في فَلَكِ الشَّـــــيْطَانِ مَقْصِدُهُ
رُشْـــــدٌ مِنَ الغَيِّ ، أَمْ غَيٌّ مِنَ الرَّشَدِ ؟!
الشـَّـــــعْبُ أَكْبَرُ مِنْ وَغْدٍ يُسَيِّرُهُ
وَالكَلْبُ يَـخْشَــــى قَدِيْمَاً هَيْئَةَ الأَسَدِ
قِفْ في وُجُوهِ الَّذِيْنَ اسْــــتَهْوَنُوا دَمَنَا
وَأَشـْـــــعِلِ النَّارَ في جَنْبَيْكَ وَاحْتَشِدِ
عَلِّمْ طُــــــغَاتَكَ أَنَّ الأَرْضَ ثَائِرَةٌ
وَأَنَّ شَــــعْبَاً عَنِ الثَّوْرَاتِ لَـمْ يَـحِدِ
وَفي النُّفُوسِ بَرَاكِيْنٌ مُـــــــؤَقَّتَةٌ
إِذَا هِـــيَ انْفَجَرَتْ لَـمْ تُبْقِ مِـنْ أَحَدِ
**********
هَلْ بَعْدَ لَيْلِكِ يَـــــا دُنْيَايَ مُنْبَلَجٌ
مِنَ الضِّــــــيَاءِ فَإِنَّ الفَجْرَ لَـمْ يَفِدِ
قَيْدِي مِنَ الصَّــمْتِ لا سِجْنٌ وَلا زَرَدٌ
سَـــــلاسِلِي لَـمْ تُقَيِّدْنِي وَلا زَرَدِي
سَـــــأَكْسِرُ القَيْدَ جَهْرَاً لا أَخَافُهُمُ
إِنْ أَوْعَدُونِي ، وَإِنْ هُمْ مَزَّقُوا جَسَـــدِي
إِنْ صَــــافَحَتْ يَدُهُمْ أَيْدِي قَرَاصِنَةٍ
حَسْبِي مِنَ الفَخْرِ أَنِّي مَا مَـــدَدْتُ يَدِي
بِيْعُوا إِذَاً وَاشْـــــتَرُوا مَا شِئْتُمُ بَلَدَاً
فَإِنَّنِي لا أَبِــيْــعُ اللهَ فِــــي بَلَدِي
[/poet]
سجن سواقة
10 / 1 / 1997 م .
__________________
نحب بلادنا ونموت فيها
ولا نرضى لها صُلحاً مُشينا
ونحفر لليهود بها قبوراً
ونحمل ضدّهم حقداً دفينا
آخر تعديل بواسطة يتيم الشعر ، 06-04-2004 الساعة 06:21 AM.
|