علاج الغضب :
جاء في السنة أحاديث كثيرة في علاج الغضب ، نجملها في الآتي :
أولا : أن الغضب يعالج بالوضوء ؛ لأنه فيه ثورة ، والوضوء فيه تبريد ؛ ولأن الغضب من الشيطان ، والوضوء فيه استكانة لله -جل وعلا- وتعبد لله ، فهو يُسكّن الغضب ، فمن غضب فيشرع له الوضوء .
كذلك مما جاء في السنة : أنه إذا غضب وكان قائما أن يقعد ، وهذا من علاج آثار الغضب ؛ لأنه يسكن نفسه ، ومن -أيضا- علاج الغضب أن يسعى في كونه وإبداله بالكلام الحسن ، لمن قدر على ذلك .
ومن المعلوم أن الإنسان يبتلى ، وابتلاؤه يكون مع درجاته وأجره وثوابه ، فإذا ابتلى بما يغضبه فكظم ذلك ، وامتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما حث الله -جل وعلا- عليه بقوله : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) وكظم غيظه ، وهو يقدر على إنفاذه ، كان حريا بكل فضل مما جاء في الأحاديث ، بأن يدعى على رءوس الخلائق إلى الجنة ، وأشباه ذلك .
فهذا الحديث دل على هذا الأدب العظيم ، فحرى بطالب العلم ، وبكل مستقيم على أمر الله أن يوطن نفسه على ترك الغضب ، وترك الغضب لا بد له من صفة تحمل عليه ، والصفة التي تحمل عليه : الحلم والأناة ، ومن اتصف بالحلم والأناة كان حكيما؛ ولهذا الغضوب لا يصلح أن يكون معالجا للأمور ، بل يحتاج إلى أن يهدأ حتى يكون حكيما .
وكان للغضب بعض الآثار السيئة في قصص متنوعة ، ولهذا نقول : قوله -عليه الصلاة والسلام- : ( لا تغضب ) ينبغي أن يكون بين أعيننا دائما في علاقاتنا مع إخواننا ، ومع أهلينا ومع الصغار ، ومع الكبار فكلما كان المرء أحلم وأحكم في لفظه وفعله كلما كان أقرب إلى الله -جل وعلا- ، وهذا من صفات خاصة عباد الله .
إنتهى شرح الحديث السلدس عشر
تحياتي