لاتعجبوا يا إخوان من موافقة رأي المفتي لرأي السلطان , فهذه ليست بدعة هذا
الزمان , بل هي أحد أهم أسباب إنحدار ثم سقوط الدولة الإسلامية .
وهذا" أبي الحسن عبدالله الكرخي" شيخ الحنفية في بغداد , أيام الخليفة المستعصم
وهو في المرتبة العلمية يعادل كل هيئات كبار العلماء في الوطن العربي .
كان يقول : كل آية تخالف ماعليه أصحابنا ( يقصد الحكام ) فهي مؤولة أو منسوخة
وكذلك كل حديث , فهو مؤول أو منسوخ .
وكذلك القصة مكررة في تاريخ الدولة العثمانية التي كان علماؤها في مرحلة الفتوح
العظيمة , يتصدون للسلاطين ويردونهم إلى الصواب بل ويعزلون السلاطين إذا ما حادوا
عن طريق شرع الله .
ثم في مرحلة الإنحطاط صار كثير من العلماء يتبارون في تبرير قتل الناس وصور
الإرتزاق والإجترار على الحق , كما هو الحال اليوم .
|