إحقاق الحق الشافى فى الخلاف بين الهلالى و الوافى

[الهلالى]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أمام وخاتم النبين
اللهم إهدنا إلى الحق و الرشد و أعطنا العزم على الرشد
فى الخيمة السياسية دلر نقاش حول مصطلح يطلقه العلماء على فعل قوم لوط و هو ((اللواط)) وقد كان أسلوب النقاش حاد لا يليق بمن يطلب الحق و أستغفر ربى سبحانه و أدعوه أن يهدينا الحق فى تلك المسألة ..
ستجدوا النقاش على هذا الرابـــط

و بعد مطالعة الرابط أرجو أن تكون الفكرة واضحة عندكم ..

لقد بحثت فى الأمر و سألت أهل العلم و الحمد لله قد وصلت إلى ماهو آت :

قوم لوط ينسبوا إلى نبيهم لوط عليه السلام .. وقد فعلوا الفاحشة التى لم يسبقهم بها أحد من العالمين
وقد أصطلح أهل العلم على تلك الفاحشة بمسمى وجيز ينسب إلى القوم و ليس إلى نبيهم ..
و قد اخبرنا الوافى أن المصطلح ينسب إلى نبى الله لوط .. وقد أخطأ خطا كبير بقوله هذا الذى لم يسبقه به أحد..
وأطلب منه أمامكم قول العالم الذى يؤيد وجهة نظره و أكون من الشاكرين ..
لقد قال (( ولكنني لامست أمرا لم ينتبه إليه العامة ))
ونحن نقول و العلماء هل هم لم ينتبهوا منذ عهد الصحابة حتى عهد الوافى الذى أنتبه إلى تلك المصيبة ..
نرجو منه التوضيح ..

لقد أجمع ...أقول أجمع وأنا أعرف معناها ..أجمع العلماء على هذا المصطلح و لو تفضلتم أيها القراء بالرجوع إلى الأمهات لوجدتم هذا المصطلح فى الأبواب التى تشرع أحكام وجزاء تلك الفاحشة .
فمثلا ..

قال عبد الله بن عباس: ( ينظر إلى أعلى بناء في القرية فيرمى اللوطي منه منكبا ثم يتبع بالحجارة، وأخذ عبد الله بن عباس هذا الحد من عقوبة الله لقوم لوط، وابن عباس هو الذي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به

لقد قالها ابن عباس رضى الله عنه و ألحق مقاله ببيان قول المصطفى صلى الله عليه و سلم .. ألم ينتنبه كما انتبه الوافى ؟

يقول الليث :
لوط كان نبيا بعثه الله الى قومه فكذبوه واحدثوا ما احدثوا ، فاشتق الناس من اسمه فعلا لمن فعَلَ فِعلَ قومه .
ألم ينتبه لتلك اللمحة التى أنتبه لها الوافى ؟

يقول ابن القيم الجوزية فى أحد نظمه :

فيا ناكحي الذكران يهنيكم البشرى = فيوم معاد الناس إن لكم أجرا
كلوا واشربوا وازنوا ولوطوا وأبشروا = فإن لكم زفا إلى الجنة الحمرا
فإخوانكم قد مهدوا الدار قبلكم = وقالوا إلينا عجلوا لكم بشرا
وها نحن أسلاف لكم في انتظاركم = سيجمعنا الجبار في ناره الكبرى
فلا تحسبوا أن الذين نكحتموا = يغيبون عنكم بل ترونهم جهرا
ويلعن كل منكما لخليله = ويشقى به المحزون في الكرة الأخرى
يعذب كل منهما بشريكه = كما اشتركا في لذة توجب الوزرا

<******>doPoem(0)
طبعا الكلمة المشار لها هى ( لوطوا)
وكذلك فى زاد المعاد :
ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قضى في اللواط بشيء لأن هذا لم تكن تعرفه العرب ولم يرفع إليه صلى الله عليه وسلم ولكن ثبت عنه أنه قال اقتلوا الفاعل والمفعول به رواه أهل السنن الأربعة وإسناده صحيح وقال الترمذي : حديث حسن .

ألم ينتبه لما أنتبه له الوافى ؟

وقد طالعت الكتب الفقهية التى تقع تحت يدى فوجدت أن كل الفقهاء يذكروا المصطلح بلا حرج .. وكذلك طالعت بعض الكتب التى تحوى الفتاوى و هى متوفرة للجميع فوجدت أن كل أهل الفتيا ينطقون المصطلح بلا حرج .. و تستطيعون أن تطالعوا مثلى فالأمر سهل و الكتب و المواقع متوفرة .

ولقد ناسب هذا المصطلح لفعل لاط الذى وضحته للوافى و لكنه لم يقبله برغم قبول العلماء له و أنا لم اءتى بشى من عندى بل بما قاله أهل العلم حيث قال ابن منظور :
لِوَاطاً و لاوَطَ ، أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ أي وطء الدُّبُر، و سُمي لواطاً لالتصاق اللواطي بالملُوطِ به ، أو لأنه فعل قوم لُوط .( في كتابه : لسان العرب : 7 / 394 ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1414 هجرية ، دار صادر ، بيروت / لبنان )
فكما تروا لم ياتى الهلالى بشئ من راسه بل جاء بالمعنى من رأس ابن منظور

و حلا للمشكل أقول و بالله التوفيق :

من الجهل العظيم أن يُخَطِّئ الوافى كل من قال هذا المصطلح لأجماع أهل العلم و لن تجتمع الأمة على خطأ ..
و لقد خاض (بدون قصد و بجهل ) فى أئمة السلف الصالح و خلفهم من العلماء عندما قال (( فأنت ألصقت بسيدنا لوط عليه السلام صفة لم يلصقها به إلا كارهوه
فهل كان سيدنا لوط عليه السلام يفعل الفاحشة بالصبيان حتى يسمى هذا الفعل ( لواطا ) ؟؟؟؟ ))
فهل هؤلاء العظماء كارهين لنبى من أنبياء الله ... سبحان الله

وقال (( أستغفر الله العظيم من ذلك ، وأسأله تعالى أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ))
طبعا هو يشير إلى خصمه فى الموضوع و لكن بجهله أصاب علمائنا السالفين بالسفاهة ..
لذا وجب عليه بعد تنبيهه أن يعتذر لهم وليس للهلالى حتى لا يأخذه الكبر إلى الهلاك .


فإن أراد هو أن لا ينطقها و لا يكتبها تورعا فعليه أن لا يُخَطِّئ غيره و إلا يكون وقع فى محظور عظيم ..
وأنا أدعوه أمامكم أن يأتينى بقول ثقات فى تحريم أطلاق المصطلح ((اللواط )) على فعل الفاحشة التى ارتكبها قوم نبينا لوط عليه السلام .

اللهم قد بلغت أللهم فاشهد