فأبحرنا مع السلطان في الخلجان إذ أبحر
وجيرنا نصوص الدين إذ فاز الذي جيّر
فللقرآن تحفيظٌ وويلٌ للذي فسر !
وتكرارٌ وتجويدٌ وقد أمن الذي كرر ..
وإدغامٌ وإخفاءٌ وويلٌ للذي أظهر !
وقال فقيهم الرسمي من يصبر فقد يظفر ..
ألينوا نصحه سراً وحيو كل من يقهر ..
وإن أفنى وإن أفقر وإن أردى وإن قهقر ..
فهذا آخر الدنيا وإن الخير قد أدبر .. !
ولاينجوا من البلوى سو من هان وإستصغر ..
فتلك الشمس لم تشرق وذاك البدر ماأقمر ..
إلى أن يطلع المهدي فاصبر أيها المضطر ..
فقدمنا لك الإذعان والتأييد كي تنصر ...
دعونا الله في الصلوات والسلطان قد إستهتر
ولم نفقه بأن الله لم يسمع لمن غير ..
ولم يسمع لمن أغفل فلم يستنكر المنكر ..
فصارت دارنا حقلاً لأهل الكفر قد أثمر ...
وجاء فقيهك الثاني فجهّل كل من فكّر ..
فمن يأمر بمعروفٍ ومن يصدع ومن يجهر ..
ومن ينهى عن المنكر أصوليٌ قد إستعصر ...
تطرف في مبادئه يريد التاج والمنبر ....
وقال بأنها فتنٌ وحرم كل من أنكر ...
أجل هي الفتنة الكبرى وأنت الفتن الأكبر ..
فإن قلنا له شاور أجاب الحر لايؤمر ...
ومالشورى بملزمةٌ لمن يمنى إذا عفّر
رعاءٌ أوعبيدٌ هل تناقش سيداً قسور
وظن الناس ماشيةً خرافاً حوله تجتر
وظن الأمن أن نبكي ولانحكي ولانقهر
فثمم كاتب النادي وألجم فارس المنبر
وأضحى لكل مخلوق قرينٌ يكتب المحضر
فخاف الخل من خلٍ وخان الخنصر البنصر
.
|