عدت إلى البحر شوقا
اشتقت لرقص قواربه وعزف أمواجه
أحببت عليل هواه ولطيف نسماته
ركبت أحد قواربه ليحملني داخل ساحاته
بدأ القارب يرقص بي أكثر فأكثر
والأمواج تتلاطم من حولي وكأنها تزأر
أصواتها، ضجيجها، هيجانها كأنها مني ستثأر
يا إلهي...لم أعهد البحر إلا صبورا لا يتضجر
نظرت إلى شمس الغروب
فإذا بها تغادر المكان بسرعة وعني ترحل
أسرعت أخاطبها بحزن تمهلي!! ولها أسأل
لما هذا الهروب ولما هذا اللون الأحمر؟
فكأني بها تقول أنت في خطر وربما تقتل!!
غابت ولم تبالي بما يجري حولي وأنا أتوسل
يا إلهي...أين هي فالليل أقبل
خاطبت البحر في حلكة الظلام
أيها البحر الثائر الغاضب المتفجر
لما هذا السواد والقلب المتضجر؟
أين رحابة صدرك؟ لما هذا التذمر؟
أين ابتسامتك؟ لما كل هذا التنّكر؟
أريد أن أعود فكل شيء حولي تغيّر
أرجوك يا بحر تمهل واتركني أعود ولا تغدر
رفعت كفي، سألت الواحد الأحد الأكبر
فتحت عيني فإذا أنا على فراشي أتململ
حمدت ربي أني في حلم يأتي ويرحل
ولست في مركب وسط البحر لأُقتل
أيقنت حينها أن البحر لا أمان له و أنه يغدر
بمن يركب مراكبه أوعلى ظهر أمواجه يتجول
وأيقنت أن البحر رحب الصدر للهم يطرد وينهر
لمن على شاطئه يجلس أو يمشي بجانبه يتأمل
ولعل هذا توفيق بين النظرتين