مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-08-2004, 03:40 AM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي حوارات الأديان .. حقيقة أم وهم

مؤتمرات" حوارات الأديان"..هل حققت التقارب المطلوب أم عكست رؤيةغيرصحيحة لطبيعة الخلاف؟ منذ الحادي عشر من سبتمبر والمؤتمرات والندوات والمحاضرات ُتعقد ويجتمع فيها الوفود من شتى الدول والديانات للدعوة إلى التوحد من أجل تبذ العنف ومحاربة الإرهاب وبيان الصورة الحقيقية للعلاقات بين الأديان والتي تحث دوماً على جانب الفضائل والقيم السامية،وهذه المؤتمرات رغم حسن النية الواضحة فيها ورغم كونها تعكس رؤية عالمية للدين الإسلامي إلا أنها تثير العديد من التساؤلات حول مدى نجاحها في تحقيق الهدف المنوط منها وطبيعة أسلوب ومفهوم وآليات التقارب المطلوب تحقيقه فهل تحقق الحد الأدنى المُبتغى من هذا التقارب أم أن هذه المؤتمرات عكست جوانب سلبية تختفي في الانشغال الطويل في تنميق المصطلحات دون إدراك للمغزى السياسي والمعنوي لها؟
لم ينشط الفكر الإسلامي في السنتين الأخيرتين في مناقشة موضوع من المواضيع أو قضية من القضايا كما نشط في مناقشة الصورة الإعلامية والعالمية عن الإسلام والمسلمين، وبطبيعة الحال لم يكن هذا النقاش مبادرة تنم عن أفق متسع في استقراء أحداث المستقبل من خلال الواقع المعاش ،وإنما هو وليد اللحظة التي كيلت فيها الاتهامات للإسلام والمسلمين بالإرهاب والتخلف والجهل.....إلخ.
وعلى الرغم من ذلك،فقد كانت المساعي حثيثة لتحسين الصورة عن الإسلام والمسلمين تدل على هذه الطاقة الفكرية الجبارة والتي لو أطلقت من قبل إذاً لجنبتنا الكثير مما نعاني منه من هجوم إعلامي مصحوب بإجراءات عنصرية مهينة، ويعول عليها بشكل مستقبلي في تحسين الصورة الإعلامية المختزلة عن الإسلام
وهذه المحاولات المتمثلة من خلال المناقشات والحوارات والمؤتمرات تناقش كل كبيرة وصغيرة في هذا الشأ ن هي لا شك مطلوبة من أجل تحقيق الهدف وفتح قنوات الحوار والاتصال مع الآخر وتحقيق حد أدنى من الاحترام للإسلام والمسلمين يحافظ على بقية متبقية من الكرامة والعزة شكلياً على الأقل.
ولا أستطيع إنكار أن الأسس التي قامت عليها في حد ذاتها سليمة لا بأس بها فالإسلام يجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن ولاينهانا الله عمن لم يقاتلنا في الدين ولم يخرجنا من ديارنا ولم يظاهر على إخراجنا، ولكن بنظرة فاحصة مدققة يجد الواحد منا أن هناك الكثير من السلبيات والأخطاء التي وقع فيها هؤلاء المؤتمرون والذين طالما حاولوا تحسين هذه الصورة.
وفي اعتقادي الشخصي ودون التجريح بهذه المؤتمرات أرصد من منظور فكري الشخصي المتواضع ما أعتقده خطأً ينبغي إدراكه وخطورته وتلافيه حتى تؤتي تلك المؤتمرات والحوارات والندوات أُكُلها.
أولاً: هذه الحوارات والمؤتمرات والندوات تناقش الكثير من القضايا من المنظور الذي يفرضه الغرب علينا أو قل من منظور دفاعي،
بمعنى أن هناك حالة تشبه التخلي عن الكثير من الثوابت من أجل توضيح صورة الإسلام وهذه النقطة بالذات يطول النقاش والحديث فيها فالنقاش وكأنه يحاول
استرضاء الغرب من أجل الرضا عنا ويتضح ذلك جليا من خلال استخدام مصطلحات هي من وضع الغرب وكأنها مسلم بها لا يمكن المجادلة في صحتها
والمقصود بذلك هو أن هذه المؤتمرات والندوات والحوارات تستخدم المباديء التي ترضي الغرب وكأنه يجب العمل على إرضائهم ولو كان ذلك على حساب المسلمات والثوابت التي لا يمكن المساس بها فمثلاً إذا كان اعتراض الغرب على مسألة النقاب أو الحجاب يكون الرد: الدين الإسلامي لا يقف عند حد مجرد الملبس بل يهتم بإيجاد أسس عامة من السلوكيات التي تصنع الترابط الاجتماعي وكذلك مثلاً في مسألة التشريعات الجنائية نجد الإجابات المميعة والتي وكأنها تخاف إغضاب الغرب لمجرد رضاهم عنا وفي ذلك تجاهل لقوله تعالى "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وقوله"لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم" أي أن المقصود أنه تُستخدم بحسن نية زائدة عن حدها معاني الحب والرحمة والإخاء وفهم الآخر والتعاطي معه والعلم و...و....إلخ بالشكل الذي تضيع فيه معاني العزة والكرامة والاستقلالية التي تميز بها الإسلام.
ثانياً: هذه المؤتمرات في الكثير من الأحيان تهمل القضايا الرئيسة والتي من المفترض لهؤلاء العلماء والمفكرين التصدي لها والتي تتعلق بالدين الإسلامي مباشرة أي أن هناك الكثير من القضايا التي ما زالت تشكل أزمة لرجل الشارع العادي والتي يتعلق أغلبها بأساسيات الدين والتوحيد والأخلاق ما زالت في حكم المنسية نظراً للانشغال الزائد عن حده بهذه المؤتمرات والندوات والحوارات وبالتالي فإن لذلك خطورته ودوره في تهميش الاهتمام بحاجة الفرد العادي لأساسيات الدين وهم في ذلك كالعالم الذي يتحدث عن الثورة التكنولوجية و ثورة المعلومات بينما المواطن العادي يشكو الجهل والجوع والمرض أي أن كثيراً من هذه المؤتمرات والندوات والحوارات لا تجدُ غضاضة في وصفها بالترف الفكري ، ونجد ذلك واضحاً في مؤسسة كبيرة لها تاريخها العريق الذي نود أن يرجع مرة أخرى وهي الأزهر تلك المؤسسة التي انشغل الكثير من علمائها بهذه القضية اهتماماً مبالغاً فيه في الوقت الذي استاء فيه الشارع المصري من ركاكة بعض الفتاوى وقلة الدعاة أو عدم فاعليتهم فقضايا الربا والتأمين والتبرع بالأعضاء و...و.... لم يعرها الأزهر الاهتمام الكافي بل وللأسف انشغل بعض المشكوك في نواياهم هذه القضية ليعيدوا ويزيدوا في مناقشها للهروب من البحث في القضايا الأساسية للإسلام بينما الكثير يجهل الكثير عن الوضوء والطهارة والحيض والجنابة فضلاً عن حوار الأديان والحضارات!!!
ثالثاً: قضية الولاء والبراء نجدها من جملة ما تم تمييعه والمساس به بشكلٍ خطير،فكثير من هذه الندوات والحوارات والمؤتمرات هو انحناء أو تركيع للطرف الآخر ومن المفترض أن تعكس توازن الحوار الإسلامي - الإسلامي المشترك و الحوار الإسلامي مع غير المسلمين لكن للأسف لم يحدث أن حاولت هذه المؤسسات الاجتماع بالحركات الإسلامية السياسية منها والعسكرية والمعتدل منها والمتطرف لوضع أسس متفقٌ على أكثرها كأساس لعمل ٍ إسلاميٍ موحد يراعي مختلف النواحي والتوجهات الأيدولوجية، وعلى الرغم من ذلك نجد أن هناك الآخر المتعصب المتطرف بالدرجة التي يكون الحوار معه خطأًً شنيعاً وتنازلاً عن الكرامة والعزة التي وصف الله بها عباده"أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" ونجد أن هناك الآخر الشيعي أو الصوفي أو من أي طائفة كانت من الإسلام والذي يُعد الحوار معه أكثر نفعاً من الحوار مع هذا الآخر، كما أن الكثير من هذه الحوارات تبحث عن الحوار من أجل الحوار دون رصد نتائجة أو تقويمها، ولا شك أن مفهوم الجهاد قد يكون من المفاهيم التي قد تكون قد مسها التمييع .
رابعاًً:غياب رؤية للهدف الحقيقي هل هو تحسين الصورة أم الدعوة أم مجرد التحاور مع الغير وإرضائه أكبر قدر ممكن،فالحوارات تتفرع مواضيعها ما بين هذه الأهداف الثلاثة دونما الوصول إلى حل نهائي في الغالب فلم نسمع حتى الآن عن مخطط معين أو تخطيط لأسلوب التعاطي مع هذه الأهداف ولم نسمع عن ميزانية رصدت أو مبلغ تم دفعه وذلك تكريس لمشكلة أخرى وهي وقوف أغراض هذه المؤتمرات والحوارات والندوات عند مجرد الدعم المعنوي في بعض الحالات والتنظير وهناك إشكالية أخرى تكمن في عدم وجود تنسيق بين المنظمات الإسلامية وهؤلاء المؤتمرين من أجل تحقيق الهدف وهو نشر الإسلام وتوضيح صورته الحقيقية وقد لا يكون من الخطأ القول أن تلك الحوارات والندوات والمؤتمرات تفتقد إلى آلية موحدة يمكن اعتمادها لتحقيق هذه الأهداف، لذلك فإن هذه المؤتمرات والحوارات والندوات يجب إعادة النظر في الأسلوب الذي تتم به والأسس التي تعتمد عليها من أجل تحقيق الهدف المراد منها وهو صنع وإيجاد مكانة مرموقة للمسلمين في كل مكان خاصة الدول الغير الإسلامية.
في النهاية يجب الإشادة بأن الحوار ضروري لأنه يدرأ الكثير من المخاطر ويبتعد عن السلبية لكن ليس مجرد الحوار والاجتماع والتناقش كافياً، لا شك أن هذا سوف يستغرق وقتاً طويلاً ، ولا شك أن هذه النقاط يجب الاهتمام بها ودراستها جيداً إلا أنه في النهاية وعلى رغم هذه السلبيات إلا أن هذه الحوارات والندوات والمؤتمرات من حيث المبدأ فكرة صحيحة لكن من الضروري الإلمام بمختلف الجوانب لتحقيق الهدف وهو تصحيح صورة الإسلام والمسلمين ودخول غير المسلم الإسلام.
* * *
المشرقي الإسلامي
8شعبان 1424
5أكتوبر2003
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م