مستوطنات اصبحت مدنا
[poet font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=3 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
آهٍُ لَكَم كنتُ أرجو أن أرى زمَنَا
ألْقى به امْرأةً قالتْ "فِداكَ أنَا
(متى ستعرفُ كم أهواكَ يا أملاً)
بَحَثتُ عنهُ بِقلبٍ هَدَّنِي وَهَنَا
(مضى بيَ العمرُ أعواماً تُقطِّعُني)
ألِفْتُ فيها الضَّنى وَالهمَّ وَالحَزَنَا
كمْ طالَ بي ظَمَأي في بيدِ بارِحَتي
فَجِئتَنِي فَسَقيْتَ الروحَ والبَدَنَا"
أوَّاهُ مِنْ حُلُمٍ أمْضِي إلى حُلُمٍ
كَشاعِرٍ كُلما لاحَ المَسَا فُتِنَا
إني يَئِسْتُ مِن النِّسْوانِ قَاطِبةً
كَيَأسِ "سُلْطَتِنا" أنْ تَحكُمَ الوَطَنا
إنَّ السَّعَادَةَ لا تَأتي بِمَوْعِدِها
وَإنْ قَضَى المَرْءُ عُمْراً يَدْفعُ الثَّمَنَا
إنَّ السَّعادةَ مِشْطٌ سوفَ نَمْلِكُهُ
متى تَسَاقَطَ شَعْرُ الرَّأسِ أوْ ظَعَنَا
مُسْتوطَناتٌ بِأرضي أصبَحَتْ مُدُنا
وَغزةٌ وجِنينٌ أمْسَتا دِمَنَا
وَالسِّلمُ خَارِطةٌ أضْحت بِلا طُرُقٍ
سِوى الْتِفافٌ عَليْنا مِنْ هُنا وَهُنَا
مِنْ عَهْدِ أسْلو وَهذا السِّلمُ مَهْزَلةٌ
نَشدو بِها نافِخين النَّايَ وَالبَدَنَا
وَخَلْفَ حَادي السَّلامِ الجَمْعُ مُغْتَبِطٌ
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ السِّلمِ حَيْثُ رَنَا
فالسِّلمُ مُؤْتَمَراتٌ لا انْقِطَاعَ لَها
مَا دُمْتَ تَحْتَ شِعَارِ السِّلمِ مُنْدَفِنَا
نَعَمْ أخي هذهِ مَأسَاتُنا بَدَأتْ
لمَّا انْتَهتْ بعْدَ أجْيالٍ خِلافَتُنَا
مُذ قَطَّعَتْ أرْضَنا إنْجِلْتِرَا إرَبَا
ثُمَّ انْثَنَتْ تَمْحَقُ القُرْآنَ والسُّنَنَا
وأُفْرِدَتْ أرْضُ أقْصَانا كَما رَغِبُوا
وَأصْبَحَتْ تُشْبِهُ السُّودانَ واليَمَنَا
وَأصْبَحَتْ قُدْسُنَا مِنْ فَرْطِ خِسَّتِنَا
أرْضَ اليَهُودِ وَأصْبَحْنَا لَهُمْ سَدَنَا
كَبيرَةٌ هذِهِ البَلْوَى وَمُؤْلِمَةٌ
إلى مَتى سَيَظَلُّ السِّلْمُ مَنْهَجُنَا ؟
عبدالوهاب القطب
[/poet]
|