الشارع العربي
شخصيات الشارع العربي
كل إنسان على هذه الأرض يمثل شخصية روائية، لها حركاتها الايجابية والسلبية ومنهم من له بصماته الفعالة، وكل فرد داخل هذا المجتمع يخوض بنفسه موضوع روايته من خلال المنظور الذي يعتقده ويؤمن به، والشاطر الذي يصبح بطلاً مهما بأحداث الرواية. وكل الشخصيات المتنوعة الأدوار لها الحق بقول ما تريد وتفريغ ما بداخلها وإظهار الحرفة التي تزاولها على أرض الواقع، والعقد التي تعانيها، والحلول التي تأمل بالوصول إليها.
وكل إنسان على مسرح الحياة يملك عدة وجوه وإتجاهات مختلفة ومسارات عديدة كثيرة التناقض، وجميل أن تعرف الشخصية المخيلة والأفكار التي تدور بداخلها، ومخزون الأحداث الذي تستمده من خلال معايشتها لصور مختلفة من مشاكل وصراعات الحياة. وهناك العديد من الشخصيات الروائية التي تقابلنا ونتعامل معها أو نسمع عنها ومنها:
* شخصية منطوية على نفسها سريعة الهرب خائفة من مواجهة المواقف والأحداث وغالباً ما تفشل في مواجهة الأحداث.
* شخصية غامضة مرتبكة لأنها ليست في المكان الصحيح وتتستر خلف الغموض لتخفي عيوبها، وتفشل في التعايش مع الأحداث.
* شخصية كاذبة لكن ليس الكذب الذي يقترب من الغش وأعني الغش البريء ونحن بحاجة إلى هذا النوع من الغش لتسيير أمورنا، ولنعيش بالأوهام الجميلة.
* شخصية متطرفة في تقديراتها وتصوراتها لمجريات وأحداث الأمور وغير مدركة للأوضاع التي تعيشها وغير قادرة على تحليل الأمور بالرغم من إدعائها القراءة وفهم ما يجري.
* شخصية قوية ذات حماس عالي ومشاريع لا تنتهي، تتدفق طاقة وإندفاعاً ولا تعرف طريق اليأس، وهي من أجمل الشخصيات الروائية على مسرح الحياة.
ويجب أن لا يغيب عن بالنا أن البيئة والناس المحيطين بالشخصية من أكبر المساهمين في تركيبة الشخصية سواء بالايجابية أو بالسلبية. وللأسف باننا نعاني في هذا الزمن من هروب ثلاثة أرباع الجمهور الحقيقي من شخصيات الشارع العربي (الأدباء - الشعراء - المبدعين - الرسامين - الموسقيين)، والمثقفين الذين تركوا بلادهم وهاجروا إلى الغرب لأسباب عديدة قد تكون ربما سياسية، ومنهم من أراد أن يتنفس الحرية بعيداً عن أجواء الذل والقهر النفسي، و منهم من غادر هرباً من أنظمتة السياسية الجائرة التي حرمتهم حرية التمتع بالمواطنة وأبسط حقوق الانسان.
وباعتقادي الشخصي أرى مجتمع الشارع العربي عنيف ومظلوم وظالم وكاذب وحقيقي بحيث جعل أدوار وأحداث الشخصيات الروائية للشارع العربي في حالة إنفصام وإنعدام للتوازن، الذي تسبب بارغامهم على مقاطعة الأجواء العربية، وتفضيلهم الانتساب للشارع الغربي، وبالتالي التخلي للأسف عن عروبتهم.
ما رايكم بموضوعي الذي كتبته
وهل هذا يا سيد الوافي كلام طفلة
|