الدين والسلطان .. بينهما برزخان لا يلتقيان !
بينهما برزخ لا يلتقيان.. الدين والسلطان!
بقلم/ رشيدة القيلي (كاتبة يمنية)·
العلاقة بين الحكام وبين الدين ،
علاقة تنافر تقوم على انسلاخ الحكام عن اتباع أحكام الدين واحترام مصلحة اتباعه المليار،
كما تقوم على عدم موافقة الدين على اغلب قرارات وتصرفات الحكام .
إنهم يزعمون تمثيل الدين والأمة وهم في الحقيقة يمثلون بهما ،
ويمثلون عليهما اقبح الأدوار ، فيحلو لهم النوم عميقا في الليالي المثخنة بأوجاعنا،
ويحلو لهم غض الطرف حين تحتد خناجر العدوان في تقطيع أوصالنا، لقد كلفهم الدين بحراسة الأمة ،
فكلفوا أنفسهم بحراسة الأعداء كلما فكرنا أن نأخذ بثأرنا منهم .
·يتبادلون التهاني بمناسبة المولد النبوي الشريف أو الهجرة،
فيما هم شمروا عن سواعد الجد والإصرار في هدم سنة صاحب الذكرى
وإهمال سيرته (صلى الله عليه وسلم) .
حظهم من الغيرة على الدين والوطن بالغ التفاهة
إن لم يكن بالغ الانعدام!
ومع ذلك يستدعون الدين إلى قصورهم حينما يريدون التزمل به
كغطاء لمصلحة تطيل أمد تسلطهم، أو يريدون التدرع به
كوقاية من خطر يهدد سلطانهم،
ولسان حال الدين هو كما قال الشاعر :
وعند احتساء الكأس تنسى مودتي
وعند اعتراك الخيل : يا سعدُ يا سعدُ !
·ما أوجبه الدين علينا لهم من حقوق ،
يثبتونه في أذهان الرعية كأنما هو الدستور وهو القانون،
وان مخالفتنا له أو تقصيرنا في تأديته هي (جريمة لا تغتفر)!
وما أوجبه الدين عليهم لنل من حقوق ،
يمضغونها باستهتار كأنها علكة ،
ويبصقونها ببساطة كأنها (قشرة زعقة)
وينظرون إليها باستهانة كأنها فقاعة
ويقللون من أهميتها باعتبارها (مسألة فيها نظر)!
·وفي واقع الأمة الآن >>
فإن الدين والسلطان يشبهان تماما الملاك والشيطان ،
إذ بينهما بُعد المشرقين والمغربين والقطبين!
وبُعد ما بين الضدين : الحق والباطل !
فالدين تئن مفاصله من شدة توجعه من موبقات السلطان،
والسلطان تئن محافله من شدة إقصائه الدين عن عقله وقلبه .
·السلطان يعلم علم اليقين أن أحكام الدين وحدوده لو طُبقت عليه>>
لصار مقطع الأوصال ممزق الأشلاء ،
لكثرة ما فعله من أفاعيل آثمة يدينها الدين
ويحاسب عليها الضمير .
والدين يعلمنا أن هؤلاء السلاطين
( لو تم وضع النقاط على الحروف)
إنما هم عصبة خالفت القرآن وحالفت الشيطان
وضربت قلب الدين وقلب الأمة بالرصاص الحي .
فالأمريكان أولى بالاتباع ! ومذهب السلاطين هو :
عدم الانصياع لصوت الضمير الديني والقومي والوطني .
وبغضا في (القاعدة) صارت القاعدة عندهم
أن كل واحد يؤخذ من كلامه ويُرد إلا أمريكا !
فهم على تماثيل تقديسها عاكفون،
وعلى مراضاتها دائبين، وعلى عفوها متزاحمون
منها يستقون مرسخات عروشهم
وفيها يصبون شلالات ولائهم .
إذا قالت أو أمرت.. انزلوا قولها وأمرها منزلة مقدسة
وإذا فعلت اقتدوا بها وساروا على هديها
ويدخلون بعدها (جحر الضب) زرافات ووحدانا
·ينحرفون عن الطريق القويم أثناء شدهم الرحال إلى البيت الأبيض
لكنهم يحسبون انهم يسيرون على الصراط المستقيم !
وبنفاق واضح يشدون الرحال نحو البيت الحرام
في زيارات حج وعمرة تقليدية،
لكنهم لا يعودون كما ولدتهم أمهاتهم ،
بل يعودون كما ولدتهم أمريكا، لم تنقص منهم ذرة ولاء لها !
ويبقون كما عهدناهم :
منحرفين عن الطريق القويم ،
طريق العمل لمصلحة الإسلام والمسلمين !
r5r51400@yahoo.com
__________________
أنا أجاهد .. إذن أنا موجود !!
أنا أجاهد .. إذن أنا موجود !!!!!
|