إن الوطنية الحقة أن يشقى الإنسان ليسعد وطنه، ويذل ليعز، و يفقر ليستغنى، و يموت ليحيى،
الوطنية الحقة أن يسعى الإنسان قدر جهده لجلب الخير العميم لوطنه و دفع الضر عنه بمقتضى العقل و الحكمة و الشرع و القانون.
تلك هي الوطنية الحقة التي على أساسها تشيد دعائم العمران إذا نفخ روحها في الشعب و غذى بها جسم الأمة و ما عداها فدعاوى فارغة، لاحظ لها من الوطنية إلا ما للزبد من المنفعة.
ليس الوطني الحقيقي من يظهر رأسه عند الرخاء، وإذا جد الجد اختفى و توارى عن الأعين فإن هذا النوع من الوطنية تشاركه حتى الأرانب، و لكن الوطني الحقيقي كالأخ الصديق إنما تظهر صداقته ومودته عند البلاء و المحن و المضائق هذا نحو أخيه العزيز وذلك نحو وطنه المحبوب
|