النصح والبيان في فتنة هذا الزمان !
سؤال ...؟؟؟
لا أظنه يخفى على مثلكم ما حصل ويحصل في الجزيرة العربية ا .. ليتكم ـ يحفظكم الله ـ ترشدون الشباب إلى ما يجب عليهم فعله، خاصة وأن الحكومة بدأت تستهدف أهل الإيمان والجهاد إما بالسجن أو القتل وما حادث الشيخ يوسف العييري عنا ببعيد .. فقد بدأت مجموعات من الشباب بالتعاهد فيما بينهم بالانتقام مما تفعله أو ستفعله الحكومة فبدأ بعضهم بشراء أسلحة، ومجموعات أخرى من الشباب يخشون أن يتكرر في الجزيرة العربية ما قد حصل في الجزائر، ولكنهم في نفس الوقت يرون أن هناك فتنة ومقتلة كبيرة ستحدث، خاصة إذا استمرت الحكومة في مضايقة أهل العلم والجهاد، فيرون شراء الأسلحة من المسدس إلى المتفجرات والتدرب عليها لحماية أنفسهم وأهاليهم في حالة حدوث حرب أ هلية أو انقلاب أو ما شابه ذلك.
كان لهؤلاء الشباب ـ من يجيبهم على استفساراتهم، ويشاركهم همومهم ـ علماء يثقون فيهم وفي علمهم ويسكنون الجزيرة ويشهدون الواقع ويرونه من حولهم، ولكن كما تعلمون بارك الله فيكم دوهمت منازل هؤلاء العلماء واقتيدوا إلى السجون وسيبقون هنالك إلى أجل غير مسمى، هذا إذا ما أصدروا حكم الحرابة فيهم .. حتى أن الحكومة خلقت الأكاذيب حول هؤلاء العلماء، فهم عند قبضهم على الشيخ الخضير والشيخ الفهد والشيخ الخالدي، أذاعوا أنه كان بحوزة هؤلاء
المشايخ أسلحة ومتفجرات! وقبل ذلك أتهموهم بأنهم أسسوا مجموعة تسمى بالموحدين لمحاربة الحكومة السعودية، وأن لهم يدا فيما حدث في الرياض من تفجيرات، وقد نفى المشايخ حفظهم الله التهمتين!
يا شيخ... الشباب حائر وخائف في نفس الوقت؛ فهم يخشون على أنفسهم حتى من السؤال مما يجب عليهم فعله، وإن سألوا أحدا، فالمسؤول في العادة سيتهرب من السؤال وسيجمل ولا يفصل، وقد سقطت مصداقية هيئة كبار العلماء عند عدد كبير جدا من الشباب، فيتعاملون مع أي بيان عن هيئة كبار العلماء كأنه بيان من وزارة الداخلية أو غيره من الوزارات .. لذا نرجو البيان والنصح ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين.
هذا سؤال كبير .. كنت أود من النظام السعودي أن لا يضطر الشباب المسلم لإرسال مثل هذا السؤال .. وقد أرسل إلي نحوه الكثير من الأسئلة .. كنت أود من النظام السعودي ـ مراعاة لحرمة الحرمين الشريفين .. ولعباد الله الآمنين ـ أن لا يجعل من نفسه طرفا .. وأن يعتزلنا ما اعتزلناه .. ولكنه أبى إلا أن تقشر له العصا .. وأن يكون طرفا شرسا .. وعدوا ظاهرا .. وأن يكون عونا لطواغيت الكفر في العالم على المسلمين الموحدين من أهل الجزيرة وخارجها .. بزعم ملاحقة الإرهاب .. وهم أرباب في الإرهاب والإجرام.
وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من ذكر الحقائق التالية :
1- النظام السعودي خلط بين حق وباطل؛ فحقه يغلب عليه الطابع الدعائي الكلامي: كرفعهم لشعار التوحيد على علمهم .. وزعمهم أنهم دولة إسلامية سلفية .. تحكم بالشريعة الإسلامية .. وغير ذلك من الاطلاقات الكبيرة التي كنا نود أن يكونوا صادقين فيها .. والتي كانت ولا تزال سببا في إضلال كثير من الناس!
أما باطلهم فيغلب عليه الطابع العملي الواقعي الإجرائي الملموس .. وهو أصدق دلالة على حقيقة نظامهم مما يزعمونه باللسان، ويتمثل هذا الباطل في عدة أمور:
منها : أنه نظام لا يحكم بما أنزل الله في جميع مجالات الحياة الخاصة منها والعامة، بل هو نظام يحكم بما أنزل الله في مجالات دون مجالات .. يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض .. وملاحظة ذلك سهلة ويسيرة لكل من يرغب أن يتتبع النظام القانوني السعودي .. وهذا مناقض لعديد من النصوص الشرعية التي تلزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة في جميع مجالات الحياة، كما في قوله تعالى: { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } فقوله تعالى { في شيء } من صيغ العموم التي تفيد كل شيء وأي شيء يتم فيه النزاع.
ومنها : أنه نظام طفيلي .. مقتنع ـ منذ زمن ـ بأنه لا يستطيع أن يعتمد على نفسه وشعبه .. فمن قبل مد آل سعود أيديهم إلى الإنكليز ليتقووا بهم على تثبيت ملكهم وسلطانهم .. ضد الإخوان من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وغيرهم .. إلى درجة أن مؤسس الدولة السعودية كان يتقاضى راتبا من الإنكليز كما صرح بذلك أحد أحفاده .. واليوم ـ على يد أبناء عبد العزيز ـ يرمي النظام نفسه بكليته في أحضان أمريكا .. ماشيا في سياستها .. وملبيا لها كل رغباتها .. مقابل أن تحميه وتدافع عنه .. وأن لا تتخلى عنه .. أو تعمل على تبديله .. علما أن النظام السعودي لو كان مخلصا في زعمه للإسلام .. وأنه حامي الحمى .. لاستطاع ـ بحكم شعبه المتدين .. وبحكم الثروة المادية الضخمة التي يملكها ـ أن يعد جيشا من أقوى جيوش العالم .. ترهبه أمريكا ذاتها .. جيش يملك القوة .. والعقيدة فمن له .. ولكن وللأسف لم يفعلوا شيئا من ذلك .. شأنه في ذلك شأن أي نظام عربي آخر .. فهو لم يتجاوز أن يعد الجيش الذي يحمي النظام الحاكم من شعبه عند حصول أي عملية تغيير أو اعتراض .. على مبدأ أسد علي وفي الحروب نعامة!
ومنها : أنه نظام عنصري وطني يوالي ويعادي على أساس الانتماء للوطن .. ويقسم الحقوق والواجبات بين العباد على أساس الانتماء للوطن السعودي وحدوده .. وليس على أساس الانتماء للعقيدة والدين .. شأنه في ذلك شأن أي نظام عربي آخر .. وهذا عين الكفر البواح كما يقول علماء اللجنة الدائمة السعودية ذاتهم، حيث قالوا في فتوى لهم رقم 6310،1/145] :" أن من لم يفرق بين اليهود والنصارى وسائر الكفرة وبين المسلمين إلا بالوطن، وجعل أحكامهم واحدة فهو كافر ا- هـ. وقد أصابوا في ذلك، ولكن سؤالنا لهؤلاء السادة: أليس النظام السعودي هكذا .. هل يخرج في شيء عما ذكرتم .. أليس الكافر الزنديق السعودي ـ بحكم المواطنة والانتماء لحدود الدولة السعودية ـ له من الحقوق والإكرام والامتيازات .. ما ليس لشيخ الإسلام من خارج السعودية؟!!
العنوسة بين النساء السعوديات بلغت ذروتها، ومع ذلك ـ بحكم القانون ـ لا يسمح للمرأة السعودية أن تتزوج ممن ترضى دينه وخلقه ممن لا ينتمي لحدود الوطن السعودي .. وكذلك الرجل السعودي لا يحق له أن يتزوج من خارج السعودية إلا بعد أن يبلغ من العمر عتيا ووفق شروط، وبعد موافقات ملكية خاصة ما أنزل الله بها من سلطان .. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد في الأرض عريض "!!
ومنها : أنه نظام لا يعرف عنه ولا عن جيشه الهش .. نصرة فاعلة ـ ولا غير فاعلة ـ لأي قضية من قضايا المسلمين المعاصرة الهامة .. آتوني بحركة جهادية إسلامية .. أرادت أن تستأنف حياتها الإسلامية في الأقطار التي تعيش فيها .. وترفع ظلم الطواغيت عنها .. ثم تلقت من النظام السعودي وجيشه ـ وليس الشعب السعودي المسلم ـ أي نصرة أو تأييد ..!!
حصلت مئات المجازر للمسلمين في أقطارهم .. اغتصبت بلاد وانتهكت حرمات عباد .. فماذا كان موقف النظام السعودي وجيشه .. لا شيء! .. أكثر شيء يمكن أن يفعلوه أن يسمحوا للمشايخ بالدعاء للمسلمين .. أو أن يجمعوا لهم بعض التبرعات النقدية التي تنفس حنق الشعوب .. والتي ترسل ـ هذا إذا أرسلت ـ للطرف المتمثل في الدولة التي تذبح المسلمين، كما حصل عندما أرسلوا تبرعات الشعب السعودي للمسلمين في الشيشان عن طريق الدولة الروسية الذابحة لتتقوى بهذا المال على ما تفعله بحق المسلمين من مجازر..!!
قولوا لي ولو مرة واحدة أن النظام السعودي وجيشه قد غضب لله وللعقيدة .. ولو لمرة واحدة .. الهندوس يذبحون المسلمين في الهند وكشمير منذ سنوات .. ومع ذلك النظام السعودي يقيم مع الهند كامل العلاقات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية!!
المسلمون في الشيشان يذبحون على أيدي الصليبيين الروس ومنذ سنوات .. ومع ذلك النظام السعودي يقيم مع روسيا كامل العلاقات الدبلوماسية!
المسلمون في الفلبين يذبحون منذ سنوات على أيدي صليبيي الفلبين .. ومع ذلك النظام السعودي يقيم مع الفلبين كامل العلاقات الدبلوماسية .. ويستقدم منها اليد العاملة وغيرها .. ولا كأنه يوجد شيء!
أمريكا غزت أفغانستان .. والعراق غزوا مباشرا .. وهي وراء كل مجزرة ترتكب على أيدي الصهاينة اليهود في فلسطين .. ومع ذلك النظام السعودي يقيم كامل العلاقات الدبلوماسية، والاقتصادية، والعسكرية، والأخوية مع أمريكا .. ويضخ بتروله لها ولغيرها من الدول التي تدعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين .. وهاهو اليوم يقود العرب ـ بكل وقاحة وجرأة ـ في عملية التطبيع والاستسلام الكامل مع دولة الصهاينة اليهود!!
حتى الصين الشيوعية الملحدة .. للنظام السعودي علاقاته الدبلوماسية والصديقة معها!!
القائمة طويلة .. آتوني بدولة تحارب الإسلام والمسلمين ـ وما أكثرها ـ ثم النظام السعودي قطع علاقته مع تلك الدولة اعتراضا على حربها للإسلام والمسلمين .. لن تجدوا!!
نظام لا يغضب لله ولو مرة .. ولا يوالي ويعادي في الله ولو مرة واحدة .. كيف يسمى إسلاميا .. كيف؟!!
يتبع
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .
ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969
|