إنهم يسرقون رموزنا ويحاكموننا بها!!
انهم يسرقون رموزنا ويحاكموننا بها !!
الرمز هو عنوان أقوى من العنوان ، وهو أحيانا تقرأ به ملفات ونظريات مكثفة أكثر من العنوان واكثر من مجموعة أعمال كتابية كانت او فنية ، لوحات ، مسرحيات ، أناشيد ، وهو يكون بمثابة زر او كبسة مجرد الضغط عليها يصبح تاريخ او جغرافية أمة قد فتحت أمامك .
من هنا عندما يذكر نوح او سام او ابراهيم او عيسى او محمد عليهم السلام ، فان كل اسم من تلك الأسماء قد حفر في ذاكرة الأمم ، ودخل في مواعظهم وقيمهم وعاداتهم وامثالهم وقصصهم ، واصبح ركنا هاما في المدارس والجامعات ومجالات التأليف الأدبي ، في الشعر والقصص والخطب الدينية ، هذا التغلغل في شخصية الأمة ، ينسحب على أفرادها بدرجات متفاوتة كتفاوت العوامل الوراثية في الكروموسومات .
فعندما نعرف ان ابراهيم عليه السلام هو من العرب المهاجرين من الجزيرة للعراق ، فاننا نعرف ان أمه و أبوه من أصول عربية ، وان الولد وما يملك لأبيه ، فان كل ما ينسب لإبراهيم عليه السلام هو يعود لرصيد الأمة وما أنجبت وما أنتجت .
لقد سرق أعداء الأمة منا ابراهيم وأضافوه لرصيدهم ، واذا أرادوا ان ينصفونا أطلقوا علينا لقب أبناء اللخناء وهو مصطلح رديء يعني فيما يعنيه ابناء ذات الرائحة الكريهة ويقصدون هاجر عليها السلام ، وفي كتاباتهم ما قبل المسيح عليه السلام ، كانوا يطلقون علينا اسم ال (SARACINE ) ، وهو واضح معناه دون عناء ، أي عبيد سارة ، حيث CINE هي القين .
ومن قبل ذلك سرقوا منا سام ابن نوح عليه السلام ، وهو الابن الأكبر لنوح ، وهو الذي أقام في عمان بعد الطوفان واحتفظ بالبقاء بالمكان دون أخويه حام ويافث ، حيث هو الأكبر طبعا ، ولم تزل تلك العادة موجودة في كثير من البلاد العربية ، عندما يتوفى الوالد فان الابن الأكبر هو من يحتفظ بمنزل والده ، لقد سرقوا سام وشرعوا لنا قوانين يحاكمونا بها ، معاداة السامية .
كما سرقوا منا الصليب ، وكان رمزا لآلهة الخصوبة في العراق ومصر ، وبالذات الآلهة عشتار ، وانظروا الى رمز الأنثى حتى اليوم فانه يمثل دائرة ملتصق بها صليب ! فحرفوه ورمزوا له بصلب المسيح عليه السلام ، وشنوا ولا يزالوا يشنون حروبا علينا معنونة بالصليب .
لم يتركوا شيئا إلا وسرقوه ، أنبياءنا ، و أئمتنا ، الحسين و الصادق ، وأخذوا يحاكموننا بمخالفتهم ، ونحن العرب نحبهم اكثر ممن يدعون انهم يحبونهم ، سواء فرس او صهاينة او غرب .
والأطرف من ذلك انهم لم يتركوا شيئا الا وحاولوا سرقته ، آثارنا في مصر في العراق في فلسطين في كل مكان ، فسرقوها واحتفظوا بها بمتاحف يتباهون على العالم أنها في حيازتهم !
لقد شاهدت في جوهانسبيرغ في جنوب إفريقيا مطعما صهيونيا مكتوب على القارمة (COME TO IZREALIAN FOOD) وتابعت القارمة فكتبت بحروف لاتينية حمص بطحينة مناقيش و الخ من الطعام العربي المعروف في بلاد الشام .
من يدافع عن رموزنا ومن يدحض ادعاءات الغير بملكيتها ، ولو كان الأمر يقف هنا لكانت المسألة أهون ، بل نبادر في كثير من الأحيان لإعطاء الغير حججا جديدة بالتمسك بها عندما نهاجمها نحن ، فيصبحوا مسلحين باعتراف امتلاكها ....
__________________
ابن حوران
|