كيف يجـندونهم ..؟؟؟؟ ( د . المصيبيح )

[الوافـــــي]

كيف يجندونهم ؟

(1-3)

د.سعود بن صالح المصيبيح

نشرت جريدة الحياة مقابلات مع عدد من أسمتهم أعضاء في تنظيم القاعدة الذين لا يجمعهم الا التشابه في الأفكار وخروجها على المجتمع وتكفير الدول والأنظمة والمجتمعات. بعضهم اعتقلوا وهم على وشك الانتحار أو بعد إصابتهم أثناء المعارك أو من سلم نفسه بعد ان اكتشف ان من جنده كذب عليه في الوجهة التي سيحارب ضدها.. ويتضح ان بعضهم في الحوار معه ابسط من ان يفهم المنطلقات التي جعلته يتحرك وهم محتجزون في سجن السليمانية في العراق. ونجح صحفي متمكن من الحياة اسمه حازم الأمين من مقابلتهم والجلوس معهم ومساءلتهم إنني أسوق هذا للعبرة لأهمية الموضوع وخطورته وان من يدافع عن التجمعات المشبوهة يجب ان يدرك ان ابنه او قريبه غداً سيختطف وسيصبح مثل هؤلاء يقاتل دون هدف ودون قناعة واضحة. سوى الانتحار وقتل النفس واتخاذ طريق غير طريق الإسلام الذي انتشر بالتسامح والتعامل والحب والصدق ويتبين من التحقيق الذي نشرته الحياة ما يلي:
1- استهداف صغار السن ومن لا يدركون أبعاد أفعالهم من قتل وتفجير واغتيال ومن يسهل التأثير عليهم وتوجيههم.
2- التأكيد على أهمية البيعة والطاعة العمياء وان إفشاء الأسرار يعني التصفية الجسدية من قبل الأمير المزعوم.
3- إن معظم هذه الشبكات والتجمعات التكفيرية استمدت أفكارها من فكر الإخوان المسلمين.. ثم تفرعوا منها.
4- يقول أحد هؤلاء الانتحاريين انا ابن الإسلام قبل ان أكون ابن والدي.. لا ارغب الحديث عن عائلتي التي تنتابني حيالها مشاعر متناقضة فأخاف أحياناً من ان تأخذني الشفقة بهم فأخطئ ديني.
5- العقيدة التي تحطها عائلتي عقيدة كافرة وكنت مثلهم ولكنني بدأت ابحث عن عقيدة وعن فكر احمله واعمل من اجله.. فقرأت عن الاشتراكية ووجدتها نظاماً اقتصادياً وليست نظاماً عقدياً، كذلك الرأسمالية والديموقراطية.. وجدتها أنظمة حكم قرأت الفكر الإسلامي من خلال الإمام (سيد قطب) وقررت ان أكون إسلامياً وان احمل هذا الفكر.. تصورت ان (سيد قطب) يمثل فكر الإخوان المسلمين الذي وضع خطوطه العامة (حسن البنا). لكن بعد البحث والتدقيق عرفت ان فهم (سيد قطب) للإسلام مستقل عن فهم (البنا) فهو يقول بالتوحيد والجهاد في سبيل ذلك.. أذكر أنني لخصت فكر (سيد قطب) بثلاث جمل كتبتها على غلاف كتابه بعد ان قرأته (الدعوة إلى التوحيد بالبيان وقتال الكفار والمرتدين في كل مكان من اجل تطبيق شريعة الرحمن).
6- اجتمعت مع مجموعة وكونا مجموعة للجهاد، ووضعنا مجلس شورى للجماعة وبدأت اتصالاتي بمشائخ في الخارج وقرأنا خطب أيمن الظواهري والشيخ عبدالمنعم أبو بصير والشيخ أبو قتادة في لندن وعلماء الجماعة الإسلامية في مصر، وكيف قرأت بعض الأبحاث للجماعة المسلمة للدعوة والقتال بالجزائر بقيادة حسن خطاب ورشيد ابو تراب وأدبيات جيش عدن في اليمن وبعض التجمعات في الاردن وجماعة الطليعة المقاتلة في سوريا وهذا يعني ان أفكارنا لها أصداء في معظم أنحاء العالم.
7- سافرت إلى الخارج وحرصت على ان التقي بالشيخ أبو محمد المقدسي الذي اعتبره شيخي وكنت قرأت له الكثير حيث أصبحت كتاباته جزءاً من تكويني الفكري والعقدي وفي لقائي القصير معه عرضت عليه أفكاري الجهادية بشكل سريع (المقدسي هو من كفر السعودية ويقيم في الأردن حالياً وينتمي إله معظم هؤلاء الانتحاريين فكرياً.. وللأسف لازال الموقف ضبابياً معه وعلى علمائنا ان يصدروا بياناً ضده لان لغته موجودة باستمرار عبر الإنترنت والمواقع المتطرفة فيها واعتقد انه نشط حالياً ضد بلادنا الحبيبة ويريد الإساءة لها).
8- سافرت للدراسة والبحث في اليمن وذهبت لجامعة الإيمان التي يديرها الشيخ عبدالمجيد الزنداني ثم ذهبت لتعز وقابلت مدير مركز الدعوة العلمي الشيخ عبدالمجيد الريمي وتحدثنا حديثاً عمومياً وعلمياً فهؤلاء الشيوخ لا يقومون بالتوجيه المباشر لأسباب تتعلق بظروفهم في الدول التي يعيشون فيها إذ سبق للمقدسي ان اعتقل في الأردن بعد تفجيرات الخبر وهو اليوم مراقب ولا يتحرك الا بحساب!!

وفي الزاوية القادمة نكمل الحديث ولا يفوتني التذكير بما بقي من أيام العفو المعدودة.. فالله.. الله للاستفادة منه واتخاذ القرار الشجاع في العودة إلى حظيرة الدين الصحيح والأهل والأحبة والوطن.

جريدة المدينة

.. يتبع ..