مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-06-2005, 07:51 AM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي تغيير المجتمع



قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .

إن المفاهيم ضوابط لسلوك الفرد، فإن أردنا أن نغير سلوك فرد، غيرنا مفاهيمه عن الحياة، وذلك بجعله شخصية متميزة، يستند في تفكيره وميوله إلى قاعدة فكرية أساسية ينبثق عنها نظام لإشباع غرائزه وحاجاته العضوية.
أما تغيير المجتمع فيحتاج إلى تغيير العناصر المكونة له وهي : (الأفراد، والأفكار، والمشاعر، والأنظمة) .
فبنية الأفراد والخاصيات الفطرية فيهم لا يملك البشر أن يغيروها أو يقضوا عليها، ولكن يمكن تغيير عقيدة الأفراد وشخصياتهم لأن ذلك من فعل البشر.
وأما أفكار المجتمع التي يحكم بها على الأفعال والأشياء، فيمكن تغييرها، بمخاطبة المجتمع بهذه الأفكار كمجموعة عامة وليس كأفراد، وذلك بعد أن يقتنع أغلب أفراد المجتمع المخاطب بالعقيدة التي تنبثق عنها هذه الأفكار، ويتبع تغيير الأفراد تغيير المشاعر والأنظمة.
والتغيير يكون نحو الأحسن، ولذلك يحاول العاملون في التغيير أن يغيروا المجتمع غير الناهض وهو المجتمع غير المتميز إلى مجتمع ناهض متميز.
ولا يوجد في العالم اليوم من المجتمعات المتميزة الناهضة إلا مجتمعان : المجتمع الرأسمالي، والمجتمع الشيوعي، وأما بقية المجتمعات، فإنها مجتمعات غير ناهضة وغير متميزة.
ومن العسير جداً أن يغير المجتمع الناهض المتميز من داخله، إلى مجتمع ناهض متميز من نوع آخر، كتغيير المجتمع الرأسمالي إلى مجتمع شيوعي، أو تغييره إلى مجتمع غير متميز، إلا أن ذلك غير مستحيل.
وقد يتم تغيير أي مجتمع سواء أكان متميزاً أم غير متميز من الخارج بالقوة العسكرية والقيادة الفكرية، إلا أن تغيير المجتمع غير المتميز من الداخل يكون طبيعياً وممكناً بالقيادة الفكرية فقط، لأن من صفات المجتمع غير المتميز عدم الاستقرار والتذمر، بسبب انحطاطه وعدم تمكن الأفراد فيه من الإشباع الصحيح مما يجعل أفراد المجتمع يشاركون ويسارعون في التغيير.

كيفية التغيير:

إن المجتمع بمكوناته الأربع يشبه كأسا شفيفة مملوءة بسائل، الأفراد يشبهون الكأس الزجاجية، والأفكار والمشاعر والأنظمة تشبه السائل، ويتلون الكأس بلون السائل الموجود فيها، وتغيير المجتمع لا يعني تغيير لون هذا السائل بوضع صباغ معين فيه، وإنما تغييره يعني سكب السائل جميعه، وصب سائل جديد مكانه، وبذلك يتغير المجتمع تغييراً جذرياً، ويتغير لونه، لأن الأفكار والمشاعر والأنظمة لدى مجموع الأفراد هي التي تحدد نوعية المجتمع ولونه.
فلو أردنا تغيير مجتمع غير متميز إلى مجتمع متميز ناهض، كان علينا أن نبدأ بسكب السائل الذي يملأ الكأس، وذلك بإقناع الأفراد بعدم صحة وصلاحية الأفكار والمشاعر والأنظمة الموجودة عندهم، وإحلال سائل جديد محل السائل المسكوب، أي إقناع الأفراد بالأفكار والمشاعر والأنظمة الجديدة التي نريد على أساسها تغيير المجتمع.
ولكل مبدأ طريقته في التغيير، فطريقة المبدأ الرأسمالي هي استعمار الشعوب التي يريد أن يحولها إلى مبدئه، والمبدأ الشيوعي طريقته إيجاد التناقضات في المجتمع الذي يريد تغييره، وطريقة الإسلام هي الجهاد، وهي حمل العقيدة الإسلامية إلى الناس بشكل ملفت، وتحطيم الحواجز المادية التي تحول دون ذلك، قال صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها).
هذه الطرق للتغيير تستعمل من قبل أصحاب المبادىء الثلاثة في حالة وجود دولة تمثل المبدأ، وقد ظهر ذلك جلياً في الفتح الإسلامي بعد إقامة الدولة الإسلامية في المدينة، وظهر في الحرب العالمية الأولى والحرب الثانية بالنسبة للمبدأ الرأسمالي وللمبدأ الشيوعي، حيث تقاسما العالم بعد حروب طاحنة ضد الدولة العثمانية، وضد ألمانيا وإيطاليا.
أما في حالة غياب الدولة التي تمثل المبدأ فإن طريقة إيجاد المبدأ في الحياة، وإيجاد مجتمع متميز يحمل هذا المبدأ تختلف عنها في حالة وجود الدولة.
إن المبدأ من ناحية بنائية، عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام، حيث ينبثق النظام عن العقيدة انبثاق الجذوع من نواة البذرة، والمبدأ من ناحية تنفيذية فكرة وطريقة من جنس واحد.
فالفكرة تشمل العقيدة وجزءاً من النظام، وهو المعالجات. والطريقة هي الجزء الآخر من النظام وتشمل كيفية حمل المبدأ، وكيفية المحافظة عليه وكيفية تنفيذ المعالجات.
ومن يرد تغيير مجتمع من المجتمعات إلى مجتمع متميز على أساس مبدأ معين، فلا بد له أن يتقيد بطريقة هذا المبدأ، وألا يحيد عنها قيد شعرة مهما اعترضه من صعوبات ومغريات، لأن الطريقة جزء لا يتجزأ من المبدأ .
وطريقة التغيير في الإسلام دليلها فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد بعثه الله في مجتمع مكة الجاهلي، فعمل على تغييره بالطريقة التي رسمها الله، وقد سار في ثلاث مراحل :
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م