03-08-2004, 09:04 PM
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 27
|
|
التقليد الأعمى
التقليد الأعمى
عندما نتحدث عن التقليد فإن الأمر يتشعب ويطول نقاشه من حيث تنوع فروعه. لكنني أحاول حصره على الهدف الذي كتبت من أجله ألا وهو التقليد أو التلقي دون مسائله عما يتلقى هذا المتلقي. والتقليد هنا ليس كله مذموم إنما المذموم هو ما ينافي الفطره والعقل والدين أما ما يوافق هذا
ولا يؤدي به الى الضرر أو غياب الضمير فإنه مقبول لكنني في هذا الزمن المتأخر من أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد العشرين. نجد أكثر الأمم تستقبل كل شيء وافد من الغرب ومن ثم تقليده وتطبيقه هم العرب والسؤال هنا لماذا يكون العرب بالذات ؟
ولماذا هم المستهدفون ؟ هل لأنهم كانو يفرضون عاداتهم ولغتهم على الأمم التي كانوا يحكمونها ولا غرابه هنا مثلهم كمثل أي أمه لها دور حضاري كما فعل اليونان والفرس والأمم الأستعماريه !!
التي جائت فيما بعد إذا كان أستهداف العرب دون غيرهم في تصدير كل شيء لهم من الفكر الغربي بداية وما ينتجه من صناعه فكريه وتكنلوجية
تكون مصدره بخيره وشره وهو مغلف بأغلفه عديده جميله في ظاهرها لكن مضمونها خبيث مسموم فاسد. كل ذلك كان يحصل منذ مده والعالم العربي يتلقى ويقلد دون أن يعرف ماهو الذي يفعله أو يقوم به حتى جاء مفهوم العولمه وما جائت به من مفاهيم ونحن نقول هنا لقد دخل على العرب كل شيء من الغرب الغث والسمين المقبول والغير مقبول فلم يترك منه أي شيء إلا وكان وارد مدخل بأصناف ملونه جميله براقه لأول وهله لها مبرراتها التي تسبقها حسب الدراسه الأستشراقيه السابقه وحاجاتها الأقتصاديه فمن ذلك دخول ما يعرف بالموضه وما تعنيه من أشكال وألوان فحلت محل كل ما كان موجود عندنا سابقآ من تراث إجتماعي مثل عادات كانت بسيطه وغير مكلفه فصار العرب يجتهدون في تقليد الغرب في حفلاتهم وعاداتهم السيئه حتى أن ثمانين بالمائه من البيوت العربيه أصبحت عاداتها غربيه وأصبح أربعين بالمائه لا يستطيعون تأسيس حياه إجتماعيه مناسبه لأبنائهم نظرا لظروفهم الصعبه ولوجود عوامل إجتماعيه ضاغطه أيضآ لا تقدر ظروف ذلك البيت أو ذاك وأما الأهم من هذا كله هو بروز عوامل غير متوقعه داخل المجتمعات العربيه مثل تفكيك الأسر وإبعادهم عن بعضها وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وعدم الأنتماء القبلي. وأمر أخر هو عدم إستنكار أي منكر وغير مناسب لتداوله إجتماعيا. وأخيرا نقول كل هذه الكوارث الأجتماعيه التي حلت بالمجتعات العربيه وخاصة الثريه كان سببها أولآ سياسي وثانيآ تجاري هادف وإذا سألت لماذا ؟ فإن الجواب هذه معطيات العصر وهذه العولمه السوقيه والقوميه الألكترونيه
.
|