قناة الجزيرة : هل هي قناة موزة ... أم قناة بن لادن ؟!

[قلم المنتدي]

قناة الجزيرة : هل هي قناة موزة ... أم قناة بن لادن ؟!



فالح حسون الدراجي

كالفورنيا



يعاني أغلب مشاهدي قناة الجزيرة، من مشكلة في فهم توجهات هذه القناة ، أذ اختلطت أوراقها الستراتيجية بشكل كبير، حتى صارت لغزآ محيرآ ، ليس للمتلقي فحسب ، بل وحتى لبعض العاملين فيها ، ويبدأ الأشكال من عائدية هذه القناة ، ليمتد الى تمويلها ، مرورا ببرامجها المضطربة ، وبأصول وأيدلوجيات اللاعبين الكبار فيها ، ولينتهي بهذا الإصرار العجيب على دعم الأرهاب في العراق والترويج له ، بل وحتى الدفاع عنه !! وأذا كنا نحن الكتاب العراقيين المبتلين ببلوى هذه القناة ، قد مررنا عليها بأشكال كتابية متنوعة، مستخدمين (من حرقة قلوبنا) معها كل ما يقع في أيدينا من أسلحة الكلام الشامل ، محاولين قدرالأمكان أن نثأر لشهدائنا الذين قتلوا بخناجر الجزيرة ، وتفخيخ القتلة معآ،

فأن ثمة الكثير من العراقيين البسطاء ( والمبتلين مثلنا أيضآ ) بمصيبة الجزيرة ، يطرحون يوميآ عشرات الأسئلة الموجوعة، حول هذه القناة ، ولعل من أهم هذه الأسئلة،

ما طرحه علي أمس والدي العجوزعبرالهاتف (من بغداد)، وهو يسألني بدهشة وحيرة ، وبلهجته الجنوبية الحميمية قائلآ ( بوية فالح ، أمريكا، هاي اللي تقول للشيء كن فيكون ، معقولة ما تقدر على هاي الغناة - يقصد قناة الجزيرة -) ؟! وللحق فأن هذا السؤال وما يقع على شاكلته من أسئلة، يدور على ألسنة الملايين من العراقيين ، ويحوس في تلافيف عقولهم كل حين، ولكن وللأسف الشديد، فأن الجميع لم يصل الى فهم مشترك لهذا اللغز ، ولم يتمكن أيضآ من حل موحد لهذا الأشكال، وهنا لا أنكرعلى الآخرين محاولاتهم الجادة ، وبحثهم الدؤوب، وغوصهم المثابرفي أكثرمن بحرمن أجل ألتقاط لؤلؤة الجزيرة،وأظن أن أغلب الغواصين فشل في العثور على ما يريد ، لا لقصور في مسعاه ، ولا لمشكل في قدراته ومؤهلاته، أنما المشكل الرئيسي في شبكة الجزيرة ذاتها ، فهي أنموذج لتداخل الخنادق ، وأشتباك الخيوط ، وأنموذج فظيع أيضآ للسمسرة السياسية ، والمنفعة المصلحية ، فليس هناك في الدنيا ، تطبيق أنجح من تطبيق الجزيرة لنظام ( شيلني وأشيلك ) فضلآ عن أن أضطراب المنهج الأخلاقي والسياسي للجزيرة ، يزيد في صعوبة فهم سلوك هذه القناة ، ومعرفة توجهاتها ، وربما يقول لي أحد الأخوة ( يابه أشدعوه هسه هيه فد نمونة ، كل الناس تعرفها قناة أرهابية بن لادنية ) !! وهذا صحيح ، وسيقول لي صديق آخر يمعود أكو واحد ما يعرفها ، هذي قناة أسرائيلية ) وأنا أقول له، نعم يا صاحبي أنها مثل ما قلت ، وسيأتي قاريء ثالث ليقول ( لا عيني لا ، هذي قناة قومجية ، على كلاوجية، على حماسية ، على عرفاتية ) وسأقول له هذا صحيح أيضآ ، وسيظل الأخوة يطرحون تصوراتهم المتعددة، وسأظل أجيبهم بذات الجواب ، مهما أختلفت تصوراتهم، لكني سأقف على رأسي، وليس على قدمي، لأصرخ بأعلى صوتي : لا لا بوجه أي شخص ، سيقول لي أن قناة الجزيرة، قناة شريفة، مهنيآ، أوأخلاقيآ، أوأنسانيآ ، لسبب بسيط ، هو أن هذه القناة لم تأت لأسباب مهنية قط ، ولا يمكن أن يصرف عليها أربعة مليارات لأهداف أخلاقية وأنسانية ، لأن فكرة تأسيسها أصلآ ، لم تكن فكرة ذا مضمون أخلاقي أوأنساني، ناهيك عن أن المؤسسة التي تقف خلف هذه القناة،أقصد بها مؤسسة الحكم القطرية ،هي مؤسسة بعيدة عن الأخلاق والقيم والأنسانية ، فمؤسسة تبدأ بغدر الأقربين ، وتنتهي بغدرالأب، لايمكن أن تحمل بين جوانحها فكرة أنسانية، وحتمآ أن فاقد الشيء لا يعطيه ، أذ لايمكن أن ننتظرمن الولد الذي قبل يد أبيه وهو يودعه في المطار ، ليقوم بخلعه بعد ساعات ويحتل كرسيه، خيرآ للآخرين ، وخدمة للأنسانية !! نعم أن هذه المؤسسة الماكرة ، نجحت بشكل كبير في خلط كل الكاردات ، ونجحت أيضآ في وضع كل الأسماء في كيس واحد، ولكي تلتقط الأسم الفائز ، عليك أن تلعب مع هذه المؤسسة ذات اللعبة ، وتستخدم معها ذات الأساليب ، والا ستظل تتقلب بتوقعاتك كل حين ، لذلك مضيت الى هذه المؤسسة ، ولعبت معها بأوراقها لعبة ( السي ورق ) دون أن أتخلى عن شرفي المهني، وصقي الوطني، وقد خدمني الحظ ، أو الصدفة ، أذ تعرفت في الكويت بعد سقوط صدام بيومين أو ثلاثة ،على شاب قطري مثقف وديمقراطي، من قبيلة

آل ثاني، في بيت أحد المثقفين الكويتين التقدميين ، أذ أحتفل معنا بسقوط صدام ، وكان هذا الشاب القطري فرحآ مثلنا تمامآ ، وبعد كأس وآخر ، وقصيدة وأغنية ، أبتهج الرجل وراح ينشدنا كلامآ خليجيآ جميلآ ، وبقدر ما أعجبني أبتهاجه بسقوط صدام ، أعجبته قصيدة قرأتها ، كما أعجبته الطريقة العراقية في ألقاء الشعر، وأصر على أن أعطيه رقم تلفوني في أمريكا ، وكذلك أيميلي ، لأنه سيزورأمريكا كما قال، وتحديدآ كالفورنيا، بعد أشهر قليلة، ومنذ أكثرمن سنة لم يتصل الرجل، ولم يبعث لي برسالة، حتى أني نسيته تمامآ، لولا أنه أتصل بي قبل أسبوع، ليخبرني أنه قادم الى كالفورنيا، ويعلمني بموعد وصوله المطار، وليسألني هل يمكن أن نلتقي ، وطبعآ فرحت لأتصاله ، وأستقبلته في المطار، وبقيت معه ثلاثة أيام ، ومن حسن الحظ أنه جاء( قبل بدء شهر الصيام )، وللحق فقد رفض الرجل أن يقيم في بيتي، لذلك حجزت له جناحآ في أفضل فنادق كالفورنيا ، وأخذته الى أجمل المواقع والمراتع ، فأكلنا وشربنا وسهرنا ، وحين ودعته في المطار، حيث غادر الى لاس فيجاس،أحتضنني قائلآ : ( يا ألهي كم أنتم رائعون أيها العراقيون) !!

والزبدة في كل ما ذكرته لكم من ذلك، هوهذا الكم الهائل من المعلومات التي أطلقها ضيفي عن الأمير حمد بن خليفة آل ثاني ، وزوجته الرابعة موزة المسند ، وحمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية ، وعلاقة هذا الجبر بموزة ، لقد تحدث لي بما يصلح أن يكون كتابآ كبيرآ ، وقد سولت لي نفسي، وحدثني فضولي الصحفي، على أن أفتح له جهاز التسجيل ، لأسجل هذه الكوارث( والبلاوي) التي تزكم الأنوف، لكي لا تضيع هذه الأحداث، ولا تسقط هذه الأسماء الكثيرة في بئر النسيان، ولا أعتقد بأن الرجل كان سيمانع لو قمت بتسجيل ذلك ، لكني قاومت أغراءات المهنة ، وأمتنعت عن أي عمل يسيء لنفسي أمام نفسي ، وألغيت فكرة التسجيل من بالي، فالرجل كان يتحدث بكل شيء وعن كل شيء، لكني أعترف بأني قمت بتدوين بعض الأسماء في ورقة ، وقد أخبرته عن ذلك قبل أن أقوم بعملية التدوين، وأعترف أيضآ بأن هذا ألتدوين مهم للغاية ، بخاصة وأن الأسماء متشابهة، فكل أفراد العائلة يحملون لقب واحد هوآل ثاني ، ولا يختلفون الا في الأسماء الأولى ، مثل حمد وفهد ومشعل وناصر وجبر، وغير ذلك ، وأذا قدر لي ووفقت بأصدار كتاب عن هذه العائلة يومآ، فستكون موافقة صاحبي مفتاحآ للعمل بهذا الكتاب !! وأجزم أن ما قاله هذا الرجل،الذي هو فرد مهم من أفراد قبيلة آل ثاني الحاكمة، وبحكم هذا الأنتساب، كبيروخطيرأيضآ، لأنه أطلع على الكثير، الكثير من الأسرار، والفضائح، والمؤامرات، والوقائع ، والأتصالات المتشابكة التي تحمل أهمية كبيرة ، بدءآ من تطبيع العلاقات القطرية الأسرائيلية ، وفتح أنابيب الغازالقطري لدول أوربا ، ووجود قاعدة العديد الأمريكية ، التي تعتبر أكبر قاعدة في الشرق الأوسط ، ومطارها الذي يعتبر أكبرالمطارات، وأكثرها كلفة ( بلغت تكاليفه لحد شهر شهرتموز 2004مليار ونصف دولار)!! ويقينآ أن ما قاله لي صاحبي، الذي سأتحفظ على أسمه، ولن أنشره ( الا بعد موافقته ) مهم جدآ ولن أستطيع ذكره في هذه المقالة المحدودة ، لاسيما في موضوع الأنقلاب ( الأبيض ) الذي أبعد الوالد الى ( أبو ظبي ) ، والى دسائس ( موزة ) زوجة الأمير حمد ، وأبعادها لأبناء ضراتها الثلاث عن المناصب الحساسة في الدولة ، بما فيها ولاية العهد التي عقدت موزة لواءها الى أبنها جاسم ، الى نفوذ الموساد داخل المؤسسة الرسمية القطرية ، وكذلك أشتراك ضباط الأستخبارات الأمريكية ، في كل مفاصل الحياة القطرية ، بما فيها كشف أنقلاب الضباط القطريين الموالين للتيار الأسلامي ، وأقتحام المساجد لأختطاف مجندين يمنيين، وباكستانيين ، وسودانيين ، وهم يرتدون الملابس المدنية ، كذلك نزول الدبابات والمدرعات الأمريكية الى الشوارع والساحات والمؤسسات المهمة في الدوحة ، لسد المنافذ على الأنقلابيين ، على الرغم من أن الناس يتحدثون في قطر عن عدم صحة هذا الأنقلاب ، أذ ثمة من يقول بأنه من صناعة الأمريكيين والشيخة موزة ، لبسط نفوذها على الجيش أولآ ، ولفرض الوجود الأمريكي بحجة حماية السلطة القطرية ثانيآ ، بخاصة وقد أتهم به فهد أبن الأمير حمد(من زوجته الأولى) كما تحدث عن أستهتار موزة، وخلعها الحجاب والعباءة حين تصل واشنطن أو لندن( والكلام لصاحبي القطري ) ، حيث ترتاد المسابح شبه عارية ، كما تخرج الى الشوارع والملاهي الأمريكية الخاصة بالجينز،أو بالملابس القصيرة التي لاترتديها حتى الفتيات الأمريكيات والأوربيات، كما تحدث صاحبي عن الأمير حمد، الذي يسميه القطريون ( أبو كرش ) قائلآ :- حين أنهى حمد الثانوية في الدوحة، ألتحق بكلية ( ساند هرست العسكرية البريطانية ) وحين زاره أبوه في الكلية ، وسأل عنه أساتذته ، أجابه مدير القسم الذي يدرس به ولده حمد قائلآ ( سيدي الأمير ، أننا نعلمه مباديء العسكرية ، ومباديء الشخصية القيادية ، ومباديء اللغة الأنكليزية ، وللأسف فأننا نعلمه أيضآ مباديء اللغة العربية أيضآ ، فولدكم يبدو لمم تتح له الفرصة لدراسة لغته بشكل جيد) !!