سأقوم بإذن الله بترجمة كتاب " إسلام قساوسة " لما وجدت فى بعض قصصه عبرة وعظة ، لنا جميعا ، وكيف يتسرب دين الفطرة إلى قلوب ظمأى ، وكيف تكون الدعوة بالقدوة الطيبة : " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين " ، ولا تكون بالهجوم على معتقدات غيرنا ، بل بالدعوة بالتى هى أحسن ، وكيف حين يلتزم الداخل فى دين الله بالإسلام يلتزم به جملة وتفصيلا وسلوكا ؟؟؟ وحينما يسلم علماؤهم يكونون من أقوى الداعين إلى الإسلام . وهذا أحدهم يمكنكم زيارته على موقعه :::
www.islamtomorrow.com
الحلقة الأولى
قصة عن الداعية الإسلامى ، القس السابق " يوسف استس "
لمدة حوالى خمسين عاما من حياتى فقد تزوجت وطلقت ، وعدت مرة ثانية للزواج ، ولى خمسة أبناء ، واربعة أحفاد ، وقد عشت تحت وطأة الفقر ، كما مررت بظروف كنت فيها من الأغنياء ... وقد تمكنت من زيارة معظم الولايات فى أمريكا ، وعدة بلاد فى العالم .
لقد تمتعت بصحبة أمراء ، وفقراء ، وحكام ، وعبيد ... كنت ضيفا فى قصور ، وكنت عضوا فى كثير من النوادى الخاصة ، وحتى جلست فى بعض السجون مع المسجونين . كسبت ثروات كثيرة ، وفقدت ثروات كثيرة ... بدأت حياتى العملية مذ كان عمرى 12 عاما ، حصلت على أول مليون دولار قبل سن الخامسة والثلاثون ، وفقدتها فى سن الأربعين ... حققت أرباحا أخرى بعد ذلك ، ولكنى فقدتها بسفاهة ، ولكنى لم أعتبر نفسى فى أى وقت خاسرا ، ولكنى كنت بين النجاح .
ولكن أهم شئ اكتشفته ... كان هو النجاح والسعادة .
نشأت نشأة قوية كنصرانى برتستلنتى ، ولد فى أوهايو ، وترعرع وتعلم فى تكساس ، كنت ناجحا فى التسويق ، كما كنت ناجحا فى الوعظ النصرانى .
تربيت فى منزل شديد التمسك بالدين ، فقد كان أبائى وأقاربى كلهم نصارى جيدين ، بمعنى أننا لم نكن نتعاطى الخمر إلا نادرا فى مناسبات محددة ، لا نقامر ، إلا فى الجامبو التى تعقد فى الكنيسة ... الدين كان جزءا من حياتى ، كنت مؤمنا بالله ، وبالإنجيل كلمته ، بينما كان الأطفال فى سنى يلعبون " المدرسة " ، و " عسكر وحرامية " ، كنت أنا ألعب " واعظ " ... مازلت أتذكر أو ل خطبة لى وأن واقف على الأرض فى إحدى الساحات قائلا " لابد لنا أن نعرف الطريق إلى الله ! وحينئذ نظل سائرين فى هدا الطريق " .
كل عائلتى آباء وأمهات كانوا أعضاء فى منتهى النشاط فى نفس الطائفة النصرانية البروتستانتينية . كنا كلنا نعشق الذهاب إلى الكنيسة فى صباح أيام الأحاد للدراسة والخطابة ( ربما لم نكن نحب الخطب الطويلة ) ، ولكن بالطبع كنا نشطين فى المناسبات الخاصة كعيد الفصح ، الكريستماس ، والهلوين ، وكانت هذه الحفلات جزء من حياتى فى سنواتى المبكرة . وكانت كنيستنا فقط تسمى " كنيسة النصارى " إلى أن بلغت سن 12 عاما فقد انفصلت لكنيستين مختلفتين ، وقد سمينا كنيستنا " حوارى المسيح " .
كان أبى معينا فى السلك الكنسى ، وقد كان فى منتهى النشاط ، فى مدارس الأحد وممولا للمدارس النصرانية . كذلك كان متخصصا فى ترجمات الكتاب المقدس ، ومن خلال أبى عرفت الترجمات والإصدارات المختلفة للكتاب المقدس بالإضافة إلى مقدمة التعبد الوثنية للنصرانية التى صدرت أيام الإمبراطور قسطنطين ( عام 325 بعد الميلاد ) . وقد كان ككل المبشرين تكون إجابته حينما يسأل هذا السؤال ::: " هل فى الحقيقة أن الله هو الذى كتب الكتاب المقدس " ، فيقول ::: " الكتاب المقدس هو الكلمة التى ألهمها الله للإنسان " ، أساسا !!! " ألهم البشر ، وهم بنفس الطريقة " كتبوا الكتاب المقدس . هذا يبرر فورا لماذا توجد الأخطاء ، والنقص والإضافة التى زحفت إلى الكتب المقدسة عبر مرور السنين ... ثم يعود فيضيف " ولكن مع كل ذلك فهو ما زال كلمة الله التى أوحاها إلى الإنسان & quot; .
كان الله دائما فى خاطرى ، كنت معمدا روحيا ! فى سن الثانية عشر ، وكان ذلك مجال دهشة لقسيسى ( كان يهوديا فيما سبق وأقبل على المسيح ) ، كانت تدهشه جديتى ، وإصرارى على أن أكون " تابعا صادقا للمسيح " ، أفكر دائما فيه ... ماالذى يطلبه منا ، ولماذا خلقنا فى المقام الأول ، وفى كثير من الأحيان ، كانوا يجدونى شارد الفكر حالما " حلم يقظة " متفكرا فى الله ، فى حين أن المفروض أن أنتبه لشئ أمارسه حينئذ ، كمراقبتى لإناء على النار ، أو الإستماع لشرح المدرس فى المدرسة . وفى بعض الأوقات أضع رأسى على يدى مستندا للطاولة ، ومتفكرا " كيف ستكون الجنة ؟ وهل سنرى ملائكة الله أوالشيطان ؟ " .
لقد كان ذهنى مشغول كثيرا بهذه الأفكار كطفل ، ولكن ككل الشباب ، انسلخ منها وأعود للعب مع الاخرين ، وكان الأطفال الآخرون يستهزئون بى ، وبأفكارى ، فأقول لنفسى ، ليس هناك مشكلة ، على كل حال ، فلأحتفظ داخلى بأفكارى عن الله .
عندما نضجت ، ومارست بعض الأعمال ، تحققت بأنى لا أريد أن أكون واعظا منافقا ! فلا يمكن لى أن أوعظ الناس بشئ قد لا أكون أفهمه ، وفى كل الأحوال ، فقد قبلت اللورد " الله " واعتبرت نفسى نصرانى صحيح الإيمان ، ولكن فى نفس الوقت ، لا أستطيع هضم أن الله واحد ، وفى نفس الوقت هو ثلاثة ، وإذا كان هو الأب ، فكيف يكون فى نفس الوقت ابنا ؟! وأيضا ، ماذا عن الروح القدس ( Holy Ghost )؟ ( فيما بعد تم تغيير ذلك ، إلى الروح فقط ( Sprit ) ؟ . ودائما كان السؤال الكبير الذى يحيرنى " كيف تساوى ثلاثة ، واحد" .
خلال سنوات أخذت أبحث عن صفات الله بمفاهيم مختلفة ، فبحثت فى البوذية ، والهندوسية ، والميتا فزكس ، والتيوزم " فلسفة صينية " ، والتطلعات المختلفة فى النصرانية واليهودية . وقد كان أكثرها رونقا لى الجينوستزم " الروحانية النصرانية " ، والكباليزم " الروحانية اليهودية " والميتافزكس ، وكلها تتكلم عن وحدة الوجود بأن الله متقمص فى خلقه ، وهى قريبة إلى بعض الصوفية فى هذه الأيام . ولكن هذا المفهوم فى مجموعه جعلنى مترددا ، فأنا لا أتصور نفسى أن تكون جزءا من الله !!!
الله منزه ، الله كامل ، الله عليم ، الله يحيط علمه بكل شئ ، فكيف يحق لى أن آتى وأردد ما يقال لى من القساوسة والوعاظ " أننا فى النهاية كلنا آلهة !!! " ... فلتقرأ الكتاب المقدس :::" أنتم آلهةأبناء الله العلى أنتم جميعا آلهة؛ على الرغم من هذا فستموتون كبشر ، وتسقطون كأمراء " ( مقتبسة من التوراة المزامير [ 82 : 6 ] و " أقول إنكم آلهة " [ إنجيل يوحنا 10 : 34 ] .
الإيضاحات التى جاء بها الكتاب الذى ينسب إلى ساول الرسول ( غير اسمه فيما بعد إلى بولس ) ، ملئ ببيانات ، فى أصولها تلغى التوراة والوصايا التى جاءت بالعهد القديم ، فجعلها مسألة كيف " تفهم " أنت الشئ لتجعله " مباح " أو " محرم " ... وكمثل على هذا فى الإصدار المنقح للنسخة الإنجليزية ، والتى أحملها معى من عام 1953 ، فهى تقول فى خطاب بولس للرومان ::: " أعرف وأنا مقتنع باسم اللورد عيسى أنه لاشئ غير طاهر بنفسه ؛ ولكنه غير طاهر لأى شخص يظن أنه غير طاهر " [ روما 14 : 14 ] .
ومرة أخرى فى نفس الخطاب ::: " لا تعد ما هو حسن لك بأن يقال عنه شرير ، وذلك لأن مملكة الله لا تعنى الطعام والشراب بل تعنى الحق والسلام فى بهجة وفى الروح القدس " [ روما 14 : 16 ] .
بمثل هذه البيانات فقد حطم بولس كلية وصايا العهد القديم ، وفى نفس الوقت ، فى النسخة الإنجليزية المنقحة من الكتاب المقدس ، فى العهد الجديد ، فيقال لنا أن عيسى عليه السلام ، أوصى فى إحدى الرسائل بعكس ما ذكره بولس ::: " لم آتى لألغى ما جاء به الرسل ، بل جئت لا لألغى بل لئؤكد ما جاؤا به ، وبالحق أقول لكم ، إلى أن تنتهى السموات والأرض ، لا حرف ، لا نقطة ، سيتغير من الوصايا حتى تتحقق ، وكل من حينئذ يستهين بواحدة من هذه الوصايا ويعلم الناس بهذا ، فسينادى عليه بالأصغر فى مملكة السماء ، أما من سيعلم الناس بهذه الوصايا فسينادى عليه بالأكبر فى مملكة السماء ، ولهذا أقول لكم ، إن لم تحققوا ما فى الكتاب والفرسيين ، فلن تدخلوا مملكة السماء " [ إنجيل متى 5 : 17 – 20 ] .
بناء على ذلك ، فإن بولس فى شهادته التى وردت فى خطابه للنصارى الرومانيين ، لم يستهن بواحدة من الوصايا فقط ، بل استهان بها كلها ، وبرر كل شئ بقوله إذا أنت لم تفكر بأن ذلك سيئا ، إذا فهو ليس كذلك !!! .
لقد شعرت بأن هناك شئ غير صحيح فى هذه الرسالة ، وقررت التمسك بما جاء فى الوصايا فى العهد القديم بقدر الإمكان ، ذلك يعنى ... لا خنزير .. الختان .. لا جنس خارج نطاق الزوجية .. لا زنا .. التعبد يوم السبت ( لا يوم الأحد ) ، وأهم من كل ذلك ... لا تعبد لأى شئ من المخلوقات ... كل هذا يتفق تماما مع التوصيات التى تقول ::: " ليس لك إله آخر ( بجوارى ) ، لا تجعل نفسك صورة محفورة ، أو أى تشابه ، لأى شئ فى السماء فوقك ، أو فى الأرض تحتك ، أو فى الماء التى تحت الأرض ... لا تسجد لها ، فأنا اللورد " الله " ، إله غيور ، [ ملحوظة ::: لم أستطع فهم هذا الجزء لترجمتة!!! , for I the Lord your God
am a jealous God, visiting the iniquity of the fathers upon the children to the third and the fourth generation of those who hate me ] ولكنى أظهر حبى القوى للآلاف الذين يحبونى ويحفظوا وصاياى " ( سفر الخروج ( Ex ) 20 : 3 – 6 ) .
وقد أصبح من المعقول بالنسبة لى ، ألا اصدق إلا بإله واحد ، هو القيم على كل شئ ، ولا شريك معه . والحكمة تقول أنه لا يستحق العبادة إلا هو . وبما أنه هو الله ، فلا يحق لسواه أن يضع القوانين والأوامر . وبذلك يتضح من هو الذى فى الحقيقة يحبه ، ومن هو المتبع لوصاياه .
حاولت أن أتراخى فى التعامل مع هذه القضيا لعدة سنين ، ، ولكنى الآن أقترب لسن الخمسين ، وأريد أن أفعل شئا لربى ، بعد كل هذه النعم التى أنعمها على ، ولهذا كان لابد من الجد فى عمل شئ للدين ، ومحاولة التقرب إلى الله !!! قررت مصاحبة أصدقاء لى من طائفة الإيفانجليست ، ومن الوعاظ ، الذين يمارسون أعمالهم فى أجزاء مختلفة من البلاد ، وحتى فى المكسيك . سافرنا سويا ، ودعونا إلى الله سويا ، وكيفما توجهنا أرواحنا ، نتوجه . أحد الأصدقاء كان يحمل صليبا كبيرا على كتفه ، ويسير به فى الطرق الرئيسية ، يوزع أناجيل صغيرة ، لهؤلاء الذين يستجيبون ، فيوقفوه للتحدث معه . لقد كان ممتعا أن تذهب لأولئك الذين فقدوا الأمل ، والذين لايجدون المال ، أو العمل ، فتعطيهم الهبات ، والطعام ، وتدعوهم لرسالة النصرانية ... كنت أحمل معى الكتاب المقدس أينما أذهب ، وبسرعة أفتحه وأبدا التبشير به .
لقد ولدت من جديد ! أردت أن أكون فى نور المسيح ( عليه السلام ) ، وأردت أن أشارك فى تبليغ الرسالة ... ولكن كانت هناك مشكلة ::: ماهى هذه الرسالة ؟؟؟
بالتأكيد ، أنا على علم بماذا يقول الذين ولدوا من جديد ، حينما يقرأون هذا :::
" رسالة الخلاص لعيسى المسيح " ، " لقد مات من أجل ذنوبكم " ، " لقد دفع ثمن السداد " ، " هو الإبن الصاعد لله " ، " عيسى هو الله " .
حسنا ! لقد أخذت بهذا على علاته !!!
وظللت أبشر بهذه الرسالة ، وأنا أعتقد كالآخرين ، بأنى أفهمها !!! المشكلة أنى سمعت واعظا آخر ، يقول يوما ::: " لا تترك عقلك مع سيارتك فى الجراج .
وقد دفعنى هذا على أن أبدأ فى إعمال عقلى فى هذه المعضلات الخطيرة ، والمشكلات الثابتة عن ديانتى . ثم حدثت أشياء !!!